ليلة وصول صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين لملك الإنسانية، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، كانت ليلة تاريخية بكل ما تعنيه الكلمة من معان.. وما اشتملت عليه من مضامين فقد كانت رسالة مفتوحة للعالم أجمع، بما فيها من مضامين إسلامية سامية وإنسانية نبيلة ودروس تربوية، كما أن لها مضمونها في الشأن الاجتماعي، تختصر الدروس والمحاضرات والندوات في رسالة عنوانها الكبير «حب الناس والإحسان إليهم»، إن ما شاهدناه وعايشناه وتابعناه لحظة وصول سمو سيدي ولي العهد إلى أرض الوطن سالماً معافى، وما سبق ذلك من ترقب وسؤال دائم عن صحة سموه طيلة أيام سفره للعلاج، ما كان ليكن لولا توفيق الله لسموه ثم جهوده الجبارة التي قام بها في المناصب التي تولاها طيلة مشواره مع المسؤولية وتحمل الأمانة ومشاركته الفاعلة في صناعة القرار وتنفيذه على أرض الواقع إلى ما بذله من عمل إنساني طال القاصي قبل الداني. نعم إن سموه حفظه الله كان خير معين للمحتاج ومغيث للملهوف ومفرج للمكروب بعد الله سبحانه وتعالى.. زرع الخير، وبذر النبل، وسقى المعروف، ورعى الأعمال الصالحة،فحصد المحبة، ونال الدعاء وأنعم الله عليه بالصحة والشفاء. كلما رأيت سموه - وفقه الله - وبدون مقدمات يتبادر إلى ذهني بيت من نونية أبو الفتح البستي التي قالها في القرن الرابع الهجري وكانت قصيدة مليئة بالحكمة والنصائة، وكأني به عندما قال هذا البيت عنى سموه شخصياً دون غيره من الناس، عندما قال: أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسان إنها ليلة مجيدة لا تمحى من الذاكرة، وكلما قلت هي رسالة للجميع وصورة واضحة بدون رتوش لما ينبغي أن يكون عليه المسلم. فخير الناس أنفعهم للناس وخيرهم رجل تقضى على يده حوائجهم وتحقق مطالبهم وينالون مناهم. وإن أحرى الناس استفادة من الدرس الذي بث على الهواء وتابعه الملايين من البشر، هم المربون ليستثمروا مضامينه في التربية وتوجيه الأبناء وتنشئتهم تنشئة صالحة، فيها الاحترام والتقدير والولاء والتوقير لولاة الأمر المغاوير، فقد شاهدنا الحشد الكبير لاستقبال سموه. ورأينا وأكبرنا فعل سموه ومحاولاته الجادة لتقبيل رأس خادم الحرمين الشريفين ولو مرة واحدة!! ورأينا كيف هي الأخوة والمحبة الصادقة بين ولاة الأمر والفرحة التي علت كل الوجوه التي استقبلت سموه حفظه الله ورعاه. لتؤكد لمن يهمه الشأن السياسي أن البيت السعودي قوي ومبني على أسس من الدين الحنيف، ولا يمكن أن تؤثر فيه الأراجيف. * مدير التربية والتعليم بالدوادمي