اختتمت اليوم أعمال الندوة الدولية الثانية عن الحاسب واللغة العربية التي نظمتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين ؛ بثلاث جلسات تضمنت العديد من أوراق العمل قدمها عدد من المتحدثين والخبراء المختصين في مجال الحاسب واللغويات واستهدفت في المجمل بحث ومناقشة مشروع المحتوى العربي على الانترنت ، واختتمت بحلقة نقاش عن مبادرة الملك عبدالله للمحتوى العربي على الانترنت . وشهد اليوم الأخير تكريم الفائزين في مسابقة إثراء المحتوى العربي التي نظمتها مبادرة الملك عبدالله للمحتوى العربي بالتعاون مع شركة google عبر موقع جوجل نول حيث قام معالي رئيس المدينة الدكتور محمد بن إبراهيم السويل بتوزيع الجوائز على المكرمين ، ومن ضمنهم مجموعة من أعضاء هيئة التدريس والطلاب بجامعتي الملك سعود والملك فهد للبترول والمعادن، كما كرم معاليه المراكز الصيفية الفائزة في مسابقة أفضل مجلة إلكترونية، والتي نظمتها المدينة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم. واستهل رئيس المجمع الجزائري للغة العربية الدكتور عبدالرحمن الحاج صالح أعمال اليوم الثاني بورقة تناول فيها موضوع (الهوية والإبداع بالذخيرة العربية)، حيث ذكر بأن اللغة تحمل هوية من يتحدث بها إلا أن الهوية بدون تميّز في الإبداع قد يجعلها تنغلق على نفسها ، مشيراً إلى أن أحسن حافز للإبداع مع المحافظة على الهوية هو إعطاء الفرصة لكل مواطن عربي لكي يصل إلى المستوى الثقافي والعلمي المطلوب، فإذا تحقق ذلك – والتعليم كما هو الآن غير كافٍ - فهؤلاء، سيصير منهم، إن تكفلت الدولة بهم نخبة المخترعين من العلماء. وأضاف بأن أفضل وسيلة للوصول إلى هذا المستوى المطلوب هو الانترنت العربي وهو ما يسمى بالذخيرة العربية، والهدف منه هو أن يُجيب عن أي سؤال يلقيه عليه المواطن العربي في ميدان العلوم والتكنولوجيا وكذلك التراث باللغة العربية، ويستطيع أن يتعامل معه كل مواطن مهما كان مستوى تعليمه، وشدد على أن هذا المشروع صار حقيقة إلا أنه يحتاج أن تتضافر فيه الجهود لينضج ويكتمل، وبه سيكون المحتوى الرقمي العربي قريباً أو مساويا للمحتوى الإنكليزي كمًا وكيفًا. ودعا الحاج الباحثين العرب إلى الالتفات إلى النظريات العربية في تحليل اللغة والاهتمام بها مشيراً بأن لهذا المشروع علاقة بالحاسوبيات واللسانية خاصة وهو ميدان سيغطي مساحة كبيرة من الاهتمامات العلمية ويتطلب اللجوء إلى نظرية خاصة بالعربية ، واختتم ورقته بعرض بعض المبادئ الأساسية لتحليل العربية اختص بها العلماء العرب. تلا ذلك انعقاد الجلسة الأولى برئاسة الدكتور عبدالملك السلمان من جامعة الملك سعود لمناقشة موضوع (الرقمنة والوصول) من خلال ورقة عمل ألقاها خبير تقنية المعلومات الدكتور نبيل علي بعنوان (خارطة الطريق نحو صناعة محتوى عربي)، عرض خلالها رؤية مستقبلية لمنظومة صناعة المحتوى العربية، شملت مهام الاقتناء والإعداد والرقمنة وتعزيز المحتوى بالقيمة المضافة، وكيفية حماية حقوق موردي المحتوى ومستهلكيه ، كما قام بتقديم نظرة أشمل للمحتوى الرقمي المولد بشرياً وآلياً، وركز على كيفية لحاق العرب بتكنولوجيا "الويب الدلالي" وما يتطلبه من نظم ذكية لمعالجة اللغة العربية آلياً. وناقشت الجلسة الثانية التي ترأسها الدكتور سليمان عبدالعزيز مرداد من هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات موضوع (المحتوى المتخصص) من خلال ثلاث أوراق عمل، ألقى الورقة الأولى بيير اسكايتش مدير عام عمليات استديوهات الإنتاج بشركة يوبي سوفت تحت عنوان (صناعة المحتوى الترفيهي) وسرد فيها نبذة تاريخية عن صناعة المحتوى الترفيهي، ثم انتقل إلى الحديث عن واقع صناعة المحتوى الترفيهي، كما تطرق إلى متطلبات عملية تطوير صناعة المحتوى الترفيهي وبنيتها التحتية، واختتم ورقته بالحديث عن أفضل الممارسات المتبعة لتطوير الموارد البشرية. وقدم ورقة العمل الثانية محرر النشر بدار شبرنغر للنشر كريستوفر بندال تحت عنوان (كتب إليكترونية : مستقبل