@@ هذا العام.. @@ لن يكون هناك من تُقبّل يده.. ورأسه.. وقدميه.. @@ وفي العيد القادم.. @@ سوف تدق مدافع العيد.. داخل صدورنا.. @@ وتهز مشاعرنا من الداخل.. حزناً.. ومرارة.. @@ لأننا لن نجد من نتصل به.. @@ من نعيّد عليه. @@ من نقول له.. عيدكم مبارك.. @@ العيد في هذا العام.. @@ سوف لن يكون له بريق الأعوام السابقة.. عند من فقد والده.. أو والدته.. أو زوجته.. أو شقيقه.. أو أي عزيز عليه قبل حلوله.. @@ سوف يكون العيد بمثابة (ضربة خنجر).. و(صعقة تيار) تسري في جسد (المكلومين) و(المحزونين) و(المجروحين).. ومن فقدوا غالياً عزيزاً.. @@ العيد سوف يكون هذا العام (باهتاَ).. @@ فالألم.. والانين.. والفقد.. اقوى من ان نطردها من دواخلنا.. ومن ان نتغلب على ذكراهم.. وان ننسى تلك الاحزان المتغلغلة في أعماق النفس.. @@ العيد هذا العام.. @@ سوف لن يكون رائعاً.. وجميلاً.. @@ سوف يكون (حريقاً) يسري في ارجاء النفس.. @@ سوف يكون (سيلاً) جارفاً من الدموع.. والآهات.. والتنهدات.. @@ سوف يكون بكاءً صامتاً.. @@ سوف يكون جراحاً نازفة.. أيضاً.. @@ كل الناس فرحون.. @@ وكل الناس مبتهجون.. @@ وكل الناس سعداء.. بهذا العيد.. إلا هذا الإنسان.. @@ الا.. كل يتيم.. خطف الزمن منه حبيبه.. @@ الا هذا الإنسان المهموم.. المهموم.. المهموم.. @@ فمن يُسعد من غادر الفرح أعماقه..؟ @@ ومن يخفف من وطأة "وحشته"..؟! @@ شيء واحد يمكن له ان يجعله يستمتع بالعيد.. يُشارك سواه الفرحة به.. ينقله من عالم (غربته) إلى هذا العالم الممتلئ بالفرحة.. @@ هذا الشيء هو: @@ صورة من غادره.. من فارقه.. من ابتعد عنه.. @@ تلك الصورة المغروسة في ارجاء القلب.. وفي ثنايا العقل.. والماثلة امامه في كل الأوقات.. في كل مكان يذهب إليه.. في كل وجوه الناس.. @@ تلك الصورة المحفورة في أحداق العين.. @@ ذلك ابي يتحدث إليَّ.. @@ وتلك والدتي.. تدعو لي.. @@ وها هو ابني.. يتحرك في ارجاء البيت.. يعانق الافراح.. ويعبث.. ويلهو كالزنبقة المتفتحة.. يملأ أرجاء الدنيا.. مرحاً.. @@ وذاك صديقي.. لا يمكن ان تخطئ عيني رؤيته.. بسمته.. همسته... @@ وتلك مئات الصور الاخرى.. لأناس لا يمكن ان ننساهم.. مازالوا أحياءً حتى اليوم.. ولكن في أعماق النفس.. @@ ها هم يحيون معنا.. @@ يتحركون هنا.. وهناك.. @@ يبتاعون هدايا العيد.. وحلوى العيد.. @@ ويلقون علينا تهنئة من نوع آخر.. @@ يقولون لنا: لا تنسونا(!!). @@@ @@ ضمير مستتر: @@( مهما باعد الزمن بيننا وبين أحبتنا الغالين.. فإنه لا يمكن ان يمسح صورتهم الجميلة من أذهاننا).