واصلت أسعار النفط هبوطها من أمس الأول لتصل إلى أدنى انخفاض في ستة أسابيع دون مستوى 74 دولارا أمس وسط فزع المستثمرين بسبب مشكلة ديون في دبي مما دفعهم لتقليص مراكزهم والتحول إلى الاصول الآمنة. وتسببت أيضا المخاوف من عاصفة مالية ثانية في انخفاض الاسهم الاسيوية أمس مع اقبال المستثمرين على بيع أسهم البنوك وشركات الانشاءات وتخوف الاسواق المالية في طوكيو وهونج كونج من تعرض المقرضين لشركات دبي. ونزل سعر الخام الامريكي تسليم يناير في التعاملات الالكترونية إلى 73.94 دولارا للبرميل منخفضا باكثر من 5 في المائة عن سعر التسوية يوم الاربعاء، ولم يكن هناك سعر تسوية أمس الأول بسبب عطلة عيد الشكر في الولاياتالمتحدة. ونزل سعر مزيج برنت خام القياس الاوروبي 1.26 دولار الى 75.33 دولارا، وستجري بورصة نيويورك التجارية نايمكس جلسة تداول مختصرة أمس. وقال بنسون وانج المستشار في كوموديتي بروكينج سيرفيسيس في سيدني "وضع دبي مثير للقلق للغاية ويخشى الناس بالطبع تأثيرا متتاليا محتملا اذا عجزت دبي عن سداد ديونها". وأضاف "هذه الحلقة قد دمرت الثقة بين المقرضين والمقترضين وهزت أيضا الثقة حول وتيرة الانتعاش الاقتصادي العالمي". وطلبت دبي من دائني اثنتين من أكبر الشركات في الامارة الموافقة على ارجاء سداد ديون بمليارات الدولارات كخطوة أولى نحو اعادة هيكلة دبي العالمية مما اثار مخاوف من ان التخلف عن سداد الديون قد يصيب اجزاء اخرى من الاقتصاد العالمي ويعرقل الانتعاش الوليد من الازمة المالية العالمية. ولكن بعض المحللين قالوا ان انخفاض النفط الحاد أمس قد يكون مبالغا فيه ويتعين موازنته مع ضعف حجم التداول بسبب إغلاق بعض الاسواق المالية في آسيا بسبب عطلة. وهبطت أسعار النفط حتى الآن حوالي 10 في المائة منذ ان سجلت أعلى مستوى لها هذا العام البالغ 82 دولارا في اوائل الشهر الماضي بفعل سلسلة بيانات اقتصادية ضعيفة وزيادات في مخزونات الوقود في الولاياتالمتحدة، إضافة إلى تضاؤل الامال في انتعاش سريع للطلب على الطاقة. ومع تداول النفط الآن دون مستوى 75 دولارا للبرميل قال بعض المحللين ان الاسعار معرضة لانخفاض منتصف اكتوبر إلى ما دون 72 دولارا. وقال توني نونان المحلل في ميتسوبيشي كورب في طوكيو "اساسيات العرض والطلب الكلي تشير إلى ان اسعار النفط يجب ان تنخفض ولذلك ربما تقترب الاسعار من مستوى 63 دولارا وهذا ليس مستحيلا"، مبينا أن 63 دولارا هو متوسط سعر الخام في 200 يوم. ودفع الاتجاه إلى الاصوال الآمنة الين إلى اعلى مستوى في 14 عاما مقابل الدولار برغم ان مؤشر الدولار مازال مرتفعا بنسبة 0.4 في المائة مقابل سلة من العملات. واضافة إلى الاخبار الاقتصادية الكئيبة اظهرت احدث البيانات من اليابان ان مؤشر اسعار المستهلكين انخفض في العام المنقضي حتى أكتوبر باسرع معدل منذ 2001 مع تزايد علامات ضعف الطلب وضغطها على الاسعار.