{ المرأة السعودية متى ما أتيحت لها الفرصة أنجزت وأبدعت، الدكتورة سمية اليوسف مهنية ذات تطلعات عالية ومعرفة تسندها خبرة عملية لمدة 20 سنة في مجال التربية مع تركيز كبير على قيادة وإدارة المدرسة وتصميم وتنفيذ المنهج الدراسي. إضافة إلى ذلك تملك القدرة على تدريب هيئة التدريس في مجالات واسعة من المنهج المدرسي. لديها خبرة عالمية واسعة في مجال التربية في المملكة المتحدة والشرق الأوسط والولاياتالمتحدة الأميركية. استطاعت بحكمتها أن تتجاوز بأكاديمية الملك فهد في لندن الكثير من الصعوبات وأن تصنع لها حضوراً يليق بمكانة المملكة عالمياً ويتماشى مع تنوع ثقافات المجتمع البريطاني. الدكتورة سمية ابنة المنطقة الشرقية لها أكثر من عقدين من الزمان وهي تعيش خارج المملكة لكن الوطن يسكن تفاصيلها دائماً، شخصيتها قوية ورؤساؤها يثقون فيها ثقة مطلقة لذا هي لا تخذلهم دائماً، تختلف كثيراً، ولكن في النهاية النجاح هو عنوان عملها والانجاز هو هويتها... تنهج التغيير كثيراً وتجعله يتم في صورة تواكب المستجدات حولها، فهي نشأت وتعلمت في بيئة متعددة الثقافات لذا تعرف كيف تقود الدفة جيداً... فإلى تفاصيل الحوار: { لندن - خالد الباتلي ماذا أكسبك الترحال في تعرفك على المجتمعات الأخرى باكراً؟ وهل انتابتك الدهشة أم تكيّفت سريعاً معها؟ - أكسبني الترحال خبرات متعددة، وعرّفني على حضارات مختلفة، وإن أصابتني الدهشة في البداية، ولكن تفهمي لقيم المجتمع الآخر ساعدني على التكيف بسرعة. أنت ابنة المنطقة الشرقية... لكن البعض يفتقد اللكنة الشرقية في صوتك.. هل تحنين إليها؟ - لا أفتقر إلى اللكنة الشرقية، ولكن ألجأ إلى استخدام اللغة العربية الفصحى مع الآخرين، لكونها اللغة المشتركة بين الجميع. التحدي جزء من العمل يرى بعضهم أنك تعشقين التحدي كثيراً... هل أتعبك ذلك أم منحك صلابة أكثر؟ - أعتبر التحدي جزءاً من العمل، فللإدارة التعليمية تحديات مميزة تعمل على صقل الشخصية وإعطاء الخبرات. مشوار الدراسات العليا... هل لنا في مختصر عنه؟ وأي محطاته كانت الأصعب عليك؟ - أول التحديات كان متمثلاً في الاعتماد على النفس، إذ إنني خرجت من مدينة صغيرة إلى عالم واسع ذي حضارة مختلفة تماماً عما اعتدت عليه. ففي الولاياتالمتحدة الأميركية أتممت تحصيلي للبكالوريا والماجستير. وربما كانت الفترة الأكثر تحدياً بالنسبة إليّ التي كنت أحضّر فيها لشهادة الدكتوراه خلال فترة عملي (بدوام كامل) في أكاديمية الملك فهد، واغترابي في مقتبل العمر أضاف أيضاً بعض التحديات لتلبية واجباتي العائلية بجانب المهنية منها والتعليمية. ولكن التحدي الأكبر والملازم بقي متجسداً في إدارة معطيات الحياة عموماً. لماذا كان اختيارك للصحة المدرسية تخصصاً للدراسة؟ - كان سبب اختياري للصحة المدرسية مجالاً للتخصص افتقار مناهجنا إلى التوعية الصحية المدرسية في ذلك الوقت، والتي هي أساس لقدرة الطلاب على التعلم واستيعاب المعلومات، وهناك علاقة متبادلة بين الصحة والتعليم، فليس من الممكن أن نتعلم عندما نفتقر إلى الصحة والعكس صحيح. فعندما تنعدم التوعية التربوية بالأمور الصحية يؤثر ذلك في حياتنا وتقدمنا. كيف تصفين حال الصحة المدرسية في مدارسنا؟ - نظراً إلى بعدي حالياً عن تفاصيل محتوى برامج الصحة المدرسية في المملكة يصعب عليّ التعليق الموضوعي على ذلك. إلا أنني يمكنني أن أذكر في هذا السياق أن عدداً من البرامج المطبقة حالياً في الأكاديمية تخدم هذا المجال. من أهم هذه البرامج مركز الأميرة فدوى بنت خالد بن عبدالله الرئيسة الفخرية لأكاديمية الملك فهد في لندن، والذي يلبي الحاجات التعليمية الخاصة والمتعددة لطلاب الأكاديمية. بعضهم يرى أنك مشروع قيادة نسائية وطنية لم يكتمل؟ - أنا أمثّل قيادة نسائية سعودية في مجال التعليم الدولي خارج المملكة ولقد أثبتُّ نفسي في إدارة وقيادة هذه المؤسسة التعليمية بحسب المعايير الدولية، ولله الحمد، وأسعى دائماً إلى الأفضل، والكمال لله وحده. هل تشعرين بأنه كان بالإمكان أفضل مما كان؟ - دائماً بالإمكان أن نكون أفضل مما نحن عليه، ففي مجال التعليم يجب أن يكون هناك تطلع إلى ما هو أفضل مهما كانت جودة الخدمة التي تقدمها المؤسسة التعليمية، وذلك يعتمد بشكل أساسي على الحاجات التربوية للطلبة فهي التي تفرض التطوير في المناهج والطاقم التعليمي والإداري. انتقالك للعمل في أكاديمية الملك فهد في لندن... هل هو هروب من جو العمل في المملكة أم البحث عن فرصة أخرى للعمل؟ - عملي في أكاديمية الملك فهد كان فرصة لخدمة أبناء الوطن في الخارج والمساهمة في تربية أجيال المستقبل وليس هروباً من العمل في المملكة بل أتمنى أن تسمح لي الظروف في المستقبل وأعود لأرض الوطن الحبيبة للعمل هناك. كيف استقبل المجتمع اللندني امرأة سعودية تقود صرحاً تعليمياً؟ - المجتمع المحلي هنا في لندن يحترم الكفاءات، وأي قيادة تثبت كفاءتها وقدرتها على قيادة إدارة المؤسسة التعليمية تحصل على دعم المجتمع المحلي وتقبله لها. وسبقتني الأخت الكريمة الدكتورة ابتسام البسام في قيادة الأكاديمية بنجاح. كيف استطاعت الأكاديمية تجاوز عقبات تهم الإرهاب في مناهجها مع الحكومة البريطانية؟ - استطاعت الأكاديمية تجاوز تلك العقبات بالالتزام بالشفافية واحترام القوانين السائدة في البلد المضيف والترحيب بمن يود زيارتها والاطلاع على برامجها التربوية. كما أنه كان لنشاطات تعزيز واحترام الأديان والحضارات الأخرى - كدعمنا للمؤسسات الخيرية المحلية وكذلك برامج الخدمة الاجتماعية لطلابنا - كبير الأثر في توضيح فلسفتنا التربوية. هل استطاعت الأكاديمية أن تفرض نفسها في المجتمع البريطاني؟ - للأكاديمية تاريخ طويل في هذا المجتمع فهي مؤسسة يقارب عمرها 24 عاماً، ومعروفة لدى المجتمع المحلي بأنها مؤسسة خيرية تربوية ذات طابع دولي تخدم أبناء الديبلوماسيين السعوديين والعرب وأبناء الجالية المسلمة في لندن وضواحيها. والأكاديمية تمثل حلقة وصل قويةً بين بلادنا وبريطانيا. وإدراكاً منها لهذا الدور، فإن الأكاديمية تنظم في كل عام عدداً من نشاطات التواصل مع المجتمع لتنمية حس طلابها بمسؤولياتهم الاجتماعية، وتعريف المجتمع البريطاني بالقيم الرفيعة التي يدعو إليها الدين الإسلامي السمح والتي تعد جزءاً من حياة أبناء العالم العربي والإسلامي. وتتبع الأكاديمية إدارياً السفارة السعودية في المملكة المتحدة كما تتبع للمجلس الأوروبي للمدارس الدولية والمدارس السعودية في الخارج في النواحي التعليمية. ويحرص السفراء السعوديون على متابعة فعاليات «الأكاديمية» شخصياً، من خلال زيارات لها والتواصل مع القائمين عليها. وحرص السفير السعودي لدى المملكة المتحدة وايرلندا، الأمير محمد بن نواف، على تفقد الأكاديمية والمشاركة في فعالياتها. الهوية السعودية برنامج البكالوريا في الأكاديمية... هل أفقدها الهوية السعودية؟ - من ميزات برنامج البكالوريا الدولية تعزيز هوية الطالب والمؤسسة، وهو أحد الأسباب الرئيسية في تبني أكاديمية الملك فهد لهذا المنهج الدولي. إضافة إلى كونه يُعِد الطلاب ويصقل شخصياتهم للتفاعل مع مختلف الحضارات بتفهم وإيجابية. كما أنه يشجع الطلاب بأن يكونوا متعلمين نشطين ويساعدهم على الانخراط في الحياة العملية من دون عناء. وحيث إن أبناء الديبلوماسيين فئة مهمة في الأكاديمية فالبرنامج يسهّل عليهم الدراسة عند الانتقال من دولة إلى أخرى. لماذا يشتكي بعض أولياء الأمور من توجهات الأكاديمية الجديدة... هل ترين في شكواهم ما يستحق أم أنها مجرد حالات فردية؟ - التغيير في حد ذاته يخلق تحديات أمام جميع منسوبي المؤسسة من طلاب وأولياء أمور وهيئة تعليمية وإدارية وكل شكوى لها خصوصيات تستحق النظر فيها. أما توجهات الأكاديمية الجديدة فلم يُتّخذ قرار بشأنها إلا بعد دراسة مستفيضة. يرى بعضهم أن الأكاديمية لا بد من أن تكون سعودية محضة في كل فعالياتها... ما رؤيتك لذلك؟ - أكاديمية الملك فهد مؤسسة سعودية تخدم الجالية السعودية وجنسيات متعددة، ولها خصوصية دولية تتجسّد في برنامجها الأكاديمي الدولي. وتضم الأكاديمية مدرسة للبنين وأخرى للبنات والذين تتراوح أعمارهم بين 3 و18 عاماً، تقدم الأكاديمية لطلابها برنامجاً تعليمياً عالمياً يستند إلى التعاليم الإسلامية ويحرص على التوازن في تدريس اللغتين العربية والإنكليزية. كما تحترم الأكاديمية خصوصية طلابها وتؤمن بأن العملية التعليمية المثلى تنطلق من الاعتراف بهذه الخصوصية وخلق الأجواء التي تساعد كل طالبة وطالب على بلوغ أهدافهم المرجوة وتحقيق النجاح العلمي والعملي. وتسعى الأكاديمية جاهدةً لتنشئة جيلٍ منتجٍ معتزٍ بأصوله وجذوره، يقدّر ويحترم التعددية الثقافية للمجتمع الذي يعيش فيه. وتعتمد الأكاديمية منهجاً تعليمياً يستند إلى أسسٍ تضم أفضل الممارسات التعليمية من مختلف بقاع العالم. ويهدف هذا المنهج إلى الارتقاء بمستويات الأداء والتحصيل العلمي لطلاب الأكاديمية إلى أعلى المستويات. ونحن، كهيئةٍ إدارية وتربوية، نكرّس مهاراتنا وخبراتنا لتحويل منهجنا التعليمي المتوازن إلى أداة طيّعةً في أيدي معلمينا تثري نمو طلابنا الفكري والروحي. إن تكاتف جهود الهيئة التدريسية والإدارية في الأكاديمية مع أولياء أمور طلابنا هو أحد دعائم المجتمع التعليمي الذي تهدف أكاديمية الملك فهد إلى إقامته ورعايته وتطويره، ويساعد لقاء الثقافات والحضارات المتمثلة بأكثر من 37 جنسية ينتمي إليها العاملون في الأكاديمية وطلابها وطالباتها مجتمعين في خلق جوٍ منسجم غنيٍ بالفلسفات والثقافات والعادات المختلفة. العلاقة مع الآخر... لماذا لا نزال نتعامل معها بكل الحساسية؟ - ماذا نقصد بالآخر؟ هل هو المختلف حضارياً؟ إن كان كذلك فنحن كمؤسسة لا نتعامل مع الآخر بحساسية، ولكن نأخذ في الاعتبار كفاءات وقدرات الفرد المختلفة. الصراعات داخل الأكاديمية هل هناك صراعات وتكتلات داخل الأكاديمية؟ - هناك اختلاف في وجهات النظر بين أفراد أي فريق عمل، ولكن هذه الاختلافات لا تصل أبداً إلى مرحلة الصراعات أو التكتلات داخل الأكاديمية، كما أن وجود هذه الاختلافات يعتبر جزءاً طبيعياً من تركيبة فرق العمل والمؤسسات ويصب في النهاية في مصلحة الأكاديمية. ما مدى الشد والجذب بينك وبين وزارة التربية في فلسفتك في إدارة الأكاديمية؟ - لا يوجد هناك أي شد أو جذب بيني وبين وزارة التربية والتعليم في إدارة الأكاديمية، بل إن قرار تحديد استراتيجية الإدارة التربوي متروك لأعضاء مجلس أمناء الأكاديمية والذي بدوره يقوم بالتنسيق الكامل مع وزارة التربية والتعليم. وهذا القرار يخدم بشكل رئيسي العملية التربوية ورسالة الأكاديمية ورؤيتها المستقبلية. ويتلقى مجلس أمناء الأكاديمية برئاسة سفير خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز كل الدعم من المسؤولين في المملكة. ما الفرق بين التدريس في الداخل عنه في الخارج؟ - بغض النظر عن كون المؤسسة في الداخل أو الخارج فإن التدريس يعتمد على المعلم وقدراته والاستراتيجيات التعليمية التي يتبعها والمصادر التعليمية المتوافرة لديه ويعتمد بشكل رئيسي على الرؤية التربوية للمؤسسة التعليمية التي يعمل بها. هل تتدخلين في اختيار طاقم الأكاديمية أم تتكيفين مع من يُرسَل إليك؟ - معظم منسوبي الأكاديمية يتم توظيفهم بحسب إجراءات التوظيف المتبعة في البلد المضيف، وهناك عدد قليل من المعلمين الموفدين من المملكة الذي يتم اختيارهم من وزارة التربية والتعليم. يُشهَد لك بالإبداع في تكوين فرق العمل... ما خلطتك السرية في ذلك؟ - أعتمد في تكوين فرق العمل في الأكاديمية على اختيار أعضاء ذوي كفاءات عالية وتعيينهم في المكان المناسب لهم. كما أن التقليل من التسلسل الهرمي في الأكاديمية ساعد منسوبيها على امتلاك خصوصية القرارات التربوية وتحفيزهم على تبني هدف الفريق. هل مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم يشمل الأكاديميات السعودية في الخارج؟ - إن رؤية خادم الحرمين الشريفين المستقبلية للتربية والتعليم في المملكة التي تتجسد في انجازاته الواضحة وفتح المجال للحوار التعليمي سيؤدي إلى نقلة نوعية للتعليم داخل المملكة وخارجها بما فيها الأكاديمية. ماذا ينقص الأكاديميات لتمارس الركض بفاعلية في الميدان؟ - لكل مؤسسة تربوية هويتها الخاصة بها وفلسفتها التعليمية التي تميزها عن المؤسسات الأخرى ورؤيتها المستقبلية التي تحدّد مسارها التربوي. وأنا شخصياً ليس لديّ الإلمام الدقيق بكل خصوصيات الأكاديميات الأخرى، ولكن أرى أن التوجه الآن يهدف إلى عولمة التعليم والتركيز على نقاط التشابه وتفهم الثقافات والعادات والتقاليد المختلفة من دون المساس بالثوابت واعتبار الطلاب محور العملية التعليمية. دائماً الغرب ينتقد وضع المرأة السعودية... إلى ماذا تعزين ذلك؟ - ربما ما ينشر عن المرأة السعودية في الغرب تغلب عليه صيغة الانتقاد لوضع المرأة السعودية، ولكن هناك أيضاً المقالات التي تبرز انجازات المرأة السعودية. وأنا برأيي أن الإعلام الغربي لا يعطي نفسه الفرصة للتعرف على وضع المرأة السعودية داخل المملكة لذلك يقوم بانتقادها من دون التوصل إلى إبراز انجازاتها ونجاحاتها. كيف ترين تفاعل المرأة السعودية مع القضايا حولها؟ وهل تؤيدين المشاركة السياسية للمرأة السعودية؟ - من تجربتي الشخصية أرى أن المرأة السعودية إنسانة قادرة وتتفاعل بإيجابية مع القضايا من حولها، وللمرأة السعودية قدرات كغيرها من النساء في العالم. وهناك نماذج نسائية عدة تدل على أن المرأة السعودية قد أثبتت نفسها في مجالات مختلفة على مستويات محلية ودولية، وأرى دعم هذه القدرات والمهارات بكل أنواعها سياسية كانت أم غيرها لصقل هذه الكفاءات النسائية وإبرازها وغرس الثقة الكاملة في قدرات المرأة القيادية لتقوم بأداء المسؤوليات الملقاة إليها والمشاركة في بناء الوطن. بعضهم يصرُّ على أن التعليم بحاجة إلى استقلالية كاملة في الفكر والقرار... هل هذا الشيء مما يفتقده تعليمنا؟ - لتطوير أي منهج تعليمي لا بد من أن تكون هناك فلسفة تربوية واضحة ورؤية مستقبلية متفق عليها، وتعتمد بشكل أساسي على نتاجات وأهداف التعلم التي يحددها التربويون والعاملون على هذا التطوير. وللقرارات الخاصة بالمناهج التربوية خصوصياتها المرتبطة بتاريخ وثقافة الدولة التي يطور فيها ذلك المنهج. الاصلاح والتغيير والمقاومة هل خطط الإصلاح والتطوير للتعليم تصطدم بثقافات ومؤسسات تقاوم التغيير في كل شؤون الحياة؟ - لا تنحصر مقاومة الأفراد للإصلاح والتطوير على المؤسسات التعليمية فقط، ولكن هناك تحديات تواجه أي تغيير عموماً، ولا يستثنى منها المؤسسات التعليمية، وتكون هذه التحديات بحسب خصوصيات هذا الإصلاح والتطوير. لذلك يجب على كل مؤسسة أن تكون مستعدة لمواجهة هذه التحديات واعتبارها جزءاً لا يتجزأ من عملية التغيير. بيئة عمل متعددة الثقافات... لماذا تجد الرفض من بعضهم؟ - تحظى الأكاديمية بمناخ يحترم الثقافات المتعددة ويحتفي بها، ويعتبر تعدد الثقافات تعدداً لروافد إثراء للمؤسسات التعليمية، إضافة إلى ذلك فإن العمل في مثل هذه المؤسسات يتطلب وعياً وحضوراً وجهداً، لكي نستطيع التعامل مع الآخرين ونفهم طريقتهم في العمل، وأيضاً لنكون أفراداً فعالين في جو العمل. التخطيط الاستراتيجي وإدارة التغيير... هل يجدان حضوراً يليق بهما في إدارتنا التربوية ؟ - إن القدرة على التخطيط الاستراتيجي وإدارة التغيير هي مهارات ضرورية للقيادة الناجحة وتلك المهارات تميز القيادي عن الإداري. وبحسب خبرتي لكي يكون هناك تخطيط استراتيجي جيد وقدرة على إدارة التغيير يجب أن يكون لدى القيادي هدف معنوي. تطوير المناهج عندنا... ألا ترين أنه يدور في حلقة مفرغة ويخضع لوصايات متعددة؟ - لا يوجد لديّ اطّلاع كاف عما تم بشأن تطوير المناهج في المملكة، لأتمكن من الرد على هذا السؤال. ولكنني أعرف أن هناك توجهاً حقيقياً لتطوير المناهج في المملكة ضمن خطة شاملة لتطوير التعليم والمؤسسات التعليمية، بناءً على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بم عبدالعزيز - يحفظه الله. آلية اختيار المعلمين عندنا... هل ترينها تخرّج لنا معلمين مميزين؟ - لا أستطيع تقويم عملية اختيار المعلمين في المملكة، لأنه ليس لدي ّتفاصيل تمكنني من ذلك، لكن أعرف أن ذلك يدخل ضمن الخطة الشاملة لتطوير التعليم التي أشرت إليها سابقاً. محطاتك التربوية العملية تعددت وتنوعت... أيُّها استمتعت بها أكثر؟ وأيها حمدت الله على الخلاص منه بأقل الخسائر؟ - الحمد لله كانت محطاتي التربوية العملية مليئة بالرضا والإنتاجية، ولقد تعلمت الكثير منها، وكان لكل منها أثر في تطويري المهني وإضافة الجديد لمهاراتي العملية والإدارية. هل تطمحين إلى مناصب دولية تربوية أكبر؟ - طبعاً طموحاتي لا تنتهي كغيري من النساء السعوديات، وأتمنى أن أسهم في صنع قرارات تتعلق بالتربية والتعليم على المستوى الوطني والدولي.