اختلف معرض البناء الذي أقيم في الرياض الأسبوع الفائت، في تقييم واقع سوق البناء، وتوقع استقرار أسعاره، إلا أنهم أجمعموا على ضرورة إطلاق مؤشر لأسعار مواد البناء مثل الطوب، والرخام، مواد البلاستك، ومواد الكهرباء والسباكة. في بداية جولة "الرياض" قال ابراهيم سلطان الماضي، إن الأسعار مرتفعة بشكل عام، وقد يصعب على الأشخاص شراء مستلزمات البناء، ولكنني أتوقع أن يكون هنالك انخفاضا في الأيام القلية القادمة في معظم مواد البناء لأسباب عديدة أهمها حالة العزوف الجماعي- التي تراها- من المواطنين عن عمليات الشراء بسبب موجة الغلاء. ويضيف الماضي كنت أتوقع أن تقوم الشركات بعمل تخفيضات لمساعدة المواطنين لتشجيعهم على البناء، خاصة ونحن في معرض كبير يضم شركات عديدة ومن دول مختلفة، ولكن للأسف هذا لم يحدث، ونحن كمواطنين- وانتم تشهدون ذلك- في حالة ترقب لما ستسفر عنه الأيام القادمة التي قد تأتي بخير. ويقول عبدالله الحسن: لقد فاجأتنا الأسعار حقيقة ولم نتوقع هذا الارتفاع، خاصة بعد حالة الكساد التي يمر بها العالم كله مما أدى لهبوط أسعار حديد التسليح وكذلك الاسمنت، وكنا نتوقع أن يمتد الانخفاض ليشمل مدخلات عمليات البناء (سيراميك-رخام-دهانات-أخشاب-أدوات صحية.. وغير ذلك). ورغم ذلك أجد أن هذا المعرض امتاز بعدد العارضين وتنوعهم وجنسياتهم، وهذا يدل على قوة الاقتصاد الوطني وجاذبيته. ويقول محمد بن خالد: بداية اشكر حكومة خادم الحرمين الشريفين لما تقدمه بالفعل مما جعل البلاد في حالة امن اقتصادي لم تتأثر بالهزة المالية العالمية، وارى أن قوة الاقتصاد الوطني مع حالة الركود التي تشهدها الأسواق العالمية سيكون لها مردود ايجابي على المواطن الراغب بالبناء، فالأسعار التي نراها وان كانت مرتفعة بعض الشيء إلا أنها أفضل كثيرا من الشهور القليلة التي مضت ونتمنى المزيد. ويقول سلطان الدغيثر وهو من المختصين في مواد البناء: رغم ضخامة هذا المعرض وتنوعه إلا أن المواطن العادي لم يشعر بتحسن في الأسعار، بل أن السلعة الواحدة تجدلها أكثر من سعر، وكل شركة أو مصنع تضع سعرا مرتفعا مختلفا عن الشركات الأخرى، فرأينا التنافس- من وجهة نظري- في ارتفاع الأسعار وليس في انخفاضها وان التنافس بين الشركات كان في زيادة أسعار مواد البناء بشكل كبير، وأنت كما ترى سلعة مثل الطوب انظر إلى سعر نوع معين هنا، واذهب إلى شركات أخرى سترى تفاوتا كبيرا، ومع ذلك نرى أن اقل الأسعار مازالت مرتفعة ولا تناسب حالة السوق، إلا إذا كانت هذه الشركات ترى في قوة الاقتصاد السعودي متنفسا لها لترفع من أسعارها وتستفيد من الطفرة الاقتصادية التي تشهدها المملكة. هذا التباين بين وجهات النظر امتد أيضا إلى شخصيات من جنسيات مختلفة زارت المعرض وكان لها بعض الآراء، ويقول محمد بشانق وهو صيني يتكلم اللغة العربية بطلاقة: الأسعار جيدة مقارنة في بلدان أخرى في أوروبا مثلا، وارى أنها مناسبة في ظل حالة الكساد العالمي التي تضرب العالم حاليا.. خاصة سوق البناء والرهن العقاري في أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية، وان حالة الحذر التي تنتاب الجميع أثرت إيجابا على أسعار المعرض التي أجدها مناسبة، وربما تشهد الأيام القلية القادمة انخفاضا خاصة في حديد التسليح بعد أن انتهت بكين من الدورة الاولمبية وبناء أكثر من 20مدينة صناعية في وقت واحد جعلتها تسحب كل حديد التسليح من العالم كله، ولكنها الآن بعد أن انتهت من مشروعاتها استقر سعر الحديد فلم يعد عليه سحب، بل أن الصين اتجهت إلى تصدير المواد الخام الداخلة في صناعة حديد التسليح، مما اثر على انخفاض أسعاره عالميا.