تقول أم إن مستحضراً دوائياً يحتوي على بكتيريا مفيدة للصحة أفضى إلى علاج صغيرها من حالة غامضة تتسبب في انتفاخ بطنه. فقد كان رايلي أندرسون الذي لم يتجاوز عمره 11 شهراً يعاني من انتفاخ في البطن منذ ولادته؛ حيث لاحظ الأطباء هذه المشكلة لأول مرة بعد 12 ساعة فقط من ولادته وعلى إثر ذلك تم تحويله إلى وحدة خاصة للعناية بحديثي الولادة. وفي تلك الوحدة تمت تغذيته وريدياً ثم تم نقله فيما بعد إلى مستشفى تخصصي للأطفال. بيد أن أحداً لم يتمكن من معرفة سبب ما يعاني منه. ففي هذا الصدد تحدثت والدته آنا أندرسون وهي أم لثلاثة أطفال آخرين وعمرها 35 عاماً، فقالت: «لم يتعرفوا على طبيعة مرضه ولذلك أخرجنا من المستشفى إلى المنزل. وهم حتى الآن لا يعرفون ماهية ما يعاني منه. فقد كانت بطنه تنتفخ كما البالون سواء بسواء فتصبح بحجم جسمه تقريباً». استمرت هذه المشكلة لعدة أشهر. وأردفت أمه تقول: «لقد كان يعاني من الانتفاخ وأصبح مريضاً وكان يئن بصورة مستمرة إذا أراد إخراج الفضلات. قمت بتغيير الحليب الذي كان يتناوله دون جدوى. فقد ظل الانتفاخ قائماً». وبما أن الأطباء لم يتمكنوا من مساعدة آنا فقد قررت أن تقوم بنفسها بإجراء بعض الأبحاث لعلها تجد حلاً لمشكلة ابنها. وعندما تفحصت المضادات الحيوية التي صرفها الأطباء لابنها رايلي اكتشفت أن أحدها يقتل البكتيريا الطبيعية في الجسم. وكملاذ أخير قررت آنا محاولة إعادة تلك البكتيريا إلى جسم ابنها من خلال إطعامه من قوارير تحتوي على مستحضر من البكتيريا المفيدة للصحة (probiotics) وهو مستحضر صيدلاني يستخدم كمقو غذائي يؤخذ بالفم لإعادة تلك البكتيريا المفيدة للصحة إلى الجسم. وقد صرحت بقولها: «أعطيته (تعني ابنها) مستحضر «ياكولت (Yakult)» فتحسنت صحته خلال أول يومين من تناوله للمستحضر. وقتها كان في شهره العاشر وكان سعيداً أقصى ما تكون السعادة. لم يعد يوجد أي انتفاخ في البطن». بعد أسابيع قليلة شعر رايلي بآلام في أذنيه على إثرها تم نقله إلى المستشفى حيث أعطي مزيداً من المضادات الحيوية والتي ما أن تناول منها جرعتين حتى بدأ الانتفاخ يعاوده مرة أخرى. وحال عودة الأم إلى منزلها الكائن في آبي بمنطقة لنكولنشاير بدأت تعطيه جرعات من مستحضر ياكولت، فعاد إلى حالته الطبيعية واستعاد عافيته - الأمر الذي دفع أمه إلى التعليق قائلة: «إن هنالك مشكلة عدم توازن بكتيري في معدته مما يعني أنه لا يستطيع هضم الطعام. أما مستحضر ياكولت، فهو يساعده على استعادة القدرة على الهضم فضلاً عن إعادة التوازن البكتيري في الجسم». واستطردت تقول: «عندما أعطيه مستحضر ياكولت فإن هذا المستحضر يحقق الاستقرار داخل معدته فيصبح على أفضل ما يكون». أما الدكتور هنري مولنغا عضو الكلية الملكية لطب الأطفال والذي يولي اهتماماً خاصاً بأمراض الجهاز الهضمي والباطنية فقد أدلى بدلوه بقوله: «بدأنا نسمع الكثير والكثير من مثل هذا النوع من الروايات. ومن وجهة نظري فإن هذا ممكن جداً. لا مراء في أن بعض الحالات يمكن أن تشهد تحسناً من خلال إدخال البكتيريا المفيدة للصحة في الجسم». وأضاف قائلاً: «قد يرى العديد من الآباء والأمهات أن هذا هو عين الصواب. ولعل الصعوبة التي تواجهنا عند التعامل مع الأطفال حديثي الولادة إنما تكمن في ما إذا كان أم لم يكن من المقبول تماماً من الناحية الصحيحة أن نقدم على ذلك». وفي سياق متصل صرَّح متحدث باسم الشركة المنتجة لمستحضر ياكولت قائلاً: «إن من دواعي سرورنا أن منتجنا كان مفيداً في هذه الظروف».