هناك معتقدات دينية ومذهبية خاطئة لبعض الحجاج في قضايا الذبح تبدأ منذُ بداية شهر ذي القعدة حتى أواخرشهرمحرم اعتقادا منهم بان ذبح الأغنام يعتبر قربانا لله هكذا بدأ حديثه مدير إدارة المسالخ في أمانة العاصمة المقدسة الدكتور سعود الحتيرشي . وقال ان بعض الحجاج يقومون بممارسة هذا الفعل قبل الحج او بعده حيث يتجهون للمسلخ ويتلقفهم بعض الجزارين ويوهمونهم بأنهم سيساعدونهم على هذا الفعل وسيحققون لهم مايصبون إليه من خلال دفعهم لثلث المبلغ بينما يقوم الحاج بدفع ثلثي المبلغ وبعد الانتهاء من ذلك يترك الحاج هذه الأغنام مذبوحة على الأرض للجزارين ظنا منه بانهم سيوصلونها للفقراء والمحتاجين " فقراء مكة " ومن ثم يقوم الجزارين ببيع هذه الاغنام . وأضاف المهندس الحتيرشي : أن هذه الافعال تسبب إرباكا للمسلخ بحيث لايتقيد الجزارون بالتعليمات ويتركون هذه الذبائح على الارض نتيجة للعدد الضخم الذي يقومون بذبحه والذي يصل يوميا إلى ثلاثة آلاف رأس من الأغنام تقريباً وهو يخص هؤلاء الحجاج ، مؤكدا ان هذه الاغنام لا تذهب إلى الجهات الخيرية وبالتالي يتعرض الحجاج إلى عملية نصب واحتيال من قبل بعض الجزارين . وطالب المهندس سعود رؤساء بعثات الحج بضرورة توعية حجاجهم ببطلان مثل هذه المعتقدات من جهة ومحاولة تنظيم مثل هذه الصدقات التي يقدمونها في حال إصرارهم على ذلك حتى لايتعرضوا للنصب والاحتيال موضحاً أن الامانة قامت بوضع لوحات إرشادية تفيد بتعهد إدارة المسلخ بإيصال الذبائح إلى المستودع الخيري الذي يملك ثلاجة خاصة في المسلخ ليقوم المستودع بدوره بإيصالها للفقراء والمساكين في مكةالمكرمة . ولفت الحتيرشي إلى أن هناك جهودا كبيرة تقوم بها إدارة المسالخ من اهمها تشديد الرقابة على عمليات الذبح حيث تم إضافة حوالي 50 مراقبا في منطقة المسالخ بالكعكية في مكةالمكرمة للعمل على فترات مشيرا إلى ان الرقابة تشتد في فترة الذروة بعد صلاة المغرب . وأوضح الحتيرشي أن هناك أربعة أطباء بيطريين يقومون بالإشراف العام على خمسة عشر طبيبا بيطريا يقومون بدورهم بعملية فحص الاغنام بعد ذبحها وسلخها للتأكد من صلاحيتها قبل توزيعها على الجمعيات الخيرية أو بيعها او خلافه . وأكد المهندس الحتيرشي على أن الامانة شددت في عملية منع الذبح خارج المسلخ حيث تقوم البلدية الفرعية في منطقة الشوقية بوضع مراقبة شديدة على منطقة المسلخ بوجود حوالي 20 مراقباً ميدانياً وخمس سيارات يعملون على مدار الساعة لضبط اي عملية ذبح تحصل خارج المسلخ . واستطرد المهندس سعود قائلاً :هناك بعض الإضافات الجديدة في مسلخ الكعكية لتقديم خدماته على أكمل وجه ومنها إضافة أربعة مسارات في المسلخ لإجبار الجزارين على الذبح داخل المنحر وليس في ممرات المسلخ إضافة ثمانية رشاشات مائية للتهوية وتلطيف الأجواء ، وكشف الدكتور سعود عن افتتاح صالة للطوارئ مخصصة لذبح الابقار والجمال بحيث تستوعب 300 رأس في الساعة . وعدد الحتيرشي الكثير من العقبات التي تواجههم خلال موسم حج ومنها عدم توجه عدد من الحجاج لمجازر البنك الإسلامي عند رغبتهم بذبح الأضاحي والفدو لاستكمال النسك ، وعدم مواكبة الطاقة الاستيعابية لصالات الذبح في مسالخ الأمانة لحجم وأعداد المذبوحات المتزايد ،إضافة لانتشار ظاهرة الذبح العشوائي خارج المسالخ وما يترتب عليه من أعباء لأعمال النظافة والمكافحة والرش للحشرات بجانب ما تشكله هذه الظاهرة من مشكلة يصعب السيطرة عليها وخاصة في حالة اكتشاف أي حالة مرضية وبائية أو معدية ،وسوء استخدام المذبوحات الناتجة عن الطرق آنفة الذكر وتسريبها إلى المطابخ والمطاعم في العاصمة المقدسة وخارجها وعدم وصولها لمستحقيها من الفقراء والمساكين بطرق صحية وسليمة ، إضافة لعدم وجود نقاط ذبح في مكةالمكرمة تستوعب الأعداد المتزايدة من المذبوحات من جانبه علق عضو هيئة كبار العلماء عضو المجلس القضاء الأعلى الدكتور علي عباس الحكمي على قضية تصرفات بعض الحجاج بقوله : " هذا الفعل لم يرد به نص شرعي ولم نسمع به من قبل " ، مبينا أن المعروف هو الهدي الذي يذبحه ويقدمه الحاج عندما يكون متمتعاً او قارناً وهو أمر مطلوب أن يقدمه تقرباً لله صدقة على الفقراء، موضحاً ان للهدي وقتاً معيناً وهو بعد رمي الجمار والتحلل بشكل كامل ( ولاتحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله ) . أمين العاصمة المقدسة في جولة على المسالخ يرافقه د. الحتيرشي وأضاف الحكمي : " من أراد أن يقدم هدي التطوع فلا شيء عليه شريطة ان يقدمه يوم العيد او ما يعرف بيوم النحر ، أما قبل ذلك فلا يشرع له ان يقدم الهدي " . ورأى الحكمي أن الطريقة التي يمارسها الجزارون مع الحجاج خداع وغش لايجوز شرعا ويجب ان يؤخذ على يد من يقوم بمثل هذه الاعمال ، مشدداً على ضرورة أن يوكل في هذه العملية من يكون مؤمناً صادقاً أما من يصنع هذه الحيل فإنها محرمة شرعا . واعتبر مستشار وزير الشؤون الإسلامية لشؤون الحج والعمرة والزيارة الشيخ طلال العقيل أن هذا الموضوع نوع من الاحتيال على ضيوف الرحمن مبيناً ان هذا العمل يعتبر منبوذاً من الناحية الشرعية وكذا من الناحية الأخلاقية وهو سلوك غير حضاري وسرقة اموال المسلمين بالباطل وتلاعب بعقول وقلوب الحجاج الذين يقدمون هذه الذبائح صدقة لوجه الله سبحانه وتعالى يرجون الثواب والمغفرة . وأضاف العقيل : " للأسف فإنهم يقعون فريسة لمثل هؤلاء النصابين الذين يجب على كل من يتعرف عليهم الإبلاغ عنهم فورا وعدم إهمال تصرفاتهم حتى يعاقبوا ويكونوا عبرة لغيرهم من أصحاب القلوب المريضة والنفوس الضعيفة.