(وما رأيك أن نسعى إلى الكم والكيف في نفس الوقت ؟ ) عبارة مختصرة وكبيرة في معانيها جاءت تعليقا من معالي وزير الثقافة والإعلام د. عبدالعزيز خوجة تعليقا على مقالي الاسبوع الماضي " غصب 7 و8 و9 يامعالي الوزير..!!" الجميع يتمنى أن يكون التطوير بمستوى الطموحات وان تكون قنواتنا السعودية بمستوى الأحداث ، منذ سنوات للأسف ونحن نعيش تلفزيونيا في فلك واحد ، الكل يحزن على الحال الذي وصل إليه إعلامنا المرئي الرسمي ، البعد عن الواقع والتكرار والرسمية الزائدة هي ابرز السمات التي اصطبغ بها الإعلام المرئي لدينا ، قنوات فضائية خاصة لاتقارن إمكانيتها بإمكانيات تلفزيوننا تفوقت عليه ونافسته وسحبت منه الملايين من الريالات التي كان يدفعها المعلنون لتلفزيوننا ، اعمال درامية سعودية شهيرة تسربت بسبب الروتين والبيروقراطية لقنوات اخرى ،مذيعين كانوا مهمشين أصبحوا نجوما في قنوات عربية شهيرة !! انا اعرف ان المشوار طويل أمام معالي الوزير وطموحاته ، ولكن كان الإعلان عن الكم غير متناسق مع الكيف ، فهناك أحداث كثيرة لم يكن تفاعل إعلامنا المرئي معها بمستوى الحدث ، ولا داعي هنا لذكرها ، فنحن وباستمرار أكررها نحتاج للثقة بما نشاهده ، فالسعوديون استطاعوا ان يؤسسوا إمبراطوريات إعلامية خارج وطنهم واستحوذوا على النصيب الأكبر من الريادة ولم يواز هذا النجاح تفاعل من إعلامنا المرئي ، فلا يوجد استقطاب للكفاءات الإعلامية المتميزة وإنما شاهدنا على النقيض، ومن الطريف جدا أخوات لنا من المقيمات يتعلمن عبر شاشاتنا وبعضهن كن يحلمن بمجرد المشاركة الهاتفية في أي برنامج للمسابقات عبر الفضائيات الأخرى!! البعض للأسف فسر كلامي انه ضد الكم من القنوات ، وتناسى هؤلاء أنني تساءلت لماذا جعلنا الكم هدفنا الرئيسي على حساب الكيف الذي نعيش معاناته عبر خمس قنوات قبل الإعلان الأخير عن القنوات الجديدة ، والتساؤل هنا مشروع إذا كان الهدف الأسمى هو مشاهدة إعلام سعودي مرئي بمستوى الطموحات والتطلعات التي ننشدها في ظل المناخ الحر الذي نعيشه في ظل الملك العادل حفظه الله . جملة معالي الوزير البليغة هي من وجهة نظري مشروع لمستقبل واعد ، تعامل الوزير مع كلماتي بروح المواطن الصالح ، ولم يتعامل معها بمنطق الوزير الذي يرى ان وزارته تعمل تمام التمام وان أي نقد لها هو غير صادق وغير منطقي كما اعتدنا على ذلك من صغار المسئولين فما بالنا بالوزراء ، وهنا لست بمكان للحديث عن الفكر النير للدكتور خوجة لان الجميع يقدر هذا الأمر في معاليه ، ولكن لازلت ومعي الكثيرين نطمح ان تكون قنواتنا التلفزيونية متواكبة مع الأحداث المتواصلة حولنا، فليس الطموح ان نشاهد الساعة الثامنة صباحا وعلى الهواء مباشرة مناقشة قضية الخانة الزوجية بالمجتمع السعودي والتطرق لها ببدائية شديدة حتى ولو استعان الضيف كثيرا بمقولات أفلاطون ، وهذه أمثلة بسيطة لا أحب سردها ولكنها تتماثل امام ناظري بأسف وبصورة متكررة!! التعليقات التي وصلتني على مقالي السابق جميعها تشاركني بالهم وانا أثق ان جملة وزيرنا المليئة بالأمل المستقبلي هي دافع لنا لانتظار الكيف الذي ننشده لكي يكون لدينا كم وكيف إعلامي بمستوى آمالنا .