قال التميمي الذي شب مترف مدى العمر ما شاء في زمانه جاه يا ركب ياللي من عقيل تقللوا من نجد إلى الريف المريف مداه حدروا بنا من جو عكل وقوضوا على كل هباع اليدين اخطاه علاكم تجد السير لكنها الى خثع بالريدا اخلاف سراه صريمة حيد حدها جال تيما على الارض من عالي النبا بوطاه فلما ان جو الدهنا والإنسان ماله ملاذ وما كتب عليه وطاه لقوا جادل في زربها مستكنه حماها من لفح السموم ذراه خذوها بلا رمح زرق ولا عصا ولا دفنوا لها حبل العقال تاطاه غشاها لذيذ النوم والنوم قد غشا من القوم حذر وايتلوه عداه غزال يشابه لخلي ومثله عنق وعين والحلا حلياه اقول لاخواني ومثلي ومثلهم يشكي همومه إلى من الزمان وطاه دعوها تخوض في الغي والغي راده كوده الى رأني يشوف مناه واقفيت مثل هرش من الزمل موقف تحايد عن الماء لين حل ضماه اقفى وهو يتلي سنا نوض بارق يصب على الريدا سفايح ماه واقفيت يم الطعس ميس حياتي ولالي بعد خلي من الزاد شهاه عزي لعيني عذبتني بالشقا ودمعي جرى من ناظري واحفاه يا شمل يا مأمونة الهجن هوذلي إلى دار من صعب علي لقاه تلفي لخلاني وخلي واهلها في حايط العزام يا ماحلاه دقاق مجل اطواق يا ناق وان طرى على القلب زاده من عناه شقاه يا رب عطنا رجفة تجمع الملا حتى بها خلي يطير غطاه لعل قصر حال بيني وبينها لنجم من المولى يهد بناه ابغي الى هد العلا من قصوره واذهلن عطرات الجيوب حياه يظهر خليلي سالم من ربوعه هذاك مطلوب الفتى ومناه خليلي خلا قلبي من الولف غيره بعت الاخلا والشجون حذاه خليلي معسول الثنيات فاتني كما فات لقاي الدلي ارشاه كن عن صغير السن حذر ولا تكن دنوع إلى شفته بسن سفاه إلى صار ما ياخذ ثلاث مع أربع وعشر فلا يشفي الفؤاد لقاه تعاديه ما يدري تصافيه ما درى وما عطي من غالي الحديث حكاه من باعنا بالهجر بعناه بالنيا ومن جذ حبلي ما وصلت ارشاه الاقفا جزى الاقفا ولا خير في فتى يريد هوى من لايريد هواه الأيام ما خلن من لا كونه ومن لا كونه عابيات عباه الشاعر وعصره: يسميه بعض الرواة عبد الرحمن وعند البعض عبد الرحيم أو ابن عبد الرحيم ويشتهر عند الجميع بالمطوع و بابن المطوع ،وجاء عند جبر بن سيار المتوفى عام1085ه، قال ابن عبد الرحيم من أهل وشيقر: قال التميمي الذي رد في الصبا ضماياه من بعد الصدير حيام وأقول نعتمد كلام جبر بن سيار لكونه اقرب عهداً بالشاعر ويؤكد أن عصره قبل القرن الحادي عشر الهجري،وهذا يتفق مع دلالة البيت الذي استشهد به بركات بن مبارك الشريف المشعشعي من أهل القرن الحادي عشر الهجري حين قال: قلته على بيت قديم سمعته على مثل ما قال التميمي لصاحبه إذا الخل أورى لك صدود فأوره صدود ولو كانت جزال وهايبه وهو يشير بذلك إلى بيت ابن عبد الرحيم الذي يقول فيه: من باعنا بالهجر بعناه بالنيا ومن جذ حبلي ما وصلت ارشاه وحدد ابن بسام وفاته عام 1010ه ويذهب اليوسف الى انه عاش مطلع القرن العاشر وانه لم يعمر طويلاً. دراسة النص: تتعدد روايات القصيدة ويدخل في بعضها الصنعة الواضحة وان كانت ما زالت تحتفظ في مجملها بنسق مترابط وعدد