أشد ما تأخذني تلك الابتسامة الندية.. تجلل ثغرك أبداً.. قذفت صديقة بهذه العبارة.. لتشعل في دواخلي جذوة تساؤلات شاردة.. وتستجمع شتات ذهولي.. لم يخطر على بالي أن أبوح بسر تلك الابتسامة لمخلوق.. لكن تلك العبارة أيقظت حذر المشاعر! بقيت ساهمة للحظة، ثم استجديت الأحرف من أغوار الدهشة.. لتنثال في وجه محدثتي! قلت: أتدرين!! حين لا يبقى في ضمائرنا مساحة للحزن.. وحين تتلفع قلوبنا كلية بدثارة فإن بقعة حزن واحدة لا تجد ركناً تسكنه.. لا يسعها إلا أن تبحث عن مساحة أخرى تكسوها! إن ما ترين يا صديقتي.. طاقة شحن لم يسعها القلب فارتحلت إلى الشفاه الذابلة التي احتوتها واسكنتها خباء البسمة التي ترين!! أطرقت قليلاً.. وارتسم الذهول في أحداقها.. ثم قالت: ولماذا لا يسكن الفرح خباء البسمة؟! احتويت ذهولها بابتسامة وأنا أقول: إذا كان الفرح قد ضل طريقه إلى القلب.. فكيف يعانق شفاهنا: هل عرفت الآن سر تلك الابتسامة.. نيرمين بنت عبدالله الغامدي