من نعم الله على الإنسان أن يرزقه بالأبناء ذكوراً أو إناثاً فهم أعظم هبة من رب العالمين.. وبهجة الدنيا، وفرحة الحياة، وعند قدومهم يفرح الوالدان وتحل في دارهم السعادة والسرور، بعد ذلك يصبح لهم حقوق كثيرة على الآباء منها رعايتهم، واختيار الاسم الحسن، والتربية الصالحة، وتوجيههم جهة الخير، ولا بد من الرفق بهم وتشجيعهم، والتعامل الحسن معهم، وتعليمهم وتأديبهم بألطف الأساليب، وأن نكون قدوة حسنة لهم فنعودهم على الرجولة والصلاح والاستقامة والآداب الفاضلة، ونعمل في سبيل راحتهم. ولأن الأبناء أمانة يجب حمايتهم ومتابعتهم وأن نبعد عنهم رفقاء السوء ونحذرهم من صفات الميوعة، ونعودهم على قوة الإرادة، والشخصية المهذبة، وروح الإخلاص، حتى يتمكنوا من الاعتماد على أنفسهم.. فمن أهم واجبات الآباء اتجاه الأبناء التربية الإسلامية، وتوجيههم بالحكمة وغرس المبادئ الحسنة في نفوسهم حتى نكسب (رجال المستقبل) الذين يمكن أن يعتمد عليهم ويفيدوا مجتمعهم ووطنهم ويحمونه من كيد الأعداء بكل شموخ وقوة وبسالة، وأيضاً يصبحون عوناً وعضداً لنا بعد الله - سبحانه وتعالى - عندما تتغير الأحوال ويشتد الزمان خصوصاً في حال تقدم العمر وعندما نصبح في أمس الحاجة لبرهم وعطائهم وحنانهم. وكانت مرحلة الطفولة ولا تزال من أجمل مراحل العمر نتعلم فيها ونتعرف على الآخرين، وتبقى ذكرياتها باقية لا تنمحي من الذاكرة بأي حال من الأحوال مهما كبر الإنسان وتقدم به العمر.. وما يميز سن الطفولة أنها مرحلة مليئة بالود والحنان والعطف، وكذلك جمال البراءة، وصفاء المشاعر، ولطافة الروح والذوق والطبع فكل إنسان تستمر معه ذكريات الطفولة وربما تختفي لحظات ولكن سرعان ما تنبثق في داخله وفي هذا الشأن كشف لنا الشاعر أحمد الناصر الأحمد عن بوح الذكريات وأيام الطفولة من خلال قصيدته التراثية المشهورة منها نختار مطلعها: نسيتي المزح بالقبه نسيتي لعبنا الطبه نسيتي كشختي دايم بثوب دوبلين خبضبه نسيتي ازعاجنا لأمك وهي بالحوش منكبه نسيتي معلف أم العوف تصفينه وأنا أكبه وتبقى مرحلة الطفولة باقية في أعماق نفس الإنسان بجمالها وآلمها وتغيراتها إلى الأبد، ولا شك أن المواقف المؤلمة في سن الطفولة تترك في النفس آثار الألم والحزن والحسرة وتلقي بظلالها الموجعة على حياة الإنسان وتؤثر في شخصيته تأثيراً شديداً قد تسبب له مرضاً عضالاً وربما يصعب أن يخرج منه بسلام. والشعراء دائماً يحثون الناس من خلال أشعارهم الجميلة على تربية أبنائهم التربية الحسنة، واختيار الزوجة الصالحة، ويوصون دائماً بالوصايا التي تعود بالخير والمنفعة في شئون الحياة كما قال الشاعر الشيخ شالح بن هدلان الخنفري: أبا أنذر اللي من ربوعي يبا الطيب لا ياخذ إلا من بيوت الشجاعه يجي ولدها مذربٍ كنه الذيب عزا لبوه وكل ما قال طاعه وبنت الردي ياتي ولدها كما الهيب غبن لبوه وفاشله بالجماعه وتربية الأبناء تعد من أهم المسؤوليات التي تقع على كل أب وأم فأرجوكم تابعوا أبناءكم حتى ولو تسببت هذه المسؤولية في مضايقتهم لا تتركوا (الحبل على الغارب) حتى لا يقع الفأس على الرأس.. ورجاء أن تحققوا طلباتهم لا تحرمونهم من أمنياتهم في حدود المعقول فهم جلى همومنا، وفلذات أكبادنا، وأجمل ما في الدنيا.