لم يعد هناك غرابة في أن ترى شاحنة ذات حمولة 30 طن سرعتها ما بين 100كلم في الساعة يمارس سائقوها هواياتهم الاستعراضية بناقلاتهم تلك وهي بكامل حمولتها أحيانا. هذا من غير الأصوات المزعجة المنبعثة من منبهاتها..!! متجاوزين بذلك مفاجآت الطرق الأخرى كالاختناقات والحفر والمطبات الاصطناعية الى أن أصبحت أمرا مألوفا في شوارع مدينة أبها خصوصا الرئيسة منها، والغريب في الأمر أن هؤلاء السائقين يعللون تلك التجاوزات بأنهم في سن الشباب. (الرياض) من خلال مشاهداتها لتلك الأحداث تتبعت احدى الشاحنات التي أوصلتها الى محطة تحلية المياه بأبها حيث وجدنا مجموعة من الشباب لم تتجاوز أعمارهم 20 عاما !! هم الذين يقودون الشاحنات تلك، ومن خلال الحديث معهم قال الشاب منصور الشهري ذو العشرين عاما انه بالفعل يجد في قيادة شاحنته نوعا أخرا من المتعة وقال: أنا مهتم جدا بها وتلك الأصوات التي أضفتها للتنبيه ليست إلا استعراضا وعن سرعة الشاحنة قال أحياناً اضطر الى السرعة بها ولكن لم يقع الى الآن أي حادث رغم أنني قد وقعت في مخالفات مرورية من رجال المرور، وتناول الحديث قائد شاحنة أخرى وهو الشاب سعيد عسيري 20 عاما قائلا (نحن لازلنا في سن الشباب ولابد ان تقدروا الوضع) فقد تصدر أحيانا منا هذه الأخطاء ولكن في نظرتنا نحن اننا لسنا مخطئين وأما الاهتمام بالشاحنة والاستعراض بها فقد أصبح بالفعل سمة أخرى يتهم فيها الكثير من الشباب هنا. أما الشاب طارق العثرباني وسعيد الأحمري وعبدالله البشري وعبد العزيز عسيري اجمعوا باعترافاتهم لنا على إزعاجاتهم ومخالفاتهم بتلك السرعة والأصوات داخل المدينة وحول مدى تطبيقهم نظام المرور قالوا نحن نحمل رخصا عمومية ونعلم ما نقوم به من تجاوز النظام خصوصا السرعة ولكن هي مرحلة وسوف تمر.. هذه المشاهد نقلتها الرياض للمسؤول الأول عن الحركة المرورية في عسير مدير مرور عسير العميد فهد الراضي الذي قال «ان مخالفات سائقي الشاحنات سواء الشباب من السعوديين أو الأجانب هي متابعة من قبل رجال المرور وأيضا قطاعات أخرى تتمثل في مؤسسة التحلية وأمانة عسير ومكتب العمل والجوازات فالمخالفات للقائدين تختلف وليست محدودة على المخالفات المرورية فهناك أيضا مخالفو مهن العمل وهذا ما يتم تحويله الى مكتب العمل بعسير لاتخاذ الإجراءات الرسمية لتطبيق نظام العمل إما مخالفات المرور من قبل الشباب فبالفعل هي موجودة ولكن النسبة أصبحت تقل عما هي عليه سابقا خصوصا بالمتابعة المكثفة لهؤلاء وتطبيق الجزاءات للمخالفين منهم وتتبع مدى تطبيقهم نظام قيادة الشاحنة الذي يلزم لقائدها حمل رخصة عمومي هذا من غير تطبيق نظام الفحص الدوري على شاحناتهم حيث ان النظام المروري لايعفي الشاحنات من الفحص بعكس من يبعد عن موقع الفحص ب150 كلم من السيارات الخصوصي الأخرى فهو يعفى ونحن نأمل من هؤلاء الشباب خصوصا السعوديين تطبيق الأنظمة فالعمل في هذا المجال يعتبر خدمة لأنفسهم أولا وللمجتمع ولكن لا يعني ان أي مخالفة مرورية ليس محاسبا بها.