تنطلق في الرابع والعشرين من أبريل الجاري عروض فيلم (العازف المنفرد-The Soloist) بعد أن تم تأجيله لأكثر من مرة حيث كان من المفترض عرضه خلال موسم الجوائز في نوفمبر الماضي. ولو عرض في ذلك الوقت لربما كان أحد المتنافسين على الأوسكار وذلك عطفاً على قصته الإنسانية المؤثرة وعلى الأسماء السينمائية الكبيرة التي تقف خلفه بدءاً بالمخرج جو رايت (مخرج فيلمي كبرياء وهوى، والتكفير) وانتهاءً ببطليه النجمين جيمي فوكس وروبرت دواني جونيور. الفيلم يعتمد على قصة حقيقية عن موسيقيّ عبقري فقد خيط التواصل مع الواقع ولم ينقذه من حالة التيه التي غرق فيها إلا كاتب صحفي وجده صدفة في أحد شوارع لوس أنجلوس. الموسيقيّ الذي سيلعب دوره جيمي فوكس هو ناثاييل آيرز المولود عام 1951 والذي كان واحداً من السود القلائل الذين تمكنوا من الالتحاق بمعهد جوليارد الموسيقي في نيويورك. كان موهوباً وملفتاً وعبقرياً في العزف على آلات موسيقية متعددة. لكنه تعرض في السنة الثالثة لاختلال نفسي أجبره على ترك المعهد والتخلي عن مستقبله والسفر إلى ولاية أوهايو ليعيش مع والدته مستمراً في جلسات الصعق الكهربائي. وعند بلوغه سن الخمسين عام 2000 توفيت أمه فاتجه إلى مدينة لوس أنجلوس بحثاً عن والده ليعيش فيها متشرداً مصاباً بالانفصام يعزف في الطرقات. حتى عثر عليه الصحفي ستيف لوبيز في لقاء سيغير حياة الاثنين إلى الأبد. الممثل روبرت داوني جونيور الذي عاد إلى النجومية في السنتين الماضيتين يؤدي في هذا الفيلم دور الصحفي ستيف لوبيز الذي بدأ عمله في صحيفة لوس أنجلوس تايمز منذ العام 2001. وكانت اللحظة الحاسمة في حياته المهنية تلك التي التقى فيها بالموسيقيّ المتشرد ناثاييل في أحد شوارع لوس أنجلوس عام 2003 والتي كتب عنها سلسلة من المقالات ساهمت في تسليط الضوء على عبقرية الموسيقي المتشرد وعلى المعنى الإنساني الكامن في رحلة كفاحه الطويلة. وقد أصبحت علاقة الاثنين والأثر الذي تركته على كل واحد منهما موضوع كتاب ألفه ستيف لوبيز كما كانت موضوع حلقة خاصة من برنامج "ستين دقيقة" عرضت في 22 مارس الماضي. يتوقع للفيلم أن يحقق حضوراً ملفتاً في 2009 سواء في شباك التذاكر الذي ستبدأ رحلته فيه بعد عشرة أيام من الآن أو بالنسبة للجوائز خاصة في ظل وجود اسم جو رايت كمخرج للعمل وهو المخرج البريطاني الذي تعود على الحضور المميز في مواسم الجوائز في السنوات الأخيرة بفيلميه الجميلين: (كبرياء وهوى-Pride & Prejudice) المأخوذ عن الرواية الشهيرة للكاتبة جين آستن، و(التكفير-Atonement) الذي رشح لأوسكار ,2007 وكلا الفيلمين من بطولة النجمة الشابة كيرا نايتلي. أما من زاوية التمثيل وهي العامل المهم في هذا الفيلم فإن وجود اسم الممثل الأسمر جيمي فوكس وراء شخصية مضطربة وعبقرية ولها علاقة بالموسيقى كلها عوامل تدفع لتوقع شيء مميز قد يعيد فوكس لدائرة الأوسكار مجدداً بعد سنوات من حصوله على أوسكار أفضل ممثل وعن دور موسيقي أيضاً في فيلم (راي-Ray) عام 2004.