الأضحية شعيرة من شعائر الله {ومن يعظم شعائر الله فإن ذلك من تقوى القلوب، وهي سنة مؤكدة على كل قادر، أما غير القادرين فقد تكفل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بهم وضحى عن نفسه وعن أمته. وفي عيد الأضحى المبارك يتركز الطلب على الأغنام في فترة قصيرة (قد لا تتجاوز العشرة أيام) وترتفع أسعارها، لكن كيف يمكن السيطرة على الأسعار ومنعها من الانفلات؟ والتأكد من عدم حرمان بعض الأسر من تأدية هذه الشعيرة؟ يتحدد السعر التوازني في السوق وفقاً لتفاعلات قوى العرض والطلب. والعرض في سوق الأغنام غير مرن، بمعنى أن الكميات المعروضة من الأغنام لا تستجيب بسرعة للتغير في السعر، فلو انخفضت الأسعار بشكلٍ كبير؛ فإن تجار الماشية لن يخفضوا الكميات المعروضة في السوق بسبب تكاليف جلب الأغنام إلى السوق، ولأنهم يتوقعون انخفاضاً أكبر في الأسعار بعد الموسم. ولو حدث العكس وارتفعت الأسعار بشكلٍ كبير؛ فإن تجار الماشية لا يستطيعون جلب المزيد من الأغنام إلى السوق في فترة قصيرة جداً. أما الطلب على الأغنام فيفترض أن يكون أكثر مرونة، وأن يؤدي ارتفاع الأسعار إلى انخفاض ملحوظ في الكميات المطلوبة من الأغنام للأسباب التالية: أن بعض المستهلكين اعتادوا على شراء أكثر من أضحية في كل موسم، وبإمكانهم الاقتصار على أضحية واحدة في حالة الارتفاعات الكبيرة في أسعار الأغنام. وجود بدائل للأغنام تتمثل في الجمال والأبقار التي يستطيع 7 أفراد الاشتراك في رأس واحد منها. وجود خيرات أخرى أقل تكلفة توفرها الجمعيات الخيرية المعتمدة مثل هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية من خلال برامجها "كبش العيد" الذي يهدف إلى توزيع لحوم الأضاحي في العيد على فقراء المسلمين في شتى أنحاء المعمورة. جزء من الأضاحي في السوق يتم تربيتها محلياً، وبالتالي يستفيد المواطنون الذين يمتهنون تربية الأغنام والاتجار فيها من ارتفاع أسعارها. لكن معظمها يتم استيراده، وارتفاع سعر رأس الغنم إلى أكثر من 1500 ريال غير مبرر، فرأس الغنم لا يستهلك أعلافا بقيمة تتجاوز الريال الواحد في اليوم، وبالتالي فإن متوسط تكلفة الأضحية يتراوح ما بين 200 إلى 400 ريال. أما الأضاحي المستوردة فتكلف أقل من ذلك. وللحد من المبالغة في رفع أسعار الأضاحي جاء قرار المقام السامي القاضي بالسماح للشركات السعودية باستيراد المواشي الحية من الصومال شريطة التأكد من مطابقتها للمواصفات الصحية الدولية الخاصة بتصدير الحيوانات الحية. لكن يبقى دور الإعلام في توعية المستهلكين والتقليل من الآثار السلبية الناجمة عن بعض التقارير الصحفية التي تهدف إلى الإثارة، فقد تؤدي هذه التقارير إلى رفع الأسعار من خلال التأثر على توقعات المستهلكين.