وهي ثورة تنطلق من الهندسة الوراثية التي حققت حتى الآن إنجازات كبرى في عالم الزراعة، وخاصة في مجال القمح بالذات، وهو المحصول الأساسي للإنسان، حيث حدثت زيادة كبيرة في حجم المحصول بالنسبة للفدان، نتيجة استنباط أصناف جديدة وهو ما عرف بالثورة الخضراء، بعد ذلك اتجهت جهود علماء الوراثة إلى استنباط أصناف تقاوم الملوحة، حيث توجد أراض شاسعة في العالم ذات ملوحة عالية ولا تستخدم لأي غرض، وخاصة في بلادنا، والتي تسمى بالسبخات، وقد نشرت صحيفة الرياض بتاريخ 15 أبريل خبرا مفاده أن بعض الدول تعتزم تجربة فصيلة من القمح قادرة على تحقيق محصول أكبر بنسبة ثلاثين في المئة في التربة الملحية بالقمح الذي يتم تداوله، فقد برهنت التجارب الميدانية أن هذا القمح الجديد يعود بمحصول أكبر بنسبة مرضية في التربة الشديدة الملوحة مقارنة بالأنواع التقليدية، حيث قام علماء استراليون بتعديل بذور القمح الصلب وراثيا من خلال إضافة هذا الموروث الجيني إليها، على أن التحدي الأكبر هو استخدام المياه المالحة كمياه البحر الأحمر في ري القمح، وهو هدف يمكن تحقيقه بعد استنباط أصناف مقاومة للملوحة، وقد سبق للمهندس على النعيمي المشرف على جامعة الملك عبدلله للعلوم والتقنية أن صرح بأن الجامعة تجري أبحاثا لاستنباط أصناف من القمح تروى بمياه البحر، ونحن نتطلع إلى تحقيقها، وتبقى الأعلاف، وقد كتبت غير مرة عن أعلاف تقاوم الجفاف وتحتاج إلى كمية قليلة من المياه وطالبت بتجربتها في المملكة، ومنها عشب يسمى Brome Grass، فعسى أن تقوم الجامعة المذكورة بتجربة زراعته.