قال البنك الدولي في تقرير جديد أصدره الأربعاء إن الأزمة الاقتصادية الحالية ستدفع بمن يقدر عددهم ب 89 مليون شخص إلى الفقر المدقع بنهاية العام 2010. ودعا التقرير، الذي يصدر قبل حوالي أسبوع واحد من قمة الدول ال 20 الاقتصادية في مدينة بيتبسيرغ بولاية بنسلفانيا الأميركية يومي 24 و25 سبتمبر الجاري، قادة الدول العشرين إلى تبني ما دعاه ب "عولمة مسؤولة." وحسب التقرير فإن من يصل مجموعهم إلى 89 مليون شخص إضافي سيدفعون إلى صفوف الفقراء الذين يعيشون في فقر مدقع في العالم، وهو ما يعرفه البنك بأنه العيش على أقل من دولار ونصف يوميا، بحلول نهاية العام 2010. ورغم أن التقرير، الذي أعده البنك لمؤتمر قمة مجموعة ال 20، أشار إلى أن الركود الاقتصادي، الذي كان الأسوأ الذي يضرب الولاياتالمتحدة منذ حقبة الحرب العالمية الثانية في القرن الماضي، قد انتهى أو على وشك أن ينتهي في الولاياتالمتحدة وأن التجارة العالمية بدأت تظهر مؤشرات على التعافي مجددا، فإن الدول ذات المداخيل المتدنية لا زالت تعاني من الأزمة المالية التي تسببت فيها الدول الغنية أساسا. وقال رئيس البنك الدولي روبرت زيليك تعليقا على التقرير "إننا ندخل منطقة خطر جديدة لا تتمثل في إمكانية الانهيار غير المسيطر عليه، بل فترة من التقاعس والكسل عالميا." وقال منتقدا الدول الغنية التي وعدت بتقديم المساعدات للدول الفقيرة المتضررة من الأزمة إن هناك "تعهدات وهناك أناساً لديهم نوايا حسنة، ولكن كل ذلك لم يدخل حيز التنفيذ بعد." وقال زيليك إن بمقدور الدول النامية أن تلعب دورا مهما في مساعدة الاقتصاد العالمي على تحقيق النمو المتوازن والمستدام عن طريق تحويلها إلى "مصدر جديد للطلب" على صادرات العالم المتقدم. ولكنه قال إنه من أجل ذلك، فإن هذه الدول بحاجة إلى مساعدة الدول المتقدمة تتمثل في منحها قدرة الوصول إلى التمويل. وقال زيليك إن مؤتمر قمة ال20 في لندن في أبريل الماضي كان لبحث وضع القطاع المالي، ولكن مؤتمر بيتسبرغ ينبغي أن يكون من أجل تبني ما أسماه ب "العولمة المسؤولة." ودعا البنك الدولي في تقريره الدول الصناعية الثماني الكبرى بتنفيذ تعهدها الذي قطعته على نفسها في مؤتمرها الأخير في إيطاليا ويقضي بمنح ما مجموعه 20 مليار دولار من مساعدات التنمية الزراعية للدول النامية. ودعا تلك الدول وكذلك دعا الدول الصناعية الكبرى في مجموعة ال 20 إلى فعل المزيد من أجل المساعدة في تمويل المشاريع التجارية المتوسطة والصغيرة في دول العالم النامي التي قال إنها ستكون مفتاح النمو الاقتصادي العالمي، مذكرا هذه الدول بتعهدها بتقديم 50 مليار دولار للدول النامية في قمة لندن الأخيرة. ودعا زيليك مجموعة ال 20 إلى تأسيس برنامج إقراض طارئ جديد لمساعدة الدول الفقيرة لكي لا تترك "من دون أي تحصين أو دفاع حين تتعرض للهزات الاقتصادية" التي لا حيلة لها فيها. وفضلا عن الأزمة الاقتصادية، تطرق زيليك أيضا إلى أزمة ارتفاع المواد الغذائية والوقود في العام 2008. وقال تقرير البنك الدولي إن الدول الفقيرة تواجه عجزا قيمته 11.6 مليار دولار للقيام بإنفاق أساسي حرج وسط الأزمة التي تعانيها بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية، وهي الأزمة التي ألقت بظلالها على الدول الفقرة على هيئة انخفاض التجارة معها وانخفاض تدفق الأموال الأجنبية عليها، فضلا عن انخفاض السياحة إليها وعائدات مغتربيها في الخارج. وقال التقرير إن حوالي ثلثي هذه الدول واقعة في منطقة جنوب الصحراء الأفريقية. وقال التقرير إن "عدم معالجة التحديات التي تواجهها الدول الخفيضة الدخل سيهدد سنوات من التقدم الذي أحرز في مكافحة الفقر وتحسين أسس النمو الاقتصادي في هذه الدول." وقال زيليك تعليقا على التقرير وهو بعنوان: "حماية التقدم: التحديات التي تواجه الدول الخفيضة الدخل في الركود العالمي"، إن "الفقراء والأكثر ضعفا يدفعون إلى الفقر وظروفهم الصحية تتدهور وحضور طلبتهم إلى المدارس في انخفاض والتقدم في مجالات حرجة أخرى إما أخذ يتباطأ أو بدأ في التراجع."