الاستقبال المهيب الذي شهده مطار الملك خالد الدولي للأمير سلطان بن عبدالعزيز عند عودته معافى - ولله الحمد - بعد رحلة علاجية واستجمامية، وتدافع رموز القيادة، والمسؤولين، والمواطنين لاحتضان سموه بالفرح والسعادة والحب، هذا الاستقبال الكبير والمبهر لم يكن إلا جزءاً بسيطاً من تراكم وزخم عواطف تجمع الأسرة السعودية مع بعضها، وتوحّد أفرادها من قمة الهرم السياسي، ورأس النظام حتى العامل البسيط في مزرعة أو متجر في قرية بعيدة نائية على تخوم الوطن. الاستقبال المهيب هو تعبير رمزي للتلاحم، والود، والحب، والتجانس بين أطياف، وشرائح، ومقوّمات، ومكونات هذا الوطن، وهو نوع من أنواع إظهار وتجسيد ما يتمتع به سلطان بن عبدالعزيز عند كافة الناس من مكانة تقدير، وحب، وهو وفاء للرجل الذي أعطى بسخاء من جهده، وفكره، وتفكيره، ووقته للوطن، وللإنسان، للتاريخ، والجغرافيا، لمستقبلات الإنسان كوعي، وفكر، وثقافة، وتعليم، وتدريب ليكون إنساناً منتجاً، خلاقاً، مبدعاً، يساهم في عملية النمو والتنمية والإنتاج بأدوات العصر، وروح العصر وفهم ما يتطلبه العصر. الذين لم يتسنّ لهم الشخوص إلى مطار الملك خالد بالرياض، تكاثروا أمام شاشات التلفزيون لتصافح عيونهم شخص سلطان بن عبدالعزيز وهو يعود إلى أرض الوطن بعد فترة كانت القلوب، والأفئدة، والمشاعر معه ترعاه، وتتابعه، وترفع من أجله الدعوات الخالصة المخلصة، لأن لسلطان الرجل، والإنسان، والمسؤول، ورجل الحكم والقرار، مكانة عند الناس زرعها من خلال ممارساته المبهرة في عمل الخير، والعطاء إن على مستوى الأفراد، وإن على مستوى الوطن. لقد اكتسب سلطان بن عبدالعزيز محبة الناس، وتلاحمهم، ووفاءهم لأن الرجل الإنسان كان ملاذاً للفقراء، والمحتاجين، والأرامل، واليتامى، وكان صديقاً وقريباً من كل النخب الاقتصادية، والفكرية، والإعلامية، والتربوية، يحتفى بهم، ويشاركهم همومهم، ويفهم أفكارهم، ويحاورهم في كل أمر يهم الوطن، وتطلعاته، ومستقبلاته، وهموم الناس في معيشتهم، وحياتهم. إذن: حين يحتفي الوطن بسلطان فإنه يحتفي برجال في رجل، وبقيمٍ، وأخلاق، وسلوكيات، ومفاهيم لا تتوفر إلا في الندرة القليلة من صناع التاريخ، وصانعي الشعوب. سلطان: دمت متألقاً، وعشت قريباً لكل الناس.