وضعت استقالة الحكم الدولي السابق عبدالرحمن الزيد من منصب نائب رئيس لجنة الحكام الرئيسية علامات استفهام عدة، ورغم محاولات الاستيضاح عينها لمعرفة الأسباب الا انه فضل الصمت والتواري عن الأنظار واغلاق وسائل الاتصال به، قبل ان يختار «دنيا الرياضة» لكشف سر قرار الاستقالة الذي جاء في معمعة الموسم والدخول في مباريات الحسم، ليتحدث عن الكثير من السلبيات والايجابيات التي واكبت مشوار اللجنة الحالية والطريقة المناسبة لتطوير الحكام والتحكيم وتجنب الوقوع في الكثير من الأخطاء التي فرضت حضور الحكم الأجنبي في ملاعبنا حتى تحول الحكم السعودي في النهائيات الى متفرج بعدما كان يقود أهم اللقاءات فماذا كانت إجاباته؟ ٭ في البداية نرحب بك معنا ونود ان تحدثنا عن اسباب الاستقالة؟ - أنا لا أعتبرها استقالة، بل اعتبرها اعتذاراً لأن الاستقالة من العمل الرسمي، وأنا كنت أعمل متطوعاً فهو شرفي أكثر من انه عمل رسمي، إذ هو عمل في مجالي الذي بدأت فيه فالتحكيم بالنسبة لي يعتبر مثل الهواية او أكثر من هواية تقريباً وكنت أعشقه منذ الصغر، ولذلك أنا اعتبر ذلك اعتذاراً. والأسباب التي أدت الى الاعتذار كثيرة ولا يمكن حصرها في سبب وسببين. أول شيء طبعاً وهو الاهم والاساس الهجمات الاعلامية التي تعرضت إليها في الآونة الأخيرة، وبكل أسف على الرغم من ان العمل جماعي في لجنة الحكام الرئيسية ونحن ربما من أكثر اللجان عملت بهمة فقد عاصرت ست او سبع لجان كان العمل دائما يكون محصورا بين واحد او اثنين، لكن بالنسبة لهذه اللجنة فالعمل فيها جماعي يعني رئيس اللجنة ونائب الرئيس ومقرر ومعنا اعضاء وهناك امور كانت تؤخذ في اجتماعات بلا تشاور،ومع ذلك وجدت ان الهجوم موجه لشخصي أنا، وطبعا قد تكون الاسباب شخصية وقد تكون غير مقصودة من بعض الأشخاص وقد تكون مقصودة من البعض، ولذلك هذه أحد الاسباب او السبب الرئيسي، والأسباب الأخرى هي اننا حينما عملنا خلال السنتين الماضيتين، كان طموحنا اكبر في بعض الامور مثلا تتحقق بعض الامور التي كنا نراهن عليها انا وزميلي عبدالله الناصر وبعض الزملاء ووضعنا مع الاشياء وربما انها لم تتحقق منها بعضها المهم، وبالتالي انت موجود لكي تعمل وتقدم عملا للجميع في التحكيم في المملكة العربية السعودية بشكل عام يرضي المسؤولين عنه ويرضي حتى الرأي العام ومطلوب منك كذلك من الجانب الآخر ان تحمي الحكام، فوجودك في اللجنة أنت الصوت المتحدث عن الحكام ناهيك عن بعض الامور الأخرى مثل تأخير صرف المكافآت والتهجم على الحكام من قبل الاعلام، وللمعلومية هذه ربما هي ليست الاستقالة الأولى حتى أن هذا سر لأول مرة ابوح به لئلا يفسر اي واحد انني ادافع عن نفسي، الاتظن ان هذه التغييرات على اللجنة؟ - بالعكس كان قبل هذا هجمة على بعض الحكام وهناك طلب حمايتهم من مثل هذه الأمور من الاتحاد، وربما هذا الامر دعاني الى أن اقدم استقالتي الا انها كانت قابلة لكذا وكذا. وعبدالله الناصر احتفظ بها عنده ولم يرفعها للمسؤولين واقنعني بالبقاء مرة على أن تتحسن الامور فوجدنا انه في الأخير ان هناك أموراً لابد ان يعملها الفرد لمصلحة الجميع فانا ربما ضحيت بمصلحة شخصية لي انا في انها تكون مصلحة عامة للجميع في المستقبل لزملائي الحكام وللجان المقبلة وللاخوان الآن، واعتقد ان اللجنة مستمرة برئاسة الأخ عبدالله الناصر وخروج عبدالرحمن الزيد لا يؤثر فهو واحد من ستة أشخاص وحل الآن الزميل الاخ محمد سعد وان شاء الله مع الخبرة سيكون كفاءة فعالة، فالإنسان يتدرج من حكم الى مثل عضو في لجنة فرعية والى عضو في لجنة فنية رئيسية الى عضو في المناصب العليا ثم الى رئيس اللجنة وكل الاخوة الذين عملوا في اللجان او اغلبهم كلهم تدرجوا من التحكيم الى اللجان الفرعية، وطبعا على ذلك الاخ محمد سعد سيكون بعد ان يكتسب الخبرة ان شاء الله سندا مع زملائه واعتقد ان عمل اللجنة الآن يسير بشكل جيد وبالخطط الموضوعة لها، وأنا الاحظ انه بعد ان خرجت من اللجنة ان الهجمات قلت قليلا خصوصا من جهات معينة او من اشخاص معنين لانهم كانوا ينظرون ان وجودي أنا مصدر ازعاج بالنسبة لهم، وقد كان الحل بالنسبة لي هو حماية اللجنة وحماية زملائي الآخرين وحماية الحكام اذا كان انا المستهدف فالأفضل ان اترك الساحة، واعطيك مثلا بالاخ ناصر الجوهر حينما شعر انه هو العقبة التي ينظر اليها في عدم تأهل المنتخب فضل ان يقدم استقالته وفعل ذلك بالفعل وقبلها الرئيس العام لرعاية الشباب، هذا فعلا لا يكون امامنا الا تقديم الاستقالة حتى نخرج الناس من المأزق وتعرفهم انه قد ينجح التحكيم وقد لا ينجح بوجود عبدالرحمن الزيد او بعدم وجوده وقد يتأهل المنتخب بوجود ناصر الجوهر او بعدم وجوده. انا كنت في مرة من المرات استمع الى برنامج يقول فيه المقدم اننا الآن بين الوطن وبين ناصر الجوهر او ابن الوطن، لقد سمعت ذلك ولم اقل انه تعرض الى نفس الشراسة التي تعرضت لها انا، فهو اصبح الآن لو قدر الله ولم يتأهل المنتخب وهو استمر متواجداً وجدد المسؤولون الثقة فيه سيصير كبش الفداء. وفي مباراة الشباب والأهلي تحدث رئيس اللجنة اكثر مني أنا هنا في هذا الحوار لا أود ان اذكر اسم شخص لسببين الأول لكي اؤكد له انني لم اهتم بكلامه والشيء الثاني هو الا نغتاب الأشخاص وهم ليسوا حاضرين ولا نريد ان نعيب الناس والعيب فينا، اذ نقول ان الناس يتكلمون عن الآخرين ونأتي لنتكلم في الناس، ان الشخص الذي كان يهاجمني او الأشخاص الذين كانوا يهاجمونني سواء كانوا في الأندية او في الاعلام كانوا يهاجمون شيئا غير منطقي وهو انك كنت لاعبا في النادي الفلاني، انا استعرض هذا هل هؤلاء الاخوة يمكن ان يعود كل منهم الى صوابه هم انفسهم كيف دخلوا المجال الرياضي سواء كان الاداري او الاعلامي او في اي موقع من المواقع التي تمس الرياضة؟ إذن من كان مهاجمك أشخاص معروفين؟ أعطيك مثلا هو انني حينما خرجت من اللجنة هم انفسهم الأشخاص الذين كانوا يهاجمون توقفوا الآن، لأنهم كانوا يهاجمون شخصاً واحداً، وانا اعتقد ان اي انسان لابد ان يكون رياضيا وانه كونه نصراويا او هلاليا او اتحاديا او شبابيا، أو يشجع اي ناد ما، هذا ليس عيباً حتى نوصم به الشخص والهجوم علي توقف الآن لان لا عذر لهم في الوقت، ولذلك حينما قارنت موضوعي ووضع الأخ ناصر الجوهر فضلت المصلحة العامة حتى نحدد الأمور، وعبدالله الناصر كان رافضا استقالتي اطلاقا الا انني اضطررت ان اغلق جوالي لمدة يومين فكان موقفه