يشكل التدريب جانباً جوهرياً مهماً من جوانب استراتيجية مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني لنشر ثقافة الحوار في المجتمع السعودي، وقد استهل المركز رحلته التدريبية في نشر ثقافة الحوار بعقد ورش عمل توجهت لشريحة الشباب على الأخص على اعتبار أنها الشريحة الأكثر كثافة في المجتمع السعودي إذ تمثل هذه الشريحة نسبة عالية من سكان المملكة، ومن هنا كان التركيز في البدء على هذه الشريحة، حيث عقد المركز بدءاً من اللقاء الوطني الرابع للحوار الفكري، والذي عقد في العام 1425ه تحت عنوان "قضايا الشباب: الواقع والتطلعات"، لتناول قضايا الشباب. ولأن التدريب والتواصل الفاعل، ونقل مهارات الحوار يتطلب عدداً كبيراً من المدربين والمدربات المعتمدين بدأ المركز منذ العام 1427ه في عقد دورات تدريبية تستهدف تأهيل مدربين معتمدين لنشر ثقافة الحوار، من خلال برنامج: "المدرب المعتمد لنشر ثقافة الحوار"، وهو برنامج يعقد بشكل منظم بالتعاون مع المؤسسات الرسمية، وهو برنامج موجه للمدربين وللمدربات العاملين في مجال التدريب، وذلك لتوطين التدريب لنشر ثقافة الحوار في إدارات التدريب، وتنمية الموارد البشرية، جغرافياً ومؤسسياً، والغرض منه تأهيل مدرب متمكن لتقديم برامج مشروع التدريب المجتمعي لنشر ثقافة الحوار في مجتمعه ومؤسسته، حيث يتم الترشح للمشاركة في البرنامج من خلال المؤسسات والمنظمات الرسمية. ويهدف البرنامج إلى تأهيل مدرب قادر على تنفيذ برامج مشروع التدريب المجتمعي لنشر ثقافة الحوار بمهنية وجودة عالية، والاستفادة من المدربات والمدربين المعتمدين لتقديم البرامج التدريبية في مناطقهم ومؤسساتهم طوال العام. وتتويجاً للجهد الكبير الذي يقوم به المركز منذ سنوات لتأهيل مدربات ومدربين معتمدين في الحوار، ونشر ثقافة الحوار في مختلف أرجاء المملكة، فقد استطاع تأهيل أكثر من 1200 من المدربين المعتمدين لنشر ثقافة الحوار، والذين قاموا بدورهم بتدريب أكثر من 150 ألف مواطن ومواطنة من مختلف الأجيال ومن مختلف الشرائح الاجتماعية على مهارات الاتصال في الحوار. البرامج التدريبية حققت نجاحات كبيرة مسارات البرنامج ويتكون البرنامج التدريبي من أربعة مسارات، تتمثل في: عرض كامل للبرنامج التدريبي: تنمية مهارات الاتصال في الحوار، وتقديم مهارات متقدمة في التدريب مع تطبيقاتها، والتطبيق العملي داخل القاعة وخارجها في بيئة تدريبية حقيقية لأجزاء من البرنامج، وينفذ البرنامج قيادات تدريبية وطنية تتصف بالتمكن والمهارة العالية في التقديم وإدارة الجلسات التدريبية. ويؤكد مدير عام إدارة التدريب بمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني عبدالله الصقهان على أن البرامج التدريبية تشكل استراتيجية عملية لنشر ثقافة الحوار، وهي تقع ضمن أبرز الاهتمامات التي يقوم بها المركز. وعن الأهداف التفصيلية لبرامج التدريب الحوارية يقول الصقهان إنها تتضمن تعرف المشارك على أصالة الحوار في الثقافة الإسلامية، واكتشاف مهاراته الذاتية في الحوار، ومهارة الاتصالات الفعال في الحوار، والتعرف على أخلاقيات الحوار وآدابه. التدريب والتأهيل على ثقافة الحوار من أولويات المركز وتشمل برامج التدريب في المركز التي تنظم بمختلف مناطق المملكة وفي مختلف القطاعات الحكومية والأهلية التي عقد معها المركز مذكرات التفاهم والشراكة: برنامج المدرب المعتمد لنشر ثقافة الحوار، وبرنامج قيادات التدريب، وبرنامج خبراء التدريب على ثقافة الحوار، وتأتي هذه البرامج ضمن مشروع التدريب المجتمعي لنشر ثقافة الحوار. ويتضمن هذا البرنامج بشكل عام التعريف العلمي الموضوعي بآليات الحوار الفعال وبيان أهميته وآدابه في المجتمع، وبيان ما يتضمنه الحوار من قيام التسامح واحترام الرأي الآخر والتحلي بآداب وأخلاق المحاور الناجح بالإضافة إلى إكسابهم مهارات الحوار والاتصال. كما يتضمن بيان أبرز العناصر الحوارية التي يتطلبها العمل الحواري، من التواصل الفردي والاجتماعي، والتحلي بالثقافة الاجتماعية التي تمكن المدرب من التواصل مع مختلف الشرائح الاجتماعية، وأيضاً التعرف بشكل عملي على آفاق العمل الحواري الذي يشمل مهارات محددة بشكل منهجي في الحقيبة التدريبية التي أعدها المركز على يد مجموعة من الاختصاصيين وخبراء في هذا المجال.