سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تباطؤ المبيعات في الخليج وشبح الإفلاس يدفع "كرايسلر" لإغلاق مصانعها لمدة شهر واليابانية تتوقع الأسوأ منذ 31 عاماً تطورات الأزمة العالمية على قطاع السيارات
قالت كبرى شركات صناعة السيارات إن أزمة الائتمان العالمية ستجعل عام 2009 عام تحد بالنسبة لمبيعات السيارات في منطقة الخليج. وكانت لاند روفر ومرسيدس بنز وجنرال موتورز ضمن الشركات التي شهدت تباطؤا في المنطقة خلال الشهرين الماضيين. وقال مايك ديفيرو مدير جنرال موتورز في الشرق الأوسط "شهدنا تراجعا بنسبة ما بين عشرة و15 بالمئة في المبيعات في الشهرين الماضيين بسبب الافتقار للتمويل من جانب البنوك." وابلغ رويترز في معرض أبوظبي للسيارات "حتى نوفمبر من هذا العام ارتفعت المبيعات بنسبة عشرة بالمئة إلى 134 الف وحدة في هذه المنطقة وهو مستوى قياسي." وقال ديفيرو إن شركة صناعة السيارات الأمريكية التي تواجه مشاكل تتوقع ان تزيد حصتها من السوق العام المقبل. وأضاف أن المتعاملين في المنطقة يواصلون دعم جنرال موتورز رغم مشاكلها في الولاياتالمتحدة حيث تنتظر رد الحكومة الأمريكية على طلب تمويل طارئ بمليارات الدولارات تقول انها تحتاجه لتجنب انهيارها في وقت قريب. وشركة كرايسلر في وضع مشابه تنتظر رد الحكومة الأمريكية على طلب مساعدة. ويتعرض صناع السيارات في كل مكان لضغوط لخفض التكاليف وتوفير المال وسط ازمة ائتمان وضعف المبيعات. وقال روبين كولجان العضو المنتدب في لاند روفر في الشرق الأوسط "شهدنا تباطؤا في الأشهر القليلة الماضية وهناك حالة من عدم التيقن بشأن عام 2009 الذي سيمثل تحديا." ونمت مبيعات لاند روفر بنسبة 25 بالمئة وزادت مبيعات جاجور بنسبة 35 بالمئة حتى يونيو حزيران من هذا العام في المنطقة. وقال سايمون فريث العضو المنتدب لشركة الفطيم موتورز موزع تويوتا في الإمارات العربية إن مبيعات السيارة اليابانية ارتفعت بنسبة 35 بالمئة في النصف الأول من 2008 لكن المبيعات تضررت في الشهرين او الأشهر الثلاثة الماضي. ونمت مبيعات رينو الفرنسية بنسبة 30 بالمئة في المنطقة هذا العام وتعتزم طرح اربعة طرز جديدة العام المقبل. وقال بناني محمد العضو المنتدب في الخليج "السوق ... هابطة الآن ورغم اننا لاعب صغير فإننا نتوقع ان يكون عام 2009 صعبا." وتشعر مرسيدس بنز الألمانية التابعة لشركة دايملر بتفاؤل حذر تجاه عام 2009. ويقول فرانك برنثالر مدير المبيعات الاقليمي "لست قلقاً ولكني حذر ونحن نشهد أثر تراجع اقبال الناس على صالات العرض وتأجيل المشتريات وتشديد اجراءات الحصول على ائتمان من البنوك." وأعلنت شركة كرايسلر الأمريكية العملاقة للسيارات أنها ستغلق جميع مصانعها لمدة شهر على الأقل اعتبارا من يوم غد الجمعة نظرا لتراجع مبيعات السيارات على أمل تفادي الإفلاس. وقالت كرايسلر إن موزيعها لديهم بالفعل مخزون فائض عن الحاجة من الإنتاج مع تراجع مبيعات السيارات على مدار الشهور الماضية بنسبة لا تقل عن 35% لتصل إلى أدنى مستوى لها خلال 25 عاما في الولاياتالمتحدة. ويجد المشترون صعوبة كبيرة في الحصول على قروض لشراء سيارات وسط أزمة مالية كبيرة منعت البنوك من الإقراض فيما بينها وللعملاء. وأوضحت الشركة أن فشل العملاء في الحصول على قروض كان له "تأثير دراماتيكي" على صناعة السيارات وكلفها انخفاضا يتراوح ما بين 20 إلى 25% في حجم المبيعات الشهرية. وقالت كرايسلر في بيان إن إغلاق ما إجماله 30 مصنعا "سيبقي على الإنتاج والمخزون لدى الموزعين متماشيا مع الطلب في السوق الأمريكي". وطالب مديرو شركات جنرال موتورز وكرايسلر وفورد موتور بالحصول على مساعدات اتحادية لإنقاذ صناعة السيارات. غير أن المشرعين الامريكيين رفضوا الموافقة على القرض قائلين إن أزمة شركات السيارات سببها التقاعس على المدى الطويل عن تحديث وصناعة سيارات أكثر كفاءة في استهلاك الوقود. كما أن الازمة تعوق خطط شركات تصنيع السيارات الخاصة بإنتاج سيارات صديقة للبيئة. فقد أعلنت جنرال موتورز أمس أنها ستوقف مؤقتا إنتاج سيارتها تشيفي فولت وهي سيارة هجين كهربائية كانت تأمل الشركة طرحها في الأسواق بحلول عام 2010. وقالت جنرال موتورز الأسبوع الماضي إنها قد تغلق 30% من مصانعها في أمريكا الشمالية في الربع الأول من عام 2009 وعزت ذلك إلى تراجع بنسبة 36٪ في مبيعاتها في تشرين ثان/نوفمبر الماضي وانخفاضا نسبته 41٪ في عام 2008 مقارنة بعام 2007. من جهة اخرى قالت رابطة شركات صناعة السيارات اليابانية امس إنها تتتوقع أن تتراجع مبيعات السيارات الجديدةاليابانية العام القادم لأقل من 5 ملايين سيارة للمرة الأولى منذ 31 عاما. وأضافت أنها تتوقع انخفاض المبيعات بنسبة 4.9٪ لتصل إلى 4.8 مليون سيارة في تراجع للعام الخامس على التوالي. ومن المتوقع أن تنخفض مبيعات سيارات الركاب وحدها بنسبة 6.9٪ لتصل إلى حوالي 3 ملايين سيارة. وقال رئيس الرابطة ساتوشي أوكي إن "توقعات العام القادم قاتمة". يذكر أن السبب في تراجع مبيعات السيارات لا يرجع فقط إلى الركود الذي أصاب ثاني أكبر اقتصاد في العالم وثالث أكبر سوق للسيارات إذ يقول خبراء الصناعة إن السيارات اليابانية قد خسرت بريقها كعلامة على الوضع الاجتماعي للشباب الياباني كما أنه أصبح ينظر إلى السيارات في الكثير من المدن الكبيرة مثل طوكيو باعتبار أنها غير مهمة. وطبقت شركة "تويوتا موتور كورب" أكبر منتج للسيارات في اليابان إجراءات لخفض التكلفة ، في حين خفضت شركة "هوندا" الثانية في صناعية السيارات باليابان توقعاتها لأرباحها السنوية ثلاث مرات خلال العام الجاري بينما قلصت شركة "نيسان موتور" ثالث أكبر شركة يابانية للسيارات إنتاجها.