هم مواطنون مستقيمون ومخلصون. هكذا هم معظم رجال اليمين. قلة طفيفة وهامشية من بينهم فقط، قلة مناهضة للصهيونية، تشارك في التحريض المغرض ضد دولة إسرائيل وضد الجيش الإسرائيلي. فقط قلة صغيرة وهامشية تشارك في التنكيل بالفلسطينيين. ورغم ذلك فالمشكلة هي مع الأغلبية الصامتة. أولئك الذين يوجدون في حالة نكران. الواقع مركب أكثر قليلا. فالمشاغبون ضد جنود الجيش الإسرائيلي، من أمثال دانييلا فايس، ليسوا وكلاء مخابرات. والحاخامون الذين يصدرون فتاوى برفض الأوامر، ليسوا هامشيين. في بعض الدوائر اليمينية نشأت أيديولوجيا مناهضة للصهيونية ومناهضة للرسمية على نحو متطرف. الدولة في نظرهم هي مصدر الشر. جنودها هم جنود العدو. وبالتالي فإنهم يتمنون لهؤلاء الجنود الهزيمة، يتمنون لهم أن يقعوا في الأسر. تلك كانت تعبيراتهم أول أمس. جهاد يهودي، يمكنه أن يقيم ائتلافا مع الجهاد الإسلامي. ذات الجوهر. ذات الحماسة. ذات المعتقد. ذات الكراهية. ذات الإحساس بالرسالة الربانية التي تحتقر كل شيء ارضي. وهم يصرون على توفير مبررات للاساميين والمناهضين للصهيونية. وهم يدوسون كل معيار إنساني ويهودي. ولكنهم ليسوا وحدهم. لديهم إسناد إيديولوجي. للجهاديين ضد إسرائيل يوجد تسويغ من الشيخ يوسف القرضاوي، المفتي الرئيس للإسلام السني "المعتدل" الذي يبث ساعة وعظ أسبوعية في الجزيرة. للجهاديين من الداخل يوجد إسناد من غير قليل من الحاخامين التوأم للقرضاوي. قد يكونون مجانين ولكنهم لم يعودوا هامشيين. الحاخام يسرائيل هرئيل الذي كان في العام 1977في المكان الثاني في قائمة كهانا للكنيست، يقف على رأس "معهد الهيكل". وعن جزء من فتاويه، مثل قوله بان قائد المنطقة الوسطى "مفرط"، أحيل الى التحقيق في الشرطة. وقبل عدة أشهر أدين بشغب ضد اللواء اليعيزر شتيرن. وهذا الرجل، لاحظوا، اختير مؤخرا ليحصل على "جائزة التعليم للثقافة اليهودية" من وزارة التربية والتعليم. اقرؤوا وافركوا عيونكم. ومن أوصى بهم؟ مركز "بني عكيفا". نواصل: الحاخام مردخاي الياهو، الذي كان حاخاما رئيسا في السابق والذي يعرف دوما بأنه "احد قادة الصهيونية الدينية"، اصدر فتوى تؤيد سلب كروم الزيتون من الفلسطينيين. وقد أوضح أيضاً بان بيوتهم تعود الى اليهود. فتوى تسمح بالسلب والنهب. فتوى لتعزيز الجهاد اليهودي. إذا كانت هذه هي اليهودية وإذا كانت هذه هي الصهيونية فأنا أيضاً مناهض للصهيونية. ليس لنا الحق في أن نطالب المسلمين الأسوياء بنبذ المتطرفين، وفي نفس الوقت أن نغض النظر عن ظواهر كهذه في أوساطنا. مشكلة اليسار العالمي، وأحيانا اليسار الإسرائيلي أيضاً، هي في تسامحه، تفهمه، تبريره تجاه الجهاد الإسلامي. إذن لماذا ما هو جدير بكفاح لا هوادة له هناك، ينبغي أن يكون مسوغا في أوساطنا؟ إننا نحتاج الى مزيد من أضواء التحذير. يجدر بنا أن نعترف بان هناك ظواهر مقرفة في أوساطنا. بن درور يميني معاريف