ايجابيا، وذلك ان الرجل هو الذي اختارني وكان داعما لي وكان صديقا عزيزا ولا يمكن ان أنكر مواقفه معي وقد كان يحدثني في الموضوع، وقد قلت له بأن خروجي هو حماية لبقية اللجنة بسبب انني لو استمررت في اللجنة واستمر الهجوم ربما استجاب المسؤول لهذا الهجوم وللآراء المطروحة ويرى أنه ليس امامه الا حل اللجنة في الآونة الأخيرة. وأحيانا قد نعمل ونتعرض لهجمات وتستمر في العمل واذا وجدت من يجدد فيك الثقة ومن يدافع عنك سواء كان عبر وسائل الاعلام أو حتى في الكلام الشخصي، لكني وجدت في الآونة الاخيرة اننا بين امرين اما استمراري والتعرض للهجمات جميعنا كلجنة لعدم وجود من يقف امام الموضوع وأنا أعتقد ان السبب هو انه لا يوجد الآن ضوابط لمثل هذا العمل واتمنى ان توضع ضوابط وقد سمعت ان هناك دراسة لهذا الامر لوضع مثل هذه الضوابط لعملية النقد، وانا لا اعتمد على ميثاق الشرف الذي تم خرقه من اكثر من واحد ولا نتحدث بأشخاص لكن نود وضع لوائح لضبط النقد والهجوم الذي يوجه للبعض، وذلك لأن ميثاق الشرف ليس فيه لائحة تلزم احدا باستخدامه او عدم استخدامه وليست هناك عقوبات، وطالما ليست عناك عقوبات فليس هناك ما يسمى بعمل، واذا أردت ان تضع لوائح لابد ان تضع لها عقوبات لمن يهاجم الحكم او لجان التحكيم او الذي يهاجم هجوماً شخصياً كم يتهم الحكم بتلقي رشوة او من يتهجم على اللجنة بانها تكيل بمكيالين، هناك عقوبات لمثل هذه الحالات موجودة في كل دول العالم، غرامات مالية اولا مرة ومرتين وثلاث مرات ثم الابعاد عن المجال فترة ثم الابعاد نهائياً، لأنه لابد يبعد من يشوش على المجتمعات الرياضية وذلك لأنهم اسباب الاحتقان الموجود في الشارع الرياضي. الدوليون سبب المشاكل!! ٭ هناك قول بأن الضعف لدى الحكام وارد وان معظم المشاكل تأتي من حكام دوليين؟ - لا نختلف في ذلك وقد عملنا على القاعدة وقلنا ذلك، فنحن حينما أتينا قبل سنتين واتفقنا على شيئين كلجنة وأكبر المشاكل التي تعترض اللجان ان كل لجنة تأتي تبدأ من الصفر، فلابد ان نستمر على الموجود وعندنا الخط الثاني وهو العمل على القاعدة. فبدأنا أولاً نحدد أعمار الحكام وقد تم ابعاد مجموعة منهم، ولا يمكن ان أبعد من أعلى ولا يمكن الابعاد من الهرم فالعمل دائماً لابد ان يبدأ من تحت. وفي أول سنة أبعدنا ما يقارب حوالي 25 حكماً وقد تكون أسماؤهم معروفة أو غير معروفة. حتى مدرب الفريق يعمل بنفس الطريقة فهو يجرب اللاعبين بتوزيع الفرص لهم إلى ان يوفق في التشكيلة الثابتة، أو قد يكون لديه لاعبون لا يصلحون لكذا أو كذا. والحكام والمساعدون الذين أبعدناهم بسبب تجاوز العمر وعدم إمكانية الاستفادة منهم. وأحللنا بدلاً منهم مجموعة بنفس العدد، وفي السنة الثانية أي في العام الماضي أبعدنا وأحللنا 17 حكماً. وبدأت الآن ثمار ذلك، ولا يمكن ان أبعد 150 حكماً في يوم وليلة وآتي بحكام صغار. وكنا نقول إننا خلال الأربع سنوات إذا استمررنا نراهن على ان 90% من الحكام الآن غير موجودين لا على القائمة ولا الحكام الآخرين، وبدأنا وقد تعرضنا إلى الهجوم من نفس الحكام المبعدين ومع ذلك لم نهتم طالما أننا مقتنعون بما نفعل. هذه كانت هي خطتنا، وأنا مسرور الآن لاستمرار اللجنة، وهذا هو