أدى هطول الأمطار الاخيرة وسيولها الجارية في ثول الى تكوّن بحيرة يمتد طولها الى أكثر من 2 كم ، وتقدر مساحتها الكلية ب ( 4400000 متر مربع ) وتمتد بين طريقي الكورنيش الرئيسي والجنوبي ، وأشتكى الاهالي من الاضرار المترتبة على بقاء هذه البحيرة وقالوا ل "المدينة": مضى على الامطار والسيول أكثر من 10 أيام دون تدخل من الجهة المسؤولة مبينين أن أسراب البعوض قضت مضاجعهم وباتوا مهددين بانتشار الاوبئة وطالبوا أمانة جدة بردم مواقع المستنقعات الداخلية بالاحياء وتمكين المياه من التوجه نحو مجاريها الاساسية فيما أبدى رواد الكورنيش تذمرهم من البعوض الذي أجبرهم على الرحيل وحرمهم الاستمتاع ثول الربيعية المبكرة ، موضحين أن البحيرة القائمة يعود سبب تكونها الى اغلاق مجرى وادي ابو كراث وطالبوا بفتح قنوات لاستقطاب مياه البحيرة نحو البحر ، في ذات الوقت الذي قالت فيه البلدية أن كل شئ على مايرام. إغلاق مجاري السيول سبب المستنقعات: يقول فايز الكنيدري شبكة تصريف مياه السيول الطبيعية في ثول واضحة للعيان أودية كانت أو شعاب أو مجارٍ صغيرة ويجب ان تتم المحافظة عليها وحمايتها من إنشاء أي مشروع أو مبنى في طريقها وعند إنشاء الطرق والشوارع يجب أخذ المناسيب بعين الاعتبار ففي الكثير من مواقع تجمعات المياه داخل الاحياء وحولها يعود الى اغلاق مجاريها وطالب بإنشاء شبكة تصريف لمياه السيول والعمل على تجفيف البحيرة القائمة الآن. القناة هي الحل : وأشار عبدالمحسن الجحدلي الى أن البحيرة المتكونة حاليا والممتدة على مساحة تزيد عن 4400000 متر مربع ، باتت تشكل عدة مخاطر على الاهالي، واعطت إشارة تحذير من خطر كبير قادم يهدد ثول بالغرق ويتمثل بسيل " وادي ابو كراث" والذي تشكل البحيرة حاليا الجزء الاخير قبل مصبه في البحر والذي اغلق مجراه حاليا بإنشاء الطرق المؤدية للكورنيش مما يجعل العمل على فتح قنوات لتصريف مياه السيول ضرورة ملحة لاسيما وان التاريخ يشهد بغدر سيل هذا الوادي ، وأضاف : في سيل 95 تحوّلت ثول الى بندقية أخرى بعد غمر مياه السيول لأحيائها حينها أصبحت وسيلة المواصلات بين المنازل القوارب لذا يجب أن يعاد النظر في هذا الموقع والعمل عاجلا على تجفيف البحيرة بشفط المياه وإعادة فتح مجرى الوادي المسدود أمام البحيرة !! تلوث وأوبئة: أما عبدالصمد درويش فتطرق الى التأثير المباشر على صحة البيئة وقال: بحكم ملاصقة البحيرة للاحياء فإنها أصبحت مصدراً للتلوث وحاضنة للبعوض والحشرات الاخرى وهذا سيؤدي للإضرار بالصحة حاضرا ومستقبلا فالروائح الكريهة بدأت تنتشر من البحيرة وأسراب البعوض توالى تدفقها على المنازل بشكل لم تعهده البلدة من قبل فحتى عملية الرش غير مجدية للقضاء عليه في ظل وجود مصدر كبير لتكاثره وانتشاره ( البحيرة ) لذا نأمل من الامانة العمل على معالجتها جذريا بالطرق التي تحقق سلامة الانسان وتقيه تبعاتها المدمرة. اغتيال الجمال : وفي ذات السياق أكد محمد الريري على أهمية إيجاد شبكة تصريف مياه أمطار و سيول ثول وعدم المساس بالمجاري الحالية ، مطالباً بالسعي الجاد نحو تنفيذ قنوات للصرف من خلالها تأخذ مياه السيول والامطار طريقها مباشرة نحو البحر. وأشار في سياق حديثه الى أن وقوع البحيرة بهذا الشكل المزري على طريق الزائر للكورنيش يسيئ لصورته ويغتال جماله ويقلل من عائده الترفيهي والسياحي كما أنها تؤثر سلبا على البنى التحتية والشوارع وأساسات المباني والمرافق نتيجة تسببها في ارتفاع مستوى المياه الجوفية وطالب الجحدلي القائمين على مشروع تطوير بلدة ثول إدراج شبكة التصريف ضمن المشروع وجعل الاولوية لها في التنفيذ. وعلى كورنيش ثول التقت (المدينة) عددا من الرواد منهم حسن وصالح بن سليم وعبدالعزيز الجحدلي الذين أبدوا استياءهم من الوضع وقالوا: لم نتمكن من البقاء في الكورنيش ولم يكن امامنا من بدّ سوى المغادرة بسبب لسع البعوض المستمر لنا ولأطفالنا فلم نعد نطيق البقاء مما جعلنا نرحل مخلّفين الحسرة خصوصا وزُرْنا الكورنيش فيما مضى ولم نواجه هجوما شرسا من البعوض بهذا الشكل ونحن ندرك تماما أن السبب هو كثرة المستنقعات الواقعة الى الغرب مطالبين بردم المستنقعات وتجفيف مياهها. البلدية: تجفيف المستنقعات واستمرار عمليات الرش ومن جانبه أوضح مصدر ببلدية ثول أن البلدية قامت بتجفيف جميع المستنقعات داخل الاحياء وفي الشوارع الرئيسية والميدان وأوجدت فتحات في الارصفة بين الاتجاهين في الشارع الرئيسي المتفرع من الطريق السريع لتصريف السيول وضمان عدم ركودها أما عمليات الرش ومكافحة البعوض فهي مستمرة.