أبياتها يقارب الستين بيتا وهنا جمعت بين ما جاء عند ابن يحيى واليوسف وأرى أن فيه دلالة قد تخدمنا في إجلاء الغموض ،ويرتبط هذا النص بقصة تناقلها الرواة تتلخص في أن الشاعر قد أحب فتاة صغيرة سن من عائلة خارج القبيلة ولمعرفته بأن أسرته ستعارض هذا الزواج، اتفق مع أهلها على كتمان الأمر حتى تأتي الفرصة المواتية واستمر الزواج عدة أشهر وفي ذات يوم دخلت هذه الفتاة إلى بستان الشاعر لتأخذ بعض الخضار فلاحظتها أخت الشاعر فانتهرتها على ما تعتبره سرقة فقالت الفتاة أنها في أملاك زوجها، فافتضح أمر الزواج وكيف أن إخوة الشاعر قد هددوه بتطليقها أو قتله وأنهم أخذوه معهم في قافلة تجارية تمر بنفود الدهناء ثم اصطادوا غزالا فأراد منهم إطلاقه كونه يشبه حبيبته ولكنهم ذبحوا الغزال فانسل منهم إلى مرتفع رملي قريب ففقدوه وذهبوا في طريقهم ظنا منهم أنه سيتبع أثر القافلة، وكتب هذه القصيدة بدم إبهامه وقيل كتبها بدم الغزال على عباءة من الجلد كان يرتديها وعند عودة القافلة مروا بالمكان الذي فقدوه فيه وعند البحث عنه وجد ميتاً وبجانبه القصيدة في ذلك المرتفع الرملي الذي التصق به اسمه إلى هذا العصر (نقا المطوع). ويذكر سعود اليوسف في كتاب "أشيقر والشعر العامي" أن للشاعر بستاناً يسمى بالنجيمي ويشرب من بئر العلا شمال أشيقر وان أسرة الفتاة لهم بستان مجاور لبستان الشاعر. دلائل الرواية: @ -أن الشاعر قد أحب فتاة صغيرة سن وتزوجها بدون علم أهله . @ يفهم من الرواية أن أهل الفتاة لم يمانعوا الزواج ورضوا ببقائه سراً . @ -يفهم من الرواية أن الفتاة أرادت إعلان الزواج ووضع أسرة الشاعر أمام الأمر الواقع فأقدمت على الدخول في أملاك زوجها. @ يفهم من الرواية أن من خرج به إلى الدهناء هم إخوته مهددين إياه بالقتل أو التخلي عن الفتاة. @ -يفهم من الرواية انه حاول الهروب من القافلة وربما الرجوع إلى بلدته أشيقر. @ -يفهم من الرواية انه مات في ذلك المرتفع الرملي ووجدت قصيدته فيما بعد مكتوبة على عباءته. دلائل النص: @ أن الشاعر قد صحب ركب نجدي من بني عقيل وقد قصدوا البصرة (الريف المريف). @ ان بداية الرحلة كانت من جو عكل ويعني به بلدة أشيقر وهي من منازل بني عكل من تميم ولذلك نسب المكان إلى القبيلة مباشرة. @ ان الركب قد امسك بغزالة وقد شبهها بحبيبته وطلب إليهم ان يطلقوها فلم يحققوا رغبته فتركهم الى المرتفع الرملي وهو في حالة من اليأس. @ يطلب الشاعر من ناقته أن تجد السير نحو دار الفتاة ويسمي المكان بحائط العزام بعد أن صعب عليه لقاءها،. @ الشاعر يدعو بالرجفة ليطير القناع عن وجه حبيبته،ثم يدعو أن يسقط نجما من السماء يهدم البيت الذي يحجبها عنه لتخرج منه سالمة معافاة.وهذا يؤكد أن المنع حصل من طرف أهل الفتاة ويؤكد ذلك قول الشاعر: الاقفا جزى الاقفا ولا خير في فتى يريد هوى من لايريد هواه @ ان الشاعر لم يتزوج الفتاة فقد فاتت عليه ولا يتصور ان يراها زوجة لغيره. @ ان الفتاة لم تبلغ السابعة عشرة من عمرها وبالتالي هي لا تستطيع كتم السر أو التمييز في تصرفاتها.