أكثر من 15 ألف شاحنة تدخل مدينة الرياض يومياً إما للمرور كترانزيت أو انزال وتحميل بضائع هذه الشاحنات. وتدخل هذه الشاحنات مدينة الرياض وغالبيتها من المنطقة الشرقية والقصيم حيث تسير هذه الشاحنات على الطرق الرئيسة والدائري في مدينة الرياض ويغلب على بعض السائقين عدم الاهتمام بالأنظمة المرورية والحفاظ على سلامة الطريق ومرتاديه. وللوقوف أكثر على هذه المشكلة توجهنا إلى الأستاذ عبدالرحمن بن محمد الحصان المتخصص في قضايا المرور وقال: إن تنظيم دخول الشاحنات إلى المدن الرئيسية معروف، فهناك أوقات يمنع فيها دخول الشاحنات وهي الفترة من الساعة 6 - 9 صباحاً، ومن 2 - 3 مساءً والفترة الثالثة من 6 - 9 مساءً، ولكن التطبيق الفعلي للمنع لا يتم الا لفترتين تقريباً الاولى والثانية. وقال إن المشكلة الرئيسة تتمثل في خطورة تجاوز الشاحنات لبعضها او للسيارات الأخرى، ولكي ترى ذلك فعليك الوقوف بسيارتك إلى جانب الطريق في الدائري الشمالي أو الشرقي أو الغربي أو الجنوبي من الرياض لترى تجاوز هؤلاء السائقين للأنظمة بل انهم يتعدون ذلك إلى السرعة الجنونية التي لا تجد من يوقفهم عند حدهم لأنهم أمنوا العقاب فأساءوا الأدب. وأضاف أنه في دراسة مرورية أجريت سابقا كشفت أن 10,4٪ من المخالفات المرورية التي أسهمت في وقوع حوادث مرورية يعود للتجاوز الخاطئ للمركبات وما نحن في الحديث عنه هو هذه المخالفات الجسيمة التي يرتكبها سائقو الكثير من الشاحنات وأركز على كلمة الكثير لأن القليل منهم فقط هو من يدرك خطورة ما يقوم به فهو يعرض حياته أولا للخطر ثم حياة الآخرين فلو تجاوز عربة أمامه وهي تسير ببطء وكان خلفه أحد السيارات الصغيرة التي يقودها سائقها بسرعة متوسطة لوقع المحظور، وكلنا نسمع يومياً عن حوادث وقعت وذهب ضحيتها الكثير من الأرواح البريئة بسبب سائق متهور يقود شاحنة تتجاوز سيارة أمامها ففوجئ بسيارة تحمل أسرة كاملة ذهبت ضحية بسبب سائق خالف الأنظمة لأنه يعلم انه ليس هناك حساب ينتظره، ثم إن أغلب سائقي الشاحنات في المملكة عندما تضطرهم ظروف للسفر بشاحناتهم إلى دول مجاورة يسيرون بشاحناتهم على الطرق بنظام ولا يتجاوزون السيارات أمامهم مهما كان السبب بل إن الشاحنات أحيانا تسير ببطء وتتجمع وراء بعضها البعض لمسافة طويلة خوفا من التجاوز والحصول على مخالفة مشددة فإذا كان الحال كذلك فلماذا لا يلتزم هؤلاء السائقون بالأنظمة داخل المملكة؟ الجواب معروف وقلناه سابقا وهو عدم تطبيق العقوبات والغرامات اللازمة على هؤلاء السائقين. وهناك شيء آخر مهم وهو أن 80٪ من سائقي هذه الشاحنات أو أكثرهم من العمالة الوافدة للعمل هنا في المملكة كسائقين وهم من بلدان مختلفة وثقافات مختلفة، ولذلك فلا ضير من كثرة المخالفات التي نجدها بنسب عالية من قبل سائقي هذه الشاحنات، والحل هو ايقاع الغرامات والعقوبات المشددة حفاظا على الأرواح. من جهة أخرى قال السائق سلطان حمد عريشي اذا استمر الحال على ماهو عليه فان الحوادث المرورية ستزيد فرغم خطر هذه الشاحنات الا ان سائقيها وبكل استهتار يسيرون بسرعة جنونية على الطرق ويتجاوزون بعضهم البعض دون مرعاة للآخرين، بل إن بعضهم يتصور ان هذا الطريق ملكا له وان ما سواه لا يجب أن يسير على هذا الطريق ولو أن رجال المرور قاموا بتحرير المخالفات الفورية على هؤلاء السائقين المخالفين لالتزم الجميع ولما حصلت الحوادث المرورية المميتة التي ذهب ضحيتها الأبرياء، وللأمانة فإن بعض رجال المرور يطبق الأنظمة ومتى ما رأى إحدى الشاحنات تتجاوز شاحنة أخرى أو سيارة صغيرة يوقفها ويصدر بحقها مخالفة مرورية ولكن هؤلاء قلة في المقابل من الممكن أن تجد رجل مرور يوقف سيارته على جانب الطريق بزعمه متابعة الحركة المرورية الا انه لا يرى ولا يشاهد هذه الشاحنات التي تسير بسرعة جنونية وتتجاوز السيارات الأخرى بكل استهتار مما قوى شوكة هؤلاء السائقين وتجاوزوا رغم المنع وأسرعوا رغم التحذير..!