أكد رئيس وأعضاء اللجنة الإشرافية العليا لمبادرة الملك عبد الله للمحتوى العربي على أهمية تضافر جهود الجهات المعنية بهذا المشروع الوطني لصناعة محتوى عربي متميز، يتناسب مع الأهمية البالغة لهذه المبادرة جاء ذلك خلال الاجتماع الأول الذي عقدته اللجنة حيث اطلع أعضاء اللجنة على الخطوات التي تمت في هذا المشروع، وناقشوا مساهمة الجهات المعنية، ودورها في مشاريع المبادرة المقترحة، إضافة إلى توزيع الأدوار والمهام بين هذه الجهات، بحيث تتولى جهة واحدة مشروعاً واحداً على الأقل من مشاريع المبادرة وتساهم فيه بشكل رئيسي، مع أهمية التنسيق المستمر لتضافر الجهود ومنع الازدواجية في هذا الخصوص . واستعرض الأعضاء تجارب الجهات المشاركة فيما يتعلق بالمحتوى العربي والاستفادة من التقنيات الحديثة وأوعية المعلومات في دعم هذا المحتوى، والمشاكل والصعوبات الفنية والمادية التي اعترضت طريق هذه المشاريع في وقت سابق والحلول العملية لهذه العقبات . وقدم المشرف على معهد بحوث الحاسب والإلكترونيات في المدينة الدكتور محمد الكنهل عرضاً تطرق فيه إلى بعض الإحصاءات حول واقع المحتوى العربي حيث تنخفض نسبة استخدام الانترنت في العالم العربي لتصل إلى 7% بينما تبلغ النسبة في السعودية 26% من السكان أكثر من نصفهم يتعاملون مع الانترنت بشكل يومي، كما يبلغ مستخدمي الحاسب في المملكة الذين يستعملون أنظمة تشغيل بواجهات عربية فقط نحو 70% . وفيما يخص المحتوى العربي والإسلامي في الانترنت أوضح الكنهل أن المحتوى العربي لا يزيد عن 0.3% من محتوى الانترنت، وهو مالا يتناسب مع عدد السكان العرب الذي يصل إلى 5% من إجمالي سكان العالم، كما يفتقد المتصفح العربي إلى الأدوات المساعدة على التصفح مثل محرك بحث عربي، ترجمة آلية، قواميس . وتناول الدكتور الكنهل عدداً من عوامل ضعف المحتوى العربي ومنها عدم وجود إستراتيجية خاصة بالمحتوى العربي، ضعف جهود البحث والتطوير في استخدام اللغة العربية وتطوير أدواتها الحاسوبية، ضعف البيئة المحفزة لتطوير وصناعة المحتوى، مشيراً إلى أن هذا الضعف نتج عنه آثار تتمثل في ضعف الاستفادة من الانترنت في تطوير التعليم والاقتصاد في العالم العربي، إضافة إلى عدم استفادة معظم الناطقين باللغة العربية الاستفادة المثلى من الانترنت. واستعرض الكنهل أهداف المبادرة ومكوناتها إضافة إلى دور مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية التنظيمي للمبادرة، ودعم مشاريعها البحثية، والبحث والتطوير في المحتوى العربي، فضلاً عن كونها حاضنة لمبادرات الأعمال في مجال المحتوى الرقمي .