الشيء كنت أفكر فيه لأن عملية حل اللجان واحضار لجان أخرى أعتقد أنه ليس بحل، لكن اللجنة الآن برئاسة الأخ عبدالله الناصر والأخ عبدالعزيز العيدان ومحمد سعد وبقية الزملاء إضافة إلى يوسف العقيلي ومحمد البشري أعتقد ان هؤلاء إذا أتيحت لهم الفرصة للاستمرار في نفس الخط الذي سرنا ونسير عليه أي نفس المخطط الموضوع ففي خلال السنتين المتبقيتين نرى 80% - 90% أسماء جديدة من المحترفين. أخطاء التحكيم يمكن ان تكون تقديرية كالأهداف التي تسجل بالأيدي وتحسم بها بعض المباريات، ووجود الحكم الأجنبي ليس عيباً حتى لا يفهم كلامي بالخطأ وأغلب الاخوة الإعلاميين يعتقدون ان الحكم الأجنبي وجوده عيب، هذا الحكم الأجنبي مثله مثل الدكتور الأجنبي والمعلم الأجنبي أو المهندس الأجنبي هم موجودن في كل المجالات، هذا الشيء لابد ان نتفق عليه. لكن يجب ان يكون بشكل مقنن، وهذا هو الشيء الذي نطالب به. وبالطبع فتح الباب على مصراعيه لاستقدام حكام غير سعوديين سيؤثر على المدى البعيد، فالدوري الآن بقي منه أسابيع عدة. والحكام الأجانب قادو مباريات عدة والحكام السعوديون قادوا النسبة الأكبر. نسبة طبيعية وشيء عادي، وهي نسبة لا تقاس وحتى نسبة 10% أيضاً ربما شيء طبيعي ومع ذلك إذا جئنا نقيس الأخطاء من الحكام الأجانب مقابل ست أو سبع أو ثماني مباريات كحد أقصى ولا تحضرني الاحصائيات لقد ارتكبت في أربع مباريات أخطاء جسيمة وفادحة، والحكم من الطبيعي ان يخطئ، لكن التركيز على أخطاء الحكام السعوديين، وبقية المباريات والتي هي حوالي 100 مباراة أو 95 مباراة التي قادها حكام سعوديون صرنا نكيل فيها بمكيالين، وهذه هي المشكلة أنا لا أقول ان الحكم السعودي لا يخطئ، ومع ذلك أؤكد لكم ان هناك أخطاء من الحكام السعوديين وأخطاء من حكام غير سعوديين عد إلى الوراء وتحديداً دور الثمانية في مباراة بين الاتحاد والنصر التي قادها حكم غير سعودي وكذلك في دور الأربعة واحصوا أنتم الأخطاء التي حدثت فيها ونحن سنكون محايدين، ان الأخطاء موجودة. أعود لك يا أخ سعد وأقول ان التحكيم في السعودية لا يزال يحتاج إلى إعادة تأهيل لسببين، الأول لأن التحكيم السعودي مرت عشر سنوات عجاف ابتعد عنه أناس كثيرون من الحكام الذين كانوا موجودين سواء بسبب الاعتزال أو بسبب ابتعاد قهري أو قسري حتى أننا لم نجد أحياناً في دورات سابقة من يحضر ومن حضر ابتعد. وفي السنتين الأخيرتين هاتين تقريباً وجدنا حكاماً صغاراً والآن بكل أسف أين يعمل هؤلاء الحكام؟ يعملون في دوري المناطق وفي دوري الناشئين والهجمات عليهم من كل الأندية لأن ليس هناك من يفضل المصلحة العامة على المصلحة الخاصة. ومعلوم ان الحكم أول ما يبدأ التحكيم يبدأ في الناشئين والشباب كقاعدة للتحكيم. ٭ كيف يمكن المحافظة على الحكم الشجاع المتميز كحكم ساحة؟ - هذا سؤال مهم ولذلك قدمنا في هذه السنة خمسة حكام للساحة، فهد المرداسي، يحيى هزازي، مرعي عواجي، عبدالله القحطاني، صالح العقيل، هؤلاء خمسة حكام وجودهم شيء طيب، نحن حينما جئنا إلى اللجنة بدأنا في ضخ دورات المستجدين، وفي أول سنة انضم 325 حكماً وطبعاً لن يستمروا كلهم، لكن أنا متأكد أنهم لن يستمروا كلهم، إنما لو استمر 200-150 فهذا شيء ممتاز. ولقد كان في خطة اللجنة أنه خلال هاتين السنتين يكون عدد الحكام بالمملكة فوق ال 3000 حكم. والعدد الموجود الآن من حكام المملكة هم 800 حكم وبعضهم سنهم تجاوزت المفترض ونصفهم يعمل والنصف الآخر قاعد. فإذا كان هناك للأسف في الدرجات السنية من الناشئين والشباب يتم مهاجمة الحكام. ندرة المواهب ٭ الواضح ان التحكيم منذ عشر سنوات بعد اعتزال الزيد والمهنا لم تعد هناك مواهب تحكيمية تنهض في نقد اللجان وان كان الزيد والمهنا في اللجان السابقة هما اللذان كانا الأبرز في اللجان؟ - الآن هناك مواهب ولكن كما ذكر الأخ سليمان من الذي يحمي المواهب؟ فمثلاً لو جئت بلاعب صغير ثم تعرض إلى هجوم من جماهير ناديه في أول مباراة ضيع فيها هدفاً أو أهدر ضربة جزاء فإنه لن يأتي غداً إلى التدريب لأنه سيفقد الثقة بنفسه، وأغلب اللاعبين الذين يبرزون بسرعة هم اللاعبون الذين في الأندية البعيدة عن الجماهير، أي الأندية التي جماهيرها قليلة، نفس الشيء بالنسبة للحكم، فإذا أتيت بحكم تعده اللجنة وتتعب عليه مدة سنتين أو ثلاث أو أربع سنوات لأن الحكم لا يمكن إعداده في يوم وليلة، وفي أول خطأ يخطئه يتم القضاء عليه إعلامياً أو من بعض المسؤولين في الأندية مع الأسف وقد يكون الحكم أخطأ بالفعل، ولكن لا يعني هذا أن يكون موضوعاً للهجوم من الجميع، إذاً من يحمي الحكم؟ إن الحكم ستحميه اللوائح إذا وضعت. لا بد أن توضع لوائح عقوبات قوية تحمي الحكم من مسؤولي الأندية الذين لا يبالون ومن بعض الإعلاميين. الآن هناك أربعة حكام من الدوليين، ومن الخمسة حكام الصغار أراهن أهم سينجحون إذا اتيحت لهم الأجواء الملائمة للنجاح، لكن أن يشبع الحكم بالنقد من قبل وسائل قبل الدخول في المباراة فإنه بشر يتأثر نفسياً وسيكون أداؤه في المباراة مهزوزاً ويفقد السيطرة على المباراة لأن سوء الظن سيؤثر عليه، والحكم الدولي يلحق سابقيه ولا أضمن لك أن الحكم الدولي لا يخطئ، من الطبيعي أنه يخطئ كالبشر وأبصم لك حتى لو جئت بلجنة الحكام الدولية إلى السعودية لا بد من وجود الأخطاء، إنما المهم هو تقليل الأخطاء. إن حكام الساحة الذين يشتركون في دوري المحترفين عددهم 03 حكماً والذين تم التركيز عليهم حوالي 16 - 18 حكماً فيهم 7 دوليين و9 أو 10 غير دوليين. والسبعة الدوليون لن يغطوا كل المباريات في الدوري، كما أن هؤلاء منهم ممتازون ومنهم عاديون، أوروبا لا يؤخذ منها لكأس العالم إلا طاقم ونحن الآن لدينا خليل ومحمد حامد ويوسف ميرزا كل هؤلاء على قائمة الاحتياط وخليل يعتمدون عليه كحكم ساحة وأن خليل تم تقليصه من 54 إلى 38 موجود وإن شاء الله في شهر 9 أو شهر 10 أعتقد هناك برنامج ليتم تقليصهم إلى 28 وخليل إذا أعطيناه الثقة سيكون من أفضل الحكام في المملكة. وبالنسبة للأندية لا يجب أن نؤمن بمطالباتها، والأخ خليل حكم للهلال مباراتين وطبعاً أصيب ولو لم يصب لن يتم تغييره، وللمعلومية هذا الشيء يجب أن يعرفه جميع الأندية ونحن لا نرضخ لضغوظ الأندية، بالنسبة لمباراة الهلال والوحدة ما كان عليه أي ملاحظة ومباراة الحزم كذلك. ونحن مشكلتنا هنا في الأندية السعودية أن كل واحد يريد الحكم يسير على كيفه هو. المطالبة بالأجنبي ٭ رئىس الهلال الذي يعتبر مثالياً يقول إنه يريد مباريات الهلال المقبلة كلها مع حكام أجانب.. ماذا تقول؟ - سواء رئيس الهلال الذي هو جديد في الوسط الرياضي من حقه أن يطالب كما يريد وأنا لا استطيع أن أقرأ أفكار الأمير عبدالرحمن، نحن حينما كنا في اللجنة لن نغضب ونقول أعطنا أخطاء الحكم من وجهة نظرك، وهذا الكلام سبق أن ذكرته في الإعلام نحن نقبل النقد. نتعرض للهجوم من الإعلام إذا تحدثنا وإذا سكتنا وجلسنا في مواقعنا قالوا هؤلاء منقطعون غير متواصلين مع الناس ومع الإعلام ومع الأندية فلا ندري ماذا يريد الناس أن نفعل، منذ أن جئنا إلى هذه اللجنة قلنا أنا والأخ عبدالله الناصر: يا رؤساء الأندية إن باب اللجنة مفتوح وأن الذي لديه ملاحظة يأتي إلينا والذي لديه شريط تسجيل عليه يأتي به وقد جاءنا أناس في البداية، لكن للأسف بعد ذلك البعض فضَّل الكلام فقط لكي يظهر في الصحف والإعلام. الاتهام بالرشوة ٭ ولكن الأمور وصل إلى الاتهام بالرشوة؟ - ولهذا السبب يجب وضع ضوابط لمثل هذه الأمور، لوائح وعقوبات، وأسمع أن هناك دراسة لوضع لائحة قد تطبق في الموسم المقبل ويتم العمل فيه. ٭ هل شعرت براحة بعد الاستقالة؟ - نعم شعرت براحة وأحمد الله على ذلك، وحب العمل والحكام والوطن كل هذه الأمور موجودة وما زالت. ونحن في خدمة وطننا في أي مجال سواء كان في التحكيم أو أي مجال آخر رياضي، وأنا الآن منسق محلي لدوري المحترفين وأنا أصلاً تخصصي تربية رياضية من معهد التربية الرياضية وبكالوريوس تربية رياضة من جامعة الملك سعود. وقد تم تعييني منسقاً لمباريات نادي الشباب وسبق أن حضرنا دورتين في ماليزيا وسنبدأ إن شاء الله من الشهر المقبل مع دوري المحترفين الآسيوي، وليس المحلي، هذه خطوة أخرى، لكننا نعمل الآن كمراقبين للتحكيم وهذا عمل آخر، إنما أنا أعتقد أن عمل المسؤوليات مثل العمل في لجنة الحكام الرئىسية صعب والأسهل منه العمل في اللجان الفنية ولجنة المسابقات. وذلك أن العمل في لجنة الحكام في ظل هذه الأجواء صعب جداً، لكن إذا تبدلت الأجواء ووضعت اللوائح والعقوبات تضبط العمل فإن العمل سينجح. لقد كان لي عمود في إحدى الصحف أطرح فيه بعض الآراء، والخبير الموجود الآن والذي للأسف سيغادر لو تم اقناعه ليستمر سنة أو سنتين سيكون هناك عمل طيب فقد كسبنا منه خبرات كثيرة، هذا الخبير كان عمله هو زراعة القاعدة، والآن بدأ الحصاد سواء من عمل اللجنة أو الحكام، وإذا اتينا بخبير جديد فهو يحتاج إلى سنة أو سنتين ليتعرف على البلد والسعودية قارة فهو لن يستطيع الوصول إلى الحكام في مناطقهم النائية. نحن قد تعودنا في اللجنة في الفترة الماضية أن نجمع الحكام ثلاث مرات. ٭ هل وجود المحللين في الصحف والقنوات الفضائية لأداء الحكام عامل مساعد للنهوض بالتحكيم أم العكس؟ - إذا كان المحررون أو المحللون موجودين فأنا أُفضل محلل أداء التحكيم فاهماً من أن يأتينا واحد لا يفهم في التحكيم، ولكن بشرط أن يكون هدفه البحث عن المصلحة وليس الإثارة، وبكل أسف أنا ألاحظ الآن وأتابع بعض مما يكتب في الصحف والتحليل أن الهدف هو البحث عن الإثارة، والمفروض أن أي شيء فيه جدل لا يتم مناقشته لأن قرار الحكم نهائي وإذا كتب المحلل أن هناك ضربة جزاء صحيحة واتفق عليه فإن ذلك ينور الحكم واللجنة. وأحياناً في اللجنة نأخذ بمثل هذه الأمور لكي نستفيد منها ونرى هل كلامه صحيح أم لا وإذا كان كلامه صحيحاً عملنا به وإن كان غير ذلك نتجاهله، ووجود المحلل المتخصص في الصحيفة هذا شيء طيب وغير ذلك لا يجوز، ونحن نتابع بعض البرامج الرياضية التحليلية وإذا كان فيه شيء مهم نأخذ ونستفيد منه وحتى اذا كان التحليل من قبل محللين عرب وغير السعوديين وأهم شيء هو الشخص المتخصص وهو من مصلحة الحكم وأعتبره مثل الدورات المكثفة اذا وضعت للمصلحة، ولابد أن يكون هذا المحلل ملماً بضوابط الكرة والنواحي الفنية. ٭ لأول مرة يصاحب استقالة مسئول تحكيمي اصداء واسعة فما تعليقك؟ - أنا أحمد الله سبحانه وتعالى أنني وجدت اتصالات ووجدت كما تفضلت في وسائل الإعلام رسائل ووجدت في الشارع وفي مكان العمل وفي الأسواق من يتكلم كلاماً طيباً عن شخصي المتواضع، وحتى أنني بعد أن أغلقت جوالي لمدة يومين سأل الناس عني وتلقيت اتصالات بعد ذلك، بعض الناس قالوا ان استقالتي هي عبارة عن مناورة، ولكن الأمر ليس كذلك، وإنما نريد الاصلاح ووضع الحصانة للحكام وللجنة، وأنا أعتقد الرئيس العام ونائبه يبحثان دائماً عن أفضل تحكيم، وهذا هو طموحهما، إلا أن البعض في وسائل الإعلام والاندية يهاجمون الحكام واللجنة لمصالحهم الشخصية ومصالح أنديتهم أو عن أهداف خاصة بهم: أدافع عن الحكام ٭ البعض يقول إن عبدالرحمن الزيد يدافع عن الحكام ماذا تقول في ذلك؟ - لابد ان أدافع عنهم لأنني نائب الرئيس، وهذا شيء طبيعي عند غياب عبدالله الناصر، وإذا كان رئيس النادي يدافع عن لاعبيه وعن فريقه من المفروغ منه ان ندافع عن الحكام في حالة الهجوم عليهم دون علم، وقد منعت الحكام عن التصاريح حتى لا أفتح الباب على مصراعيه ويجب ضبط الأمور ونقول لهم نحن الذين ندافع عنكم ونرفع إذا كان هناك شيء للمسؤولين ولو ترك ال 130 حكماً يصرحون أصبحت الطاسة ضائعة. المراقبون ٭ هل هناك ملاحظات على المراقبين؟ - المراقبون هم الجزء المكمل للحكام، وعندما كانت لجنة الحكام تطلع بمسؤولية الحكام والمراقبين عليها عمل التقييم وأنا اشتغلت ربما سنة ونصف السنة، ولكن الرئيس العام ونائبه وافقا على طلب اللجنة الرئسية للحكام بتشكيل لجنة للمقيّمين، وتم تشكيلها برئاسة فلاج وعمر الشقير وكنت أنا منسقاً للجنة، ولذلك أعتقد أنه خلال السنة والنصف الماضية تحسن العمل والدولة واسعة الأطراف، ولذلك تحتاج إلى عدد كبير من المراقبين والحكام إلى أن نوجد القاعدة الكاملة، وعندما كنا في اللجنة مع الاخوة عمر الشقير وعبدالله الناصر وفلاج كنا نجلس وندرس تقرير المراقب ونرى ما هي ملاحظاته عن الحكم ومعنا الخبير، واذا وجدنا القرار مطابقاً فهنا لا شيء وان وجدنا قراره غير صائب ترسل الملاحظة إلى المراقب مع الحكام، وأكرر أن هناك حكاماً قادمين يعتمد عليهم، والمنسقون واللجنة والمراقبون يشاهدون معاً شريط المباراة ليروا الأخطاء التحكيمية التي حدثت وإن تطابق تقرير المقيّم مع أداء الحكم فهذا شيء طيب، وإن لا قدر الله حدث اختلاف سواء بالتأييد أو عدم تأييد ترسل الملاحظات إلى المقيم، وقد تم تجميد المقيّم كما تم تجميد بعض الحكام، والحكم بعد