عندما تولى جورفان فييرا تدريب منتخب العراق للمرة الثانية في وقت سابق هذا العام زعم المدرب البرازيلي ان رجلا مجنونا فقط قد يتولى منصبه بعدما استقال عقب فوزه المفاجيء مع الفريق المعروف بلقب "أسود الرافدين" بكأس اسيا لكرة القدم 2007.وبعد مرور 13شهرا على استقالته ورحيل اثنين من المدربين هما النرويجي ايجل اولسن والعراقي عدنان حمد عاد المغامر البرازيلي لتولي مسؤولية الفريق ذاته الذي قاد قصة نجاحه المفاجئة في نهائي كأس آسيا العام الماضي وسيحمل على عاتقه امال شعب العراق الذي مزقه الحرب عندما يخوض منافسات كأس الخليج التاسعة عشرة الشهر المقبل. وقال فييرا "لا أعلم لكن ربما اكون مجنونا. لكن كل شيء طلبته أصبح الحصول عليه مضمونا. أعتقد أن الموقف مختلف هذه المرة". ومر فييرا بهذا من قبل اذ انه في مايو ايار 2007تسلم فريقا مهلهلا للغاية دون استعدادات او ملابس وعدد قليل من اللاعبين اللائقين للعب اضافة الى تصدعات دينية قوية بين أعضاء المنتخب. ورغم أن الفوز بكأس آسيا جعل من فييرا بطلاً قومياً في العراق الا أنه رفض عرضا مغريا لتمديد عقده وأكد أنه يخشى دخوله الى مصحة للأمراض العقلية. ويقول المدرب البرازيلي البالغ من العمر 55سنة "إنهم يفعلون الأمر بالطريقة الصحيحة هذه المرة. لقد تعهدوا بعدم وجود منغصات. لقد حددت شروطي وميزانيتي وسأحدد كيفية ادارة هذا الفريق". ورغم هذا إلا أن الكثير من الأمور قد تغيرت منذ فوز منتخب العراق بكأس اسيا العام الماضي. وفي وقت سابق هذا العام أفلت المنتخب العراقي بطل الخليج ثلاث مرات بأعجوبة من الايقاف الدولي بسبب التدخل السياسي في شؤون الرياضة كما أن آماله في الوصول لنهائيات كأس العالم لأول مرة في 24عاما تبخرت عندما تلقت شباكه هدفا في الدقائق الأخيرة من اخر مباراة له في التصفيات أمام قطر. لكن عودة فييرا ربما تمثل املا جديدا لمشجعي العراق ويثق المدرب البرازيلي في قدرته على قيادة أسود الرافدين لنجاحات جديدة في خليجي 19ويلعب فيها المنتخب العراقي في المجموعة الأولى الى جوار البلد المضيف والكويت والبحرين. وقال فييرا "هذه الوظيفة ستكون مثيرة... إنهم في حاجة لقائد وأعتقد انني هذا الرجل". وقبل 2007كان فييرا مجرد واحد من بين الاف المدربين القادمين من أكبر دولة في امريكا الجنوبية ويعملون في كافة أرجاء العالم. لكن قصة نجاح العراق في كأس اسيا التي أبهرت العالم وكانت واحدة من أبرز الأحداث الرياضية في 2007وضعت فييرا تحت الأضواء على نحو غير متوقع بعد مسيرة تدريبية طويلة في دول عربية. وبعد أن تولى فييرا تدريب فرق فاسكو دا جاما وبوتافوجو وبورتوجيزا في سبعينات القرن الماضي بالبرازيل وهي فرق دافع عن ألوانها جميعا عندما كان لاعبا انتقل المدرب البرازيلي الى خارج بلاده لأول مرة في 1980ليدرب فريق قطر. وانتقل فييرا بعد ذلك لتدريب منتخب سلطنة عمان للشباب دون 20عاما قبل أن يبدأ رحلة طويلة في المغرب استمرت لأكثر من ثمانية أعوام وشهدت اعتناقه الاسلام. ودرب فييرا في تلك الفترة فرق الجيش الملكي والوداد البيضاوي واتحاد طنجة كما عمل مساعدا لمواطنه جوزيه فاريا في الجهاز الفني لمنتخب المغرب وقاد الثنائي البرازيلي "أسود أطلس" للتأهل للدور الثاني في نهائيات كأس العالم 1986بالمكسيك. وقاد فييرا القادسية الكويتي للفوز بالدوري المحلي وأشرف على تدريب الاسماعيلي المصري لفترة قصيرة في 1999كما تولى تدريب منتخبي عمان وماليزيا للشباب بالاضافة الى فريقي النصر صلالة العماني والطائي السعودي بين 2001و 2007.وعمل فييرا مدربا لفريق سيباهان الايراني بعد تركه العراق في المرة الأولى قبل العودة لتدريب أسود الرافدين في وقت سابق هذا العام.