النشر)، تحدث فيها عن الخطوة التي قامت بها شركة شبرينغر للنشر العلمي في عام 2005م وهي توفير جميع عناوينها القادمة والماضية إلكترونياً، وأكد على أن شبرينغر أصبحت تتمتع اليوم بنصيب الأسد من سوق الكتاب الإلكتروني للمحتوى الأكاديمي؛ لكونها أول ناشر علمي يقدم على هذه الخطوة، مشيراً إلى تطور برنامج شبرينغر للكتاب الإلكتروني. وألقى وكيل وزارة الثقافة والإعلام المساعد للتخطيط والدراسات، والمشرف العام على تقنية المعلومات الدكتور عبدالعزيز الملحم ورقة العمل الأخيرة في هذه الجلسة تحت عنوان (الإعلام الرقمي) استعرض فيها أبعاد الإعلام الجديد ومردوداته والتحديات التي تواجهه وبالأخص بناء وضعف المحتويات والأوعية الإعلامية العربية. وما هي السبل للتغلب علي هذه التحديات. وأدار الدكتور سعد القصبي من الشركة الفنية لتوطين التقنية الجلسة الأخيرة في الندوة والتي تناولت الجهود الدولية والإقليمية من خلال ثلاث أوراق عمل، تناولت الورقة الأولى المبادرات الدولية في صناعة المحتوى، وقام بإلقائها مدير شركة ريد تيك للاستشارات إيف تشنت، حيث تحدث فيها عن دور شركة آي تي إس وريد تيك للاستشارات في مبادرة الملك عبدالله للمحتوى العربي التي تشرف على تنفيذها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية . وذكر تشنت بان شركة ريد تيك تقوم بصياغة استراتيجية المبادرة، كما تقوم بإجراء عملية قياس لتحديد ما تقوم به الدول الرائدة على المستوى الوطني لتسريع وتيرة النمو في إنتاج واستخدام المحتوى الرقمي، حيث اختارت تسع دول لتجري فيها عملية القياس وذلك باستخدام مجموعة من المعايير منها الديموغرافيا، ونضج سوق المحتوى الرقمي، وتطوير البنية التحتية، والقيادة الحكومية في تعزيز المحتوى، واختتم ورقته بالحديث عن النتائج الأولية لعلمية القياس وتطبيقاتها المحتملة في المملكة العربية السعودية التي تسعى إلى تحويل نفسها إلى مجتمع معلوماتي. وقدم منسق البرامج العلمية في المنظمة العربية للثقافة والتربية والعلوم الدكتور أمين قلق في الورقة التالية بعنوان ( تجربة إقليمية في تطوير أدوات المحتوى )، عرضاً لتجربة علميةً مثيرةً ترمي إلى تشجيع العاملين في حقل المعالجة الآلية للغة العربية، حيث قامت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بالاتصال بعدد من الجهات العلمية، من داخل وخارج المنطقة العربية التي تعمل على تطوير محلِّلٍ صرفي للغة العربية، ثم نظمَّت اجتماعًا لتمكين الباحثين من عرض محللاتهم الصرفية في مجمع اللغة العربية بدمشق، وبعد ذلك وُزعت عليهم أمثلةٌ لاختبار هذه المحللات، وعُيِّنت لجنة تحكيم لاختيار أجود هذه المحلِّلات. أما الورقة الأخيرة فألقاها مستشار معالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات والمشرف على أمانة الخطة الوطنية للاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور محمد القاسم تحت عنوان ( جائزة التميز الرقمي ودعم المحتوى العربي )، تحدث فيها عن هذه الجائزة التي وضعتها وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في عام 1426ه لمواقع الإنترنت ذات المحتوى العربي؛ بغية تكثيف الوجود العربي على الشبكة العالمية للمعلومات، وتحقيقاً لأهداف الخطة الوطنية للاتصالات وتقنية المعلومات، وتطرق إلى الهدف منها وهو تشجيع المبادرات التي تسهم في إثراء المحتوى العربي الرقمي، إضافة إلى نشر الوعي بأهمية وجود مواقع متميزة باللغة العربية لخدمة المجتمع، وأكد الدكتور القاسم أن هذه الجائزة ساهمت خلال السنوات الماضية في إثراء المحتوى العربي على الإنترنت وذلك بتكريم المواقع المتميزة ونشرها، كما ساعدت على وضع معايير جودة لمواقع الإنترنت تستفيد منها الجهات الحكومية والقطاع الخاص عند تطوير مواقعها الإلكترونية. واختتمت أعمال الندوة بحلقة نقاش مطولة عن ( مبادرة الملك عبدالله للمحتوى العربي ) أدارها المشرف على معهد بحوث الحاسب والإلكترونيات بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد الكنهل .