أكد رئيس وأعضاء اللجنة الإشرافية العليا لمبادرة الملك عبدالله للمحتوى العربي على أهمية تضافر جهود الجهات المعنية بهذا المشروع الوطني لصناعة محتوى عربي متميز، يتناسب مع الأهمية البالغة لهذه المبادرة خاصة مع حملها لاسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي زاد من أهمية وقيمة هذا المشروع الرائد. جاء ذلك خلال الاجتماع الأول الذي عقدته اللجنة في مقر مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية برئاسة معالي رئيس المدينة الدكتور محمد بن ابراهيم السويل، وحضور سمو نائب رئيس المدينة لمعاهد البحوث الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود ومعالي الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد بن عبدالله السماري ومعالي المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، وعدد من أصحاب السعادة الوكلاء في وزارات التعليم العالي، والشؤون الإسلامية، والتربية والتعليم والثقافة والإعلام، والاتصالات وتقنية المعلومات. واطلع أعضاء اللجنة على الخطوات التي تمت في هذا المشروع، وناقشوا مساهمة الجهات المعنية، ودورها في مشاريع المبادرة المقترحة، إضافة إلى توزيع الأدوار والمهام بين هذه الجهات، بحيث تتولى جهة واحدة مشروعاً واحداً على الأقل من مشاريع المبادرة وتساهم فيه بشكل رئيسي، مع أهمية التنسيق المستمر لتضافر الجهود ومنع الازدواجية في هذا الخصوص. واستعرض الأعضاء تجارب الجهات المشاركة فيما يتعلق بالمحتوى العربي والاستفادة من التقنيات الحديثة وأوعية المعلومات في دعم هذا المحتوى، والمشاكل والصعوبات الفنية والمادية التي اعترضت طريق هذه المشاريع في وقت سابق والحلول العملية لهذه العقبات. وقدم المشرف على معهد بحوث الحاسب والإلكترونيات في المدينة الدكتور محمد الكنهل عرضاً تطرق فيه إلى بعض الإحصاءات حول واقع المحتوى العربي حيث تنخفض نسبة استخدام الانترنت في العالم العربي لتصل إلى 7% بينما تبلغ النسبة في السعودية 26% من السكان أكثر من نصفهم يتعاملون مع الانترنت بشكل يومي، كما يبلغ مستخدمو الحاسب في المملكة الذين يستعملون أنظمة تشغيل بواجهات عربية فقط نحو 70%. وفيما يخص المحتوى العربي والإسلامي في الانترنت أوضح الكنهل أن المحتوى العربي لا يزيد عن 0.3% من محتوى الانترنت، وهو مالا يتناسب مع عدد السكان العرب الذي يصل إلى 5% من إجمالي سكان العالم، كما يفتقد المتصفح العربي إلى الأدوات المساعدة على التصفح مثل محرك بحث عربي، ترجمة آلية، قواميس. وتناول الدكتور الكنهل عدداً من عوامل ضعف المحتوى العربي ومنها عدم وجود استراتيجية خاصة بالمحتوى العربي، ضعف جهود البحث والتطوير في استخدام اللغة العربية وتطوير أدواتها الحاسوبية، ضعف البيئة المحفزة لتطوير وصناعة المحتوى، مشيراً إلى أن هذا الضعف نتج عنه آثار تتمثل في ضعف الاستفادة من الانترنت في تطوير التعليم والاقتصاد في العالم العربي، إضافة إلى عدم استفادة معظم الناطقين باللغة العربية الاستفادة المثلى من الانترنت. وأوضح أن مبادرة المحتوى العربي جاءت بدعم من خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - لتوظيف تقنية المعلومات في خدمة اللغة العربية ولتعزيز حضور اللغة العربية في جميع الميادين بما في ذلك وسائل الاتصال والإعلام والإنترنت وفي مجال العلوم والتقنية، وتشرف على تنفيذها المدينة بالتعاون مع الجهات المعنية.