يتساءل الكثيرون عن سر عودة نجم الهلال محمد الشلهوب للتألق بعد غياب تام عن مستواه في الموسمين الماضيين، ويجتهد البعض في إبداء وجهة نظره حيال ذلك، بيد أن أمرا بدا لافتا في إطلالة الابداع للشلهوب دون أن يجد من يؤشر عليه كأحد أهم الأسباب التي أعادت بريق الشلهوب، ألا وهي العلاقة الحميمة التي تجمعه بمدرب الفريق البلجيكي إيريك غيريتس، والتي تبدت بشكل لافت من خلال تفاعلهما مع بعضهما البعض، فما يكاد يسجل الشلهوب هدفاً إلا وتجده ينطلق نحو خط التماس باحثا عن غيريتس، الذي يكون دائما في الموعد ليأخذه بالأحضان محتفياً بإبداعه المتناهي، ولا يكتفي المدرب البلجيكي بذلك، إذ نراه يسارع لتحية الشلهوب ما ان يقوم باستبداله، وهو ما لا يفعله مع أي لاعب آخر، حيث لا تكون روح غيريتس مع بقية اللاعبين كما هي روحه مع الشلهوب، إذ أن من الواضح بأن ثمة تعاملا خاصاً يبديه تجاه لاعبه الذي لم يخب ظنه، إن من خلال أدائه كصانع ألعاب، او من خلال أهدافه. ما يفعله غيريتس من تقاطع في علاقته مع الشلهوب ما بين النواحي الفنية والنفسية، إنما تؤكد على انه مدرب من نوع خاص، فقليل هم المدربون الأجانب الذي يخلطون في علاقتهم مع اللاعبين، إذ أن غالبيتهم يبحثون عن اللاعب الجاهز فنيا وبدنيا، ولعل ذلك هو السبب الذي جعل غيريتس يحظى بإعجاب الجميع من خلال أدائه الفني أو روحه الجميلة.