حسن النوايا لايكفي لقد أخطأتم في الوسائل والأهداف. وقتلتم المسلمين بالآلاف. دمرتم مساجد ومساكن المسلمين وروعتم الآمنين. لقد أرهبتم عبادالله بدلا من إرهاب أعداء الله. المصيبة أنكم ترون كل ذلك جهادا وتجادلون في ذلك أشد الجدال! أعددتم العدة (رشاشات وقنابل وراجمات آر بي جي وسمتكس أو سي فورأو غيرها كثير) ولكن ليس للقاء العدو الصهيوني الذي يقتل الأطفال والنساء والمدنيين بل للقاء المسلمين والحرس وأفراد الشرطة. ألا تخشون أن تكونوا وقعتم تحت طائلة (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ). ألم تفكروا في مراجعة أنفسكم كما صنعت الجماعات الإسلامية في مصر والجزائر. هل من مراجعة تعود بكم إلى جادة الجهاد الحق؟ هل من سبيل لمن راجع نفسه - أو أراد - منكم للتكفير عن تلك الكبائر؟! نعم! يتحقق ذلك من خلال إعادة رسم أهداف وأولويات الجهاد. ولا يحتاج ذلك إلى كثير عناء. فالصهاينة لازالوا يدنسون المسجد الأقصى، ويصادرون أراضي عرب القدس. أطفال فلسطين ونساؤها يستصرخون بينما السلطة وحماس تقتتلان على المناصب وتتبادلان الاتهامات. الظلم يلحق بإخواننا ليل نهار في فلسطين. محادثات السلام لم تعد سبيلا لاسترداد الحقوق لأنها تعطي الصهاينة متسعا من الوقت لسلب الأراضي الفلسطينية، يؤكد ذلك تصريح هيلاري كلينتون الأخير حول المستوطنات. كما أن المستوطنات الآن أضعاف ماكانت عليه عندما بدأت محادثات السلام. العرب والفلسطينيون أضعف من أن يوقفوا الصهاينة عند حدهم. ولا أمل في عدل أممي رأى جرائم حرب الصهاينة على غزة واكتفى بمطالبة الصهاينة بإجراء تحقيق داخلي، بينما مجرمو الحرب الصهاينة أحرار يمارسون الجريمة بعد الجريمة. أما الجهود الدبلوماسية العربية فواهنة مشلولة. إن التكفير عن كبائر الأمس يأتي بمحاربة الصهاينة المحتلين وتحرير الأقصى ورفع الظلم عن إخواننا الفلسطينيين. فهل نرى تحولا جذريا في أهداف القاعدة وأنصارها يعيد الحق إلى نصابه ويُكفِّر عن ما اقترفته أيديهم من قتل النفس التي حرم الله؟