عقد أمس لقاء مفتوح للجمعيات والجهات الخيرية والغرفة التجارية بمدينة جدة بحضور الدكتور يوسف العثيمين وزير الشؤون الاجتماعية والدكتور على الحناكي مدير عام الشؤون الاجتماعية بالمنطقة الغربية ولمى السليمان نائبة رئيس غرفة جدة وعدد من رؤساء ومسؤولي الجمعيات الخيرية. وبدأ اللقاء بتعليق الوزير على ما نشر في إحدى الصحف المحلية بأن وزارة الشؤون الاجتماعية كانت الوزارة الصامتة مع كارثة جدة، وقال»نحن لسنا وزارة صامتة ولكننا نعمل في صمت. جاء ذلك بعد الإنتقادات التي وجهتها عدد من مؤسسات المجتمع المدني بجدة إلى الجمعيات الخيرية ووصفوها بأنها لم تقم بدورها المطلوب في تقديم المساعدات للمتضررين من كارثة جدة وربط مسؤولو الجمعيات ذلك بعدم وصول الدعم والإعانات المادية من الوزارة، حيث أكد الوزير بأن الإعانات الخاصة للجمعيات مع كارثة جدة في طريقها للوصول بعد إنتهاء إعتماداتها المالية. وانتقد أحد المشاركين في اللقاء تأخر وصول الإعانات والدعم من الوزارة رغم مرور ما يقارب الشهر على كارثة جدة بجانب صدور إعلان تحذيري من أمارة منطقة مكةالمكرمة في إنشاء حساب موحد لتقديم المساعدات للمتضررين من سيول جدة، وعدم التبرع للجمعيات الخيرية من أجل كارثة جدة ،ونفى الوزير أن يكون الإعلان هدفه التحذير من الجمعيات الخيرية المرخص لها من الدولة بممارسة نشاطها مشيراً إلى أن هدف الإعلان تنسيق الجهود بين الجمعيات الخيرية من خلال إمارة منطقة مكةالمكرمة. وطالب الدكتور عدنان البار رئيس جمعية زمزم للخدمات الصحية التطوعية مساهمة الوزارة في تعميق ثقة المجتمع المدني وأشار الى أن كارثة جدة كانت أكبر من إمكانات الجمعيات الخيرية،وهناك معوقات عديدة واجهت الجمعيات الخيرية للقيام بدورها الأمثل مع كارثة جدة. من جانبها ذكرت لمى السليمان نائبة رئيس غرفة جدة أن أحد المعوقات التي واجهت الجمعيات عدم وجود مستودعات لإستلام المواد الغذائية من المتبرعين مما جعل الغرفة التجارية تقوم بفتح مركز جدة الدولي للمعارض وتحويله إلى مستودع من الأسبوع الأول لكارثة جدة لإستقبال تبرعات المواد الغذائية من التجار ورجال الأعمال. ومن جانبها انتقدت فوزية الطاسان مديرة الجمعية الفيصلية عدم وجود إدارة مركزية لأزمة كارثة جدة وتنسيق منظم بين الجمعيات والجهات الأخرى، وأشارت إلى أن الخارطة التي تم من خلالها توزيع الجمعيات لتقديم المساعدات للمتضررين كانت جغرافية وغير عملية ولم تكن هيكلة الخريطة تخصصية للجمعيات الخيرية حسب نشاط كل جمعية والأحياء المرتبطة بها، و قالت أن هناك من استغل أزمة كارثة جدة، حيث فوجئت الجمعيات التي رغبت في تقديم معونات السكن للمتضررين بارتفاع أسعار الإيجارات ثلاثة أضعاف 300% بالقرب من المناطق المتضررة ،واستغربت عدم تدخل الجهات المختصة في هذا الشأن. من جانبه ثمن المهندس جمال برهان عضو مؤسس مجلس أصدقاء جدة وعضو حملة أهالي جدة للتكافل لإغاثة في تصريح ل(الرياض) الشفافية والصراحة التي سادت اللقاء وذكر بان كارثة جدة كشفت عن الحاجة الماسة لتنسيق الجهود بين مؤسسات المجتمع المدني والجهات الحكومية عند وقوع الكوارث والأزمات..كما كشفت الجانب المشرق لشباب الوطن في العمل التطوعي الخيري. وقال أن عدد المشاركين والمشاركات في حملة أهالي جدة للتكافل لإغاثة المتضررين من السيول وصل إلى ما يقارب أربعة آلاف متطوع ومتطوعة 80% منهم طلاب وطالبات المدارس والجامعات. وأضاف بأن المشاركة الإيجابية للشباب في العمل التطوعي مع كارثة جدة تتطلب الاستفادة منها وتفعيلها من خلال عمل منظم للأعمال التطوعية في المجتمع المدني مشيراً إلى أن كارثة جدة يتطلب معها تحويل معطياتها السلبية إلى إيجابيات ومكتسبات للفترة المقبلة والنظر بعمق إلى تداعياتها.