ان يشاهد أخطاءه يوقع عليها ثم يتم وضع العقوبات. ونفس الأمر حدث بالنسبة للمقيّمين لقد تم تجميد مجموعة منهم إما بسبب عدم مطابقة التقرير وإما بسبب خلل في التقرير وإما بسبب عدم مصداقية التقرير. مستقبل الحكام ٭ ماهي نظرتك لمستقبل التحكيم كحكم سابق ونائب رئيس لجنة التحكيم؟. - أنا أنظر نظرتين، نظرة مستقبل والمستقبل موجود بشرط وضع ضوابط ولوائح تنظم حدود العمل التحكيمي، وهذا للحكام ولمسؤولي الأندية إضافة إلى الحصانة للذين يعملون في اللجان، وكما ذكرت أن أخطاء الحكام تقديرية. ٭ يلاحظ كما يقول البعض أن كل من هب ودب يعمل في التحكيم.. ماذا تقول في ذلك؟ - هذا كان في السابق، أما الآن فإن الدورات التي تقام فيها شروط هي أولاً أن يكون الفرد رياضياً معروفاً، إما كلاعب سابق أو خريج معهد التربية الرياضية أو كلية التربية ومارس اللعب في المجال، والشيء الثاني هو أنه يجب أن يكون لديه مؤهل تعليمي، كما أن هناك حكاماً صغار السن من 18 سنة فما فوق، وهناك من هم من الثانوي، الأمر الثالث أن الدورات الآن للحكام الجدد فيها محاضرات وطريقة الاتصال مع الآخرين والتربية الرياضية الإعداد البدني، كل هذه الأمور موجودة. هناك دورة في نهاية كل سنة تقام لاكتشاف الحكام عن طريق أسلوبهم وتصرفاتهم وكيف حالاتهم البدنية والجسمانية ويخضعون لاختيار عناصر منهم، وحوالي 75% منهم للاختيار لدورتين ويختار عناصر منهم ربما لا يؤخذ منهم إلا 15، والعام الماضي اختير 80 . وفي الدور الثاني تقلصوا إلى 40 وفي الدور الثالث إلى 30 وانضم منهم في الأخير 20 حكماً من الحكام الناشئين الشباب، وهم الآن يعملون مع زملائهم. والحكام الآن أعمارهم مختلفة من 26 إلى 18، وهناك من أعمارهم 27، وهؤلاء إذا وفقهم الله يصلون إلى الدولي وأعمارهم 26،27،28 سنة. نعود ونقول إن الحكم هو العنصر المهم في لعبة كرة القدم فهو الذي يعتمد عليه في الميدان. هناك قضية المكافآت فالحكام أحياناً لا يتحصلون على مبالغ قيادة المباريات في دوري المحترفين. ٭ في ختام الحوار ماذا تود أن تقول؟. - أنا عملت في اللجنة ضمن منظومة من ستة أشخاص وأود أن أؤكد وأنا خارج اللجنة ان الناس الذين كانوا يتهمون عبدالرحمن الزيد كان شيئاً شخصياً، لأن العمل في اللجنة جماعي، وهناك نوعان من العمل، عمل يسمى بمستقبلي ثم اختيار الحكام للدورات وترشيح للقائمة الدولية والعمل الجبار للجنة هو عمل قائم على ستة أشخاص، ومثال ذلك أننا اختلفنا مرة من المرات على ترشيح القائمة وعلى مساعدين اثنين، والاخوة يذكرون ذلك، وأعيدت الأصوات وكان الحل استدعاء الاثنين وإعادة الاختبار لهما في القانون وفي البدني وفي التحريري، إن عمل اللجنة لا يمكن أن يحكم عليه خلال سنة أو سنتين، هذا العمل يحتاج إلى وقت يمتد إلى ما فوق العشر سنوات ونحن الآن يجب في اللجنة أن نركز في خطة طويلة على الصغار في دورات مستجدين، ويتم الاختيار من هؤلاء الذين يمكن الاعتماد عليهم، وقد تحصلنا على دعم الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب ونائبه الأمير نواف بن فيصل والاتحاد السعودي لكرة القدم. وأحب أن أشكر «الرياض» على إتاحة الفرصة لي وأشكر كل من وقف مع الزيد خلال الفترة الماضية.