أن نقول بأن الملك عبدالله بن عبدالعزيز وفي زمن وجيز يسخر كل إمكانيات الدولة الاقتصادية لكي يبني بقوة ترسيخ طرق وصول المجتمع إلى مستوى التفوق المتعدد القدرات بشرياً والمتعدد المصادر اقتصادياً.. حتى يتبين المواطن عملياً أنه وهو القريب العهد بالبداوة هو أيضاً القريب القدرة في الوصول إلى مستوى يخرج به من دائرة العالم الثالث، هذا التعبير المموه الذي تختلط به الأصفار مع الأرقام، لكن شعوباً واعية رفضت الضياع في هذا الخليط، فكان أن تعملقت الصين وفعلت ذلك الهند وماليزيا نموذج إسلامي مشرف.. يخرج من دائرة العالم الثالث إلى قوى البروز الاقتصادي والعلمي بوجاهات كفاءات أكاديمية العلوم والثقافات.. ولن يحدث ذلك إلا عبر نزاهة توظيف رأس المال وأهلية التعليم المتعدد التخصصات حتى تتوفر كفاءات قيادات المجتمع عبر أهلية التخصصات.. الملك عبدالله لم يفتتح مجرد جامعة بنات ولكنه فتح الطريق الأكاديمي للمرأة كي تشارك في قيادة المجتمع عبر أكبر مرجع تأهيلي على مستوى العالم.. وليس هذا كل شيء.. هل نذكر جيداً ما قيل عنا؟.. في الوقت الذي نحن فيه "أنجح" دولة في مواجهة الإرهاب بشهادة الدول الكبرى وبالشهادات العملية من حالات المواجهة الناجحة.. والإرهاب وليد الانغلاق الديني، ومع ذلك وجدت آراء في أكثر من دولة عربية تقول إعلامياً إن المملكة تصدر انحرافات الرأي الديني وتزمته فيما قالوا عنه "الوهابية". هل هذا صحيح؟.. بالطبع لا.. تلقيننا الأول لأفكار الانغلاق إنما أتى وافداً من خارج حدودنا.. ثم ماذا في تاريخنا من شواهد تؤكد أننا قاومنا بساطة التفكير المحلي وعزلته القديمة عن واقع المتغيرات الحضارية بخطوات شجاعة وحاسمة.. ماذا لو أن الملك عبدالعزيز - رحمه الله - قَبِل أن يكون شيخ قبيلة فأرضى المعترضين على الجديد العلمي بالاعتزال معهم.. لم يفعل ذلك.. بل فرض الجديد الحضاري آنذاك.. والآن ونحن نتحدث عن جامعة البنات باسم الرائدة نورة بنت عبدالرحمن في أكبر صرح أكاديمي عالمي ألم نذكر كيف هبّت العواصف المنغلقة ضد افتتاح مدرسة ابتدائية للبنات؟.. معظمنا عاصر تلك المرحلة وقد كان للملك فيصل - رحمه الله - بعد نظره وشجاعة آرائه لضرورات قيادته.. الآن خلف الرجل الذي فتح كل الآفاق كي يكون مجتمعنا في حجم مختلف تماماً عن غيره نجد أننا أصبحنا نوجه الزمن مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز كي نكون أكثر ولاءً لأنفسنا وأكثر أهمية عند غيرنا وأكثر اطمئناناً إلى تعدد قدرات مصادر تميزنا.. تحية للرجل الذي تعدد حضوره القيادي في أكثر من هدف في عصر يتطلب ذلك، وفي ظروف ما لم نستخدم فيها سريعاً حجم قدرتنا فإننا نضيع فرصنا النادرة.. لكن عبدالله بن عبدالعزيز هو ما هر قيادة الفرص النادرة إلى أهدافها الناجحة..