هو انطباع تدفق فجأة بعد ما انتهى حديث الزيارات العائلية المعتاد ،شاب مرافق لزوجته المبتعثة مع طفليهما لبريطانيا ظننت خلاله انني التقط شعوراً ساكنا بالامتنان في سياق حكاياتهما عن الدراسة وتجربة الغربة رغم المتاعب المتوقعة . " هل واجهتم صعوبات ؟" تساءلت مداعبة وهدف اتقان اللغة الانجليزية كالمعتاد يلوح في الافق كمرحلة أولية لابد منها وكنت في الحقيقة أريد أن اقنعهما بأن مهمة تعلم اللغة سهل إن كنا نتوقع ذلك وكل المطلوب هو همة ذاتية واستعداد إيجابي وممارسة فعلية للغة في الحياة اليومية ولكن الزوج المرافق انتقل بنا إلى ملاحظة أخرى أراد أن يركز عليها عندما ذكرنا بلطف انه يدرس على حساب البعثة اللغة في معهد رسومه ليست رخيصة رغم أنه مرافق للزوجة فقط ثم أردف بعفوية بالغة وهو يدعوا" الله يحفظ لنا الملك عبدلله كل هذه الرعاية منه " ولم نستغرب حقيقة إحساسهما العميق بالامتنان والثقة فهو شعور انتماء يملأ أرجاء الوطن والقلوب بمحبة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزبز وولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولكن مثول الآلاف من الطلبة والطالبات السعوديين المبتعثين جاء على البال فوراً وهم يمثلون ظاهرة اكتشاف وتعلم وتفاعل حضارية قد ينطبق عليهم مفهوم التنوع الذي يؤدي إلى الوحدة الإنسانية ولكن بدون طمس للفروقات الطبيعية بينهم ، سوف يستقبلون من العلوم والثقافات الكثير لا شك كما أنهم سوف يقدمون من إرثهم وبيئتهم الإسلامية الكثير ايضا ولكن هل هذه الآراء تمثل كل شيء عدا الارتقاء بالطبع بتعليم وتهيئة أجيال من العطاءات المميزة ذات الكفاءة لخدمة دينهم ووطنهم بكل هذه الاعداد التي تغمرنا بالتفاؤل لغد أفضل إن شاء الله ؟ لابد أن الإضافات سوف تتوالى وكثير من أبنائنا وبناتنا لديهم الاستعداد الفطري للتفوق والإنجاز ونوافذ حضارية رحبة قد فتحت لهم ظلت مقفلة لسنوات عديدة ربما ساهم الوضع من قبل في وجود الفجوات الذهنية في أفكار بعض الشباب ومحدودية الوعي والرؤى لبعضهم الآخر والتي طالتها يد التطرف بالتأثير والانحراف الفكري لدرجة الهجوم على الذات والمجتمع ولكن الآن بانتشار كل هذه الأعداد المتفتحة للعلم والنمو والتفاعل الحضاري أومازال لدينا فراغات حائرة لا تعرف طريقها ؟ نشك في ذلك ونتمنى بأن نكون على أبواب مرحلة انقى في ملامحها وأثمر في عطائها الإنساني فكلما انفتحت نوافذ المعرفة والعلم أكثر وتعلمنا فضيلة التعايش مع الآخر والممكن من قدرات الذات التي تؤهلنا للإنجاز التفتنا إلى خطوة العمل والحلول وكيف نتميز بدلا من كيف ندمر او نقتل الآخرين . و عبر توقف السرد مع المبتعثة وزوجها المرافق لفت انتباههي حركة الطفلين متوقعة بروز العوائق ومشاكل الانتقال إلا أن هذا لم يحدث . قالت وهي تبتسم فقط سلسلة خطوات و اجراءات لابد منها ثم جاءت التفاصيل التي تداخلت معها رؤى الزوجة الشابة مع هرولة طفلها الصغير ، بالطبع هناك هموم يجب الالتفات لها فابنتها الصغيرة في السابعة من عمرها ستذهب للمدرسة وتبقى للخامسة عصراً ولكن طفل ثلاثة اعوام ؟ " سنرى ..سنجد حلولا إن شاء الله " تفاؤل بالمستقبل ؟ من المؤكد أن نبرة التفاؤل لدى هؤلاء الطلبة والطالبات باقية ولكن الأهم في حديث ذلك اليوم هم ما عبر عنه الزوجان كان من الجميل أن يترجموا شعورهم بالانتماء بصورة عملية حينما آكدوا أن كل هذه الرعاية والاهتمام إنما هو في حقيقته دين عليهم سوف يردونه لوطنهم في يوم ما .