يحتفل شعب تركمانستان "اليوم" بالذكرى السنوية السابعة عشرة لاستقلال بلاده، حيث تحقق في اليوم السابع والعشرين من شهر اكتوبر لعام 1991م، حلم طالما ظل يراود أهالي تركمانستان جيلاً إثر جيل لأجل الحرية والاستقلال، ففي ذلك اليوم أصبحت تركمانستان دولة ديمقراطية ذات سيادة. ولعل في الإصلاحات التي تجري حالياً على قدم وساق وتتم على نطاق واسع في المجالات القانونية والاجتماعية والاقتصادية تحت قيادة فخامة الرئيس قربان قولي بيردي محمدوف ما يدل على أن تركمانستان تقف تماماً على مشارف جولة جديدة من التنمية الاجتماعية. وأكد محمد أبالكوف سفير تركمانستان لدى المملكة ان القيم الديمقراطية تمثل الأساس الذي تقوم عليه الحياة العامة في تركمانستان، وآية ذلك أن مجلس الشعب قد تبنى في جلسة استثنائية انعقدت في اليوم السادس والعشرