يا صاحبي ؟! لا تقف هنا وحدك .. وتنثر أحلامك على قارعة الطريق .. حتى لا يبعثرها (الدجاج ) ، أو يكنسها عامل النظافة .! حلق بأحلامك ( فوق ) .. اجعلها تسامر ( القمر ) .. وتعانق ( النجوم ) .. وإذا اعترضك أحد قل لي .. فليس على سطح القمر( صكوك ) ولا وثائق تملّك .! قلتها لك ، وأقولها مراراً : إذا حجزت لك الأيام موعداً مع ( الفرح ) فسابق الفجر إليه .. وتذكر أن قطار ( الفرح ) لا ينتظر أحداً .! تقول : " غلّق العيد .. وغلّق مرقه " ؟! ليكن .. فليس ( بالمرق ) وحده يعيش الناس .! وتقول : " بعد العيد ما ينفتل كعك " .! أبشرك .. ماعاد ( للكعك ) مواسم .. ولا حتى ل( ثوب العيد الجديد ) ياصاحبي .! * * * كان المكان يعج بالناس ويموج بالحركة .. ثللٌ تتجمع بالتجاذب .. وفرادى يتناثرون بلا هدف .! تعلّقت عيناي ب( برواز ) صقيل .. يضم صورةً باهتة .. لم تصمد تلك الصورة إلا بعض الوقت .. تموهت .. وتلاشت أمام عيني في لحظات .. وقفزت إلى حضن ( البرواز ) خطوطٌ بدأت تتشابك ، لتكوّن ملامح وجهٍ أعرفه .! عينان باسمتان بلا شفاه .. تبثان حديثا يتجاوز الآذان الى الوجدان : عساك بخير .. " بشروني عنك مايدرون عني " .. أنا بخيرأيضا .! الناس هنا ( تحت ) طيبون .... يتذكرون .. يفرحون بأخبار الناس ( اللي فوق ) .! على فكره .. هل عبرت بأحلامك آخر أبيات القصيدة ؟! .. ( انقطع الإرسال وتعطلت لغة الكلام ) * * * أخرجني من استغراقي صوتٌ يصب في أذنيّ الكلمات بلا كلل .. كنت أغالب إحساسي بالضيق وأنثرفي وجهه - شارداً - ابتسامات باهتة قبل أن يدهمني السؤال : هل تعرفه ؟! من ؟! هذا الذي تنظر إلى صورته .. لا .. نعم .. ( أظنه سمع الكلمة الثانية ) .! تزوج وتخرج .. في الجامعة ؟! لا .. من الدنيا .. رحمة الله عليه . و ( علينا ) .! هذا الذي في الصورة كان صديقي .. أحتفظ بصورة لي معه . لكنك تركته يذهب وحده .! أنا حزين .. لو كان لايزال حياً لكنت الآن زوج أخته .. ولكان عندنا أولاد . معليش .. ارتاحت هي والأولاد . كانت جميلة .. رفضت الزواج مني حزناً عليه .. إن الله لا يجمع بين عسرين .! * * * حينما رجعت عيناي للجدار ، كانت الصورة الباهتة قد غادرت ( البرواز ) .! حتى الجدار غادره لونه الزاهي واكتسى لون الإسفلت .!