المستحيل الممكن يمكن تحقيقه، أما الممكن المستحيل فلا يمكن تحقيقه، ومن أكبر المستحيلات الممكنة هو استخدام مياه البحر في زراعة القمح، وهو حلم طالما حلمت به الإنسانية لأنه قد يقضي على الفقر إلى الأبد، وهو مطلب استراتيجي لبلد مثل السعودية التي لا مياه فيها ولا أنهار، فهل يمكن تحقيق هذا المستحيل؟ لقد أعلن أحد الباحثين الذي تم استقدامه للعمل في جامعة الملك عبدالله عن بدء مشروع يهدف إلى استغلال مياه البحر الأحمر في زراعة القمح لإنتاج محصول يغطي حاجة المملكة منه بالكامل، وثمة ما يوحي بإمكانية تحقيق هذا الحلم، فقد أظهرت بعض البحوث إمكانية استخدام نباتات برية متحملة للملوحة، أو ما يسمى بال Halophytes) (نباتات تنمو في الأراضي الملحية طبيعيا) بقصد استعمالها كمحاصيل علف أو إنتاج زيوت أو مواد طبيعية أو عطرية، أو حتى غذاء للإنسان، وقد قام فريق بحثي على مدى عشرات السنين بجمع مئات من أنواع النباتات الملحية عبر العالم ، وتم تصنيفها حسب درجة تحملها للملوحة، وكذلك حسب محتواها الغذائي، وظهر أن هناك ما بين 2000-3000 نوع من النباتات الملحية على شكل أعشاب وشجيرات أو أشجار مثل نبات القرم Mangrove والذي ينمو على شواطئ البحار، أي أن هذا المستحيل ممكن، وإلى أن ننجح في زراعة القمح بمياه البحر يمكننا أن نبدأ في تجربة زراعة الأعلاف التي تتحمل الملوحة، والتي أشرنا إلى بعضها خاصة وأننا نستنزف الآن ما بقي من مخزوننا الأرضي من المياه في زراعة البرسيم، وفي نفس الوقت يجب أن نتوسع في زراعة الأعلاف التي تتحمل الجفاف مثل Brome grass فمتى نفعل ذلك؟