مشكلة الدراسات والتقييم الخارجية "المحايدة والعادلة" سواء من مؤسسات أو شركات أنها لا تجامل أو تغير في الحقائق , ولأنها كثيرا ما تعتمد على رأي الجمهور سواء من مواطني الدولة نفسها أو خارجها فإن التقييم أيضا يأتي أكثر عدالة ونزاهة ووضوح , الآن آخر ما ظهر لدينا دراسة مؤسسة " سكاي تراكس " الدولية والتي تختص بتقييم المطارات وخطوط الطيران في أنحاء العالم كافة , وقد قامت المؤسسة بتوزيع أكثر من 8 ملايين استبانة على المسافرين ورواد المطارات في أكثر من 190 مطار حول العالم , فماذا كانت النتيجة ؟ أن مطاراتنا التي تظهر مع كل نشيد وطني أنها بذيل القائمة أي آخر تصنيف في مطارات العالم , قد لا نطمح " كواقع " أن نكون في المنتصف ناهيك عن المصاف الأولى , بقدر ما نبحث عن " خدمة " توازي ما يدفع , فالواقع مؤلم أشد الألم بمطاراتنا لا من مطار كبناء وتشييد , فهو شكل خارجي جميل لحد ما وهذا كان قبل عقدين من الزمن وليس الآن , ولكن حين تدخل هذه المطارات فحدث ولا حرج , فمن الطريقة البدائية في المواقف , وخدمات الركاب من " كاونترات المسافرين " وكفاءة ونوعية الخدمات من الموظفين , وطريقة دخول حقائبك والخدمات بالمطار سواء للمسافر السياحي أو الدرجة الأولى , ناهيك عن " التكييف " وخاصة مطار جدة , وباصات مطار جدة , وحتى تجلس على مقعدك بالطائرة يجب أن تمر بماراثون مؤلم وبدائي وأنت تدفع أغلى الأثمان ماليا , أما الطائرات فهي عالم آخر من توقيت الإقلاع ودقة الوقت المفقودة , والتأخير هو الثابت والانضباط هو المتغير , وخدمات الطائرات من داخلها لا تقارن بما يقدم بخطوط الدولية , قد لا آتي بجديد مما أذكر هنا وكل مواطن ومسافر له من المعاناة الشيء الكثير , وأصبح أزمة المطارات والطائرات كأساس يجب أن تعامل معه , ولا يستغرب أبدا أن نكون بآخر قائمة الترتيب عالميا. الغريب أن يظهر المسؤول سواء بطيران الخدمة المدنية أو الخطوط السعودية , ويصر بلا كلل أو ملل أن مطاراتنا لا يضاهيها مطارات , ولكن كان يجب سؤاله عن ماذا يقصد بدقة ؟ يصر المسؤول أنه سوف يعمل ويعمل وأن ننجز إقلاع الطائرات بتوقيت دقيق وعدد ركاب بملايين المسافرين , ولكن لم يسأل أحد المسؤول هل لكم بديل ؟ لماذا المسؤول يصر على أن لدينا الأفضل وأن يجب أن نحمد الله على ذلك , فهل يعتقدون أن المواطن وغيره لا يسافر بغيرها من الخطوط الأجنبية أو لم يسافر لدول أخرى ولن أبتعد كثيرا فلدينا دبي والمنامة وقطر , دول أصغر من المملكة اقتصاديا بمراحل كبيرة وكثيرة , نستطيع أن نقول لدينا مطارات بدائية , فمن يشاهد مطار دبي وهونغ كونج وسيول وفرانكفورت وباريس ومدريد وغيرها سيجد أي نوع من المطارات لدينا , ومن يسافر على الإماراتية أو السنغافورية أو كاثي باسفيك أو لوفتهانزا أو تشينا أيرلاين أو التايلدنية سيجد أي خطوط لدينا , يجب أن نقر أننا بأزمة " مطار وطائرات " ورغم أن الدولة لا تبخل بدعم هذه القطاعات ولكن السؤال , من هو المسؤول ؟ نفقد مئات الملايين بسوء الخدمة , ونحن لسنا دولة سياحية أو بلاداً مفتوحة لكل مسافر فماذا سيكون مصيرنا؟