دخلت السلطات المغربية والإسبانية والفرنسية والبرتغالية في تنسيق مكثف فيما بينها لمواجهة تنامي عمليات تهريب المخدرات عبر طائرات سياحية وأخرى صغيرة الحجم يصعب على رادارات المراقبة التقاطها. وأقلق تنامي هذه العلميات سلطات هذه الدول التي باتت تخشى أن يكون هناك ارتباطاً بين نشاطات شبكات تهريب المخدرات وتنظيمات إرهابية. وأفادت مصادر عليمة أن اتصالات مكثفة جرت بين مسؤولي هذه البلدان لأجل التمهيد لعقد لقاءات أمنية على أعلى مستوى ترمي إلى العمل على استراتيجية لمواجهة شبكات دولية للاتجار في المخدرات عمدت إلى استعمال طائرات صغيرة جداً متطورة في نشاطاتها بعد تضييق الخناق عليها عبر المعابر الحدودية البرية وفي الموانئ والمطارات. ويشار إلى أن السلطات المغربية كانت لفتت انتباه دول الجوار في أوروبا إلى وقوع عمليات اختراق المجال الجوي المغربي من طرف طائرات صغيرة في ملكية شبكات دولية متخصصة في تهريب المخدرات انطلاقا من أوروبا. وقد دفع هذا التطور في نشاط شبكات تهريب المخدرات إلى رفع سلطات هذه البلدان من درجة التنسيق الأمني فيما بينها. ولجأت المصالح الأمنية المغربية، في الإطار نفسه، إلى وضع رادارات خاصة ودقيقة شبيهة بتلك المستعملة من طرف بريطانيا في النظام الذي أطلقت عليه "إيشلون". وذكرت المصادر أن هذه الرادارات تتمتع بدقة كبيرة في رصد تحركات الطائرات الصغيرة والسريعة. ويشار أيضا إلى أن وسائل الإعلام الإسبانية أشارت إلى أن أجهزة أمن بلادها فككت الخميس شبكة متخصصة في تهريب الحشيش من المغرب إلى التراب الإسباني ومن تم توزيعه على باقي بلدان أوروبا. وأفادت أن الحرس المدني الإسباني حجز طائرة صغيرة شبيهة بالهليكوبتر وكذا 130 كلغ من الحشيش وخمس سيارات فاخرة تستخدم كلها في تهريب المخدرات من المغرب إلى إسبانيا. وذكرت مصادر إعلامية أن وزارة الداخلية المغربية بصدد البحث عن حوالي 22 متهما من بينهم عشرة مهربين إسبانيين قاموا مؤخرا باختراق المجال الجوي المغربي خصوصا ببلدة الحجرة الصفراء بمدينة القصر الصغير وكذلك بمنطقة الخميس أنجرة. وفي الإطار نفسه، ذكرت مصادر أمنية مسؤولة أن السلطات الأمنية ستصدر مذكرات بحث دولية في حق عدد من المهربين الدوليين للمخدرات، من بينهم الإسبانيون العشرة، كشفت التحقيقات عن تورطهم في عمليات اختراق متكررة للأجواء المغربية بواسطة طائرات صغيرة متطورة.