حقق الاتحاد العام الماضي أعلى درجات الانسجام، وتمكن من استعادة لقب الدوري بعد منافسة شرسة مع الهلال، وجاء التفوق الاتحادي بفضل الاستقرار الإداري على صعيد رئاسة النادي بقيادة جمال أبوعمارة، والجهاز الإداري بوجود حامد البلوي، والاستقرار الأهم في الجانب الفني الذي صنعه المدرب المتميز الأرجنتيني كالديرون، ولا شك أن كل ذلك قاد للمحافظة على نجوم الفريق، والتعاقدات الأجنبية التي كان لها التأثير الإيجابي، والتي قادت كذلك للحضور في الدور ربع نهائي لدوري أبطال آسيا ممثلا وحيدا للكرة السعودية بعد خروج الهلال والاتفاق والشباب. ويعيش الفريق منذ نهاية الموسم الماضي أجواء مشحونة مليئة بالفوضى، بدأت بإعلان لاعب الوسط الدولي محمد نور رغبته في ترك الاتحاد، ثم ظهور تصاريح تلفزيونية مثيرة من قبل المهاجم نايف هزازي كان لها تأثير سلبي على استقرار الفريق، وما حدث قبل ذلك من تصريحات لسعود كريري بعد إهمال علاجه في الخارج، وعلى صعيد الاستقرار الإداري عاش النادي فترة غير مستقرة أثناء انتخابات اختيار الرئيس، ولم يكن الوضع الشرفي بأحسن حالا؛ فرئيس هيئة أعضاء الشرف السابق الأمير خالد بن فهد تقدم باستقالته مرات عدة، وطلعت لامي المكلف برئاسة الهيئة من قبل رعاية الشباب وجد نفسه غير مرغوب فيه، وساهمت استهجانات الجماهير مع كل اجتماع، والشعور بعدم التفاعل معه من قبل محبي النادي والشرفيين بإعلان الاستقالة، ولا تزال الأمور في الاتحاد غير مستقرة، ويبدو أن رئيس النادي الدكتور خالد المرزوقي تنتظره ملفات عدة؛ لابد من التعامل معها، بدأً من إعادة الاستقرار للفريق الأول، وعزله تماما عن مشاكل أعضاء الشرف، وتقلبات الرئاسة في الهيئة، وملفاتها المعقدة التي لا تعني الفريق لا من قريب ولا من بعيد. إن الهدوء والاستقرار الذي تشهده الأندية الكبيرة مع بداية الموسم الرياضي الجديد سيكون معينا على ظهور فرقها بالصورة التي تأملها جماهيرها، وهو أحد أبرز ما جعل الاتحاد حاضرا في السنوات الأخيرة، وما يجب أن يدركه الاتحاديون أن عودة الاستقرار الشرط الأول لضمان حضور مشرف في الآسيوية .