باشرت وزارة التجارة والصناعة تحركات مكثفة لتطويق أزمة ارتفاعات في قطاع البناء والتشييد، بعد أن اقتفت أسعار الطوب الأحمر أثر سلعة الحديد في الارتفاع. وفيما نشرت الوزارة مراقبيها عبر مختلف فروعها في المملكة أمس، على محال بيع حديد البناء لضبط محتكري الحديد الذين يمتنعون عن بيعه للمواطنين، تستعد حاليا لتحضير اجتماع مع أصحاب مصانع الطوب الأحمر لمعرفة أسباب ارتفاع الأسعار. وتوعدت الوزارة المحتكرين والمتلاعبين بالأسعار الذين يمتنعون عن بيع الحديد على المستهلك رغم توافره، بإنزال أشد العقوبات التي نص عليها النظام في حقهم. ويأتي هذا الإجراء من وزارة التجارة والصناعة بعد أن توافرت لديها معلومات مؤكدة عن وجود تلاعب بأسعار الحديد، ما يعني أن نسبة من الارتفاعات الأخيرة في الأسعار ليست لها علاقة بأمور العرض والطلب. وكشف ل«عكاظ» مسؤول رفيع في وزارة التجارة والصناعة أمس، أن ارتفاع أسعار حديد البناء يعود لأسباب محلية وأخرى عالمية. وأشار في تصريحات خاصة ل«عكاظ» إلى ارتفاع أسعار الخردة (السكراب) من 280 دولارا للطن في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إلى 395 دولارا للطن في مارس (آذار) الجاري أي بنسبة ارتفاع 41 في المائة، وكذلك ارتفاع أسعار كتل الصلب في الأسواق العالمية من 430 دولارا للطن في أكتوبر 2009 م إلى 620 دولارا في مارس الحالي، أي بنسبة ارتفاع 44 في المائة . وقال إن حديد التسليح شهد زيادة نسبتها 37.6 في المائة، حيث كان سعر الطن 465 دولارا في 2009م، ووصل سعره إلى 640 دولارا في مارس الحالي «على ظهر السفينة» بخلاف أجور التفريغ والرسوم «النولون» وغيرها «رسم الحماية». وشدد المسؤول على أنه رغم هذا الارتفاع في الأسعار العالمية إلا أن الزيادة في أسعار الحديد في السوق المحلية لم تتجاوز 200 ريال في الطن، معتبرا أن هذا الارتفاع «ناتج عن زيادة الطلب في السوق المحلية نتيجة النهضة العمرانية التي تشهدها المملكة خلال الأعوام الأخيرة». من جانب آخر، شهدت سوق مواد البناء ارتفاعا في أسعار البلوك والطوب الأحمر بنسبة 8.3 في المائة خلال الأسبوعين الماضيين، إذ وصلت الزيادة إلى 200 ريال لكل 1000 طوبة، دون أي تبرير منطقي لهذه الزيادة من جانب المصانع والشركات المنتجة. قال ل«عكاظ» عدد من المتعاملين في بيع وشراء الطوب أن سعر ال 1000 طوبة كان 2400 ريال قبل أسبوعين، ليرتفع السعر حاليا إلى 2600 ريال، معللين ذلك بزيادة الطلب على الطوب مع انتعاش عجلة البناء. وقالوا إن الطلب المرتفع واتساع الحركة العمرانية، مقابل عدم مواكبة إنتاج المصانع لتلك الحركة النشطة، جعل بعض المصانع ترفع أسعارها، لتصل إلى 2600 ريال، بعدما كانت تبيع ال 1000 طوبة في فترة سابقة بما يتراوح بين 2300 إلى 2400 ريال في مكةالمكرمةوجدة. لكن الأمر كان مختلفا في المدينةالمنورة، حيث بقيت أسعار الطوب والبلوك على حالها دون تغيير، حيث يرى المهندس فريد ميمني مدير مصنع الطوب في المدينةالمنورة أن الأسعار في طيبة كما هي 2100 ريال دون أية زيادة حدثت، وإنما الارتفاع في جدة. وقدر المتعاملون في السوق كميات بيع الطوب الأحمر في جدة بما يفوق 80.000 طوبة يوميا.