أصيب أربعة جنود ألمان بجروح طفيفة أمس السبت في هجوم انتحاري استهدف القوات الألمانية في إقليم قندز شمالي أفغانستان. جاء الهجوم بعد يوم واحد من الغارة الجوية التي شنها الجيش الألماني ضد شاحنتي وقود اختطفتا من قبل عناصر طالبان. وأكد متحدث باسم قيادة مهمات الجيش الألماني في مدينة بوتسدام الألمانية وقوع الحادث صباح أمس على بعد حوالي خمسة كيلومترات شمال شرق مدينة قندز ، عاصمة الإقليم. وقال محافظ الإقليم ، محمد عمر إن انتحاريا فجر نفسه في سيارة ملغمة كان بداخلها. ولم يتضح بعد ما إذا كان الهجوم أوقع ضحايا بين صفوف المدنيين. وأعلنت طالبان مسئوليتها عن الهجوم ، حيث قال ذبيح الله مجاهد ، المتحدث باسم الحركة ، إن الانتحاري جاء من منطقة شار داراه المضطربة. كانت القوات الألمانية في أفغانستان طلبت دعما جويا بعدما قامت عناصر طالبان باختطاف شاحنتي وقود وتوجهوا بها إلى منطقة شار داراه. وقتل عشرات الأشخاص في الغارة الجوية التي استهدفت شاحنتي الوقود ليلة الخميس. ووفقا لبيانات الجيش الألماني ، قتل أكثر من 50 مسلحا خلال الغارة. وأعلن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي في العاصمة كابول أن "حوالي 90 شخصا قتلوا أو جرحوا" ، في حين ذكرت مصادر أفغانية أن الغارة أسفرت عن مقتل مدنيين أيضا. وبدأ حلف شمال الأطلسي (الناتو) والأمم المتحدة التحقيق في الأمر. من ناحية أخرى ، وجه وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير اليوم انتقادا شديدا للغارة الجوية ، ووصفها ب"الخطأ الكبير". وقال كوشنير عن المهمة الدولية في أفغانستان خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في ستوكهولم اليوم: "علينا أن نتعاون معهم بدلا من أن نقصفهم... هذا خطأ كبير وعليهم التحقيق في الأمر بدقة". وردا على سؤال عن الجهة المسئولة عن خطأ الهجوم قال كوشنير: "لا أعلم ، فأنا لست قاضيا". رئيس رابطة الجنود الالمان وقال أولريش كيرش في تصريحات لصحيفة "بي.زد. آم زونتاج" الألمانية تنشرها في عددها الصادر اليوم الأحد: "قتلت طالبان سائقين مدنيين اثنين.. وقود كثير بقبضة الإرهابين يعد سلاحا خطيرا ، لذلك فإنه يتعين على القيادة أن تتصرف". تجدر الإشارة إلى أن مسألة وضع استراتيجية مشتركة لأفغانستان تتصدر محادثات اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي اليوم. ومن المقرر أن يؤكد الاجتماع غير الرسمي في ختام فعالياته التي استمرت على مدار يومين أهمية المهمة المدنية لإعادة إعمار أفغانستان وبناء هياكل ديمقراطية في البلاد. ومن جانبه رفض وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير وصف مهمة القوات الألمانية في أفغانستان بالحربية ، بالرغم من اعترافه بأن الوضع هناك يتسم بالخطورة. وقال شتاينماير في تصريحات لصحيفة "هامبورجر أبندبلات" الألمانية نشرتها في عددها أمس: "إذا كان الأمر يدور فقط حول الخطورة ، فمن الممكن القول: نعم إنها حرب ، لكن من ناحية اللفظ والمضمون ، فإن هذا الوصف ليس سليما". وذكر شتاينماير أن الحرب تكون دائما بين الدول ، لكن في أفغانستان يكافح الجيش الألماني ضد الإرهاب ، وقال: "لذلك لا نتحدث عن حرب ، لكن عن مهمة مكافحة " ، التي تقل خطورتها عن الحروب. ومن ناحية أخرى ، جدد شتاينماير ، الذي يشغل أيضا منصب نائب المستشارة أنجيلا ميركل ، مطلبه بوضع خطة زمنية لانسحاب القوات الألمانية من أفغانستان ، وقال: " نحتاج إلى جدول يحدد مدة بقاء الجنود الألمان وغيرهم في أفغانستان وكيفية انسحابهم". وأكد شتاينماير ، المرشح عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي للمنافسة على منصب المستشارية ، ضرورة بحث هذا الأمر مع الحكومة الأفغانية الجديدة ورئيسها الجديد ، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن القوات الألمانية ستنسحب من أفغانستان "بمجرد أن يصبح الأفغان قادرين على ضمان أمن البلاد بأنفسهم". وفي المقابل ، اعتبر شتاينماير أنه من الخطأ أن يتم الحديث عن موعد محدد للانسحاب بشكل علني ، وقال: "من يحدد موعدا للانسحاب بشكل علني ، يعطي لطالبان إشارة للمدة التي يتعين عليها الاختباء فيها حتى تتمكن من تولي السلطة مجددا". وذكر الوزير أن زياراته لأفغانستان لم تعط انطباعا بأن طالبان تقترب من تولي السلطة مجددا في البلاد ، وقال: "لا يريد الناس في أفغانستان العودة لحكم طالبان". 1.أفغاني يرقد في مستشفى بالعاصمة بعد أصابته في الغارة الألمانية.(أ.ب) 2.جندي ألماني يقوم بدورية في ولاية قندز.(أ.ب)