كثيراً ما شاهدت مدى تعلق أطفال من أعرفهم بسائق العائلة الذي يحبونه كثيراً ويعتبرونه أفضل من احد أفراد الاسرة احياناً!!. الحقيقة ان مشكلة تواجد السائقين وغيرهم من العمالة المنزلية كالمربية والخادمة مشكلة اجتماعية نوقشت من عدة مناظير اجتماعية ودينية واقتصادية وصحية وغيرها. ولكن ما يهمني هنا هو الحاجة النفسية التي تدفع الطرفين لتكوين مثل هذه العلاقة بينهما؟!. @@ الطفل بطبيعته الساذجة وبراءته في الاستجابة يتعلق بكل من يوفر له مستلزماته الاجتماعية والصحية والترفيهية التي تدخل عليه السعادة النفسية، خصوصاً إذا ما قوبلت تلك الطلبات بالرفض في تلبيتها من القائمين على تربية الطفل، لاعتبار الرفض عند الطفل دليلاً على عدم اهتمامهم به، وعندما يقابل هذا الطفل بالاستجابة التامة لطلباته واحتياجاته من قبل السائق فإن الطفل يصبح أسير تلك الاستجابة بحبه وصداقته له. فمثلاً قد يرفض الأب طلب الطفل لمس أو استكشاف احد الأمور المغرية في السيارة كمسك (مقود السيارة) بينما يقوم السائق بتلبية أي رغبة للطفل حتى لو وصل الأمر إلى أن يعطيه المفاتيح لوضعها في مكان تشغيل السيارة وقد يتعدى الأمر إلى أكثر من ذلك كأن يضعه في حجره وتمكينه من مسك المقود أثناء القيادة الفعلية للسيارة!!. @@ ينظر الطفل عند عقده مقارنة للموقفين موقف رفض والده وفي المقابل موقف قبول السائق وموافقته على ما يريد فتخرج نتيجة المقارنة أن السائق له مكانة خاصة ومميزة في نفسه عن بقية أفراد أسرته. هذا الموقف يجعل الطفل يفهم أن السبب في تميز مكانة السائق عند الأسرة بأسرها شيء جدير به (كنموذج جيد) لرجل يقوم بشؤون الأسرة فهو حقيقةً الأب القائم على تلبية حاجات المنزل (كجلب المقاضي الخاصة بسد حاجة الجوع) أو متطلبات فردية لكل فرد (كتوصيل الأطفال للمدرسة والأم للمستشفى والأطفال للأماكن الترفيهية العامة أو زيارة الأصدقاء أو التوصيل للسوق) أو بتوطيد الصلة بين أفراد العائلة (كالزيارات العائلية وغيرها).. كل تلك المواقف تجعل من السائق (سوبرمان) ولا بديل يمكن أن يحل مكانه!! ويظهر ذلك جلياً عند تغيب السائق بإجازة مرضية أو عادية!!. هنا ليس الطفل وحده من يشعر بأهمية السائق وتميزه بل أيضاً جميع أفراد الأسرة. لذلك لا يلام الطفل عندما يعتبر السائق هو قدوته ومثله الأعلى.