يترقب جمهور المسرح نتائج مسابقة مسرح الدمام للعروض القصيرة التي ستعلن مساء اليوم الجمعة في ختام دورتها السابعة التي تحمل اسم الفنان المسرحي الراحل نضال أبو نواس والتي انطلقت في الثالث والعشرين من أكتوبر وشاركت فيها فرق مسرحية من مختلفة مدن المملكة إضافة لعرض مستضاف من البحرين (مسرح أوال)؛ وضمت أيضاً ورشة تدريب مسرحية كانت فرصة جادة للمسرحيين الشباب ليستثمروا وجود أحد أهم رواد المسرح التجريبي في الخليج العربي وهو المخرج البحريني عبدالله السعداوي. هذا ومثلت العروض المشاركة الخطوط والرؤى العامة في المسرح السعودي. وهو ما لوحظ بشكل خاص مع فرقة مسرح الطائف بعرض (نقطة آخر السطر) للمخرج عبد العزيز عسيري والمؤلف فهد رده الحارثي؛ حيث اجتهد عسيري في تقديم تجربة لم تلقَ حضورا على مستوى الفرجة المسرحية ربما لتجريبها أسلوبا جديدا قائما على (مسرح القراءة). وإذا كانت مسرحية (نقطة آخر السطر) قد اعتمدت أسلوباً حديثاً نسبياً أثر على عملية الاتصال بين المسرح والجمهور؛ فإن الأمر لا ينطبق على أغلب العروض التي شهدت اكتظاظاً جماهيرياً ولم تكن من العروض الغامضة أو الاجتماعية؛ مثل عرض فرقة (آفان) المسرحية التي لجأت إلى المسرحي عبدالله جفال لإعداد نص (الباب) للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني؛ ليقدم بعنوان (من تجليات الباب). عبدالخالق الغانم بعد عرض (من تجليات الباب) وجاء العرض فنتازياً دون أن يتملص من الواقع المعاصر وتأويلاته السياسية والاجتماعية في شخوص مسرحية "محكمة" تروي حكاية الصراع الأزلية بين الطبيعة وإرادة الإنسان. العرض الذي أدهش الجمهور لاستعانته بموسيقى تصويرية حية؛ أدهش أيضا المخرج السعودي عبدالخالق الغانم خلال الندوة التطبيقية بعيد العرض. الغانم الذي لم يحضر من عروض المسابقة سوى عرض (آفان) لانشغالاته الفنية، علق أمام الجمهور على سؤال ل "الرياض" يقول: أين أنت من هؤلاء الممثلين المسرحيين الشباب لاستثمارهم في رفد الدراما التلفزيونية؟. مخرج "طاش" الذي اعترف أن السؤال في محله، أشار إلى حقيقة وجود طاقات شبابية جميلة في المسرح. قائلا: (يفترض بي أن آتي إلى هنا لتطقس الوضع ومشاهدة الممثل الجيد وأركز على فلان أو فلان وأسحبه إلى العمل التلفزيوني)؛ مؤكدا أنه ينوي ذلك ولكن قراءة النصوص والتجهيز لها يستنفذ جل وقته خارج فترة تصوير الأعمال الدرامية. خاتما حديثه بالقول: (أنا مقصر وكل المخرجين عندنا مقصرون في حق شباب المسرح؛ واعدا بتصحيح هذا التقصير واختيار بعض الشباب، ومنوها إلى انه اختار بعض الممثلين من قبل وأنه يعد باختيار المزيد في أعمال مسلسلات تلفزيونية قادمة. شدة المنافسة بين العروض في مسرح الدمام اكتملت بعرض (حالة وهم) من مسرح الاحساء للمخرج محمد عبدالرحمن الحمد وعرض فرقة (كيف) المسرحية الجداوية والتي قدمت ما يشبه مسرح خيال الظل مساء أول أمس الأربعاء في عرض (مونودراما) تأليف وإخراج ياسر مدخلي حيث استطاع العرض أن يكسر رتابة العروض القائمة على الممثل الواحد من خلال الحركة بين الضوء والظل. ولأن التكهن بدا يصعب في معرفة من سيفوز بأفضل عرض هذا المساء إلا أن تجربة المسابقة ككل أثبتت أن ثمة تجارب مسرحية متحدية وتعمل بجد رغم ضعف التجهيزات التقنية وتستطيع أن تقدم مسرحاً حديثاً، يميل إلى استثمار الأساليب الحديثة في المسرح واستثمار الجسد كلغة عالمية يمكن أن تتحول إلى خطاب اتصالي يعجز عن مجاراته مختلف وسائل الاتصال المعاصرة. فرقة مسرح جامعة الملك فهد للبترول والمعادن عرض فرقة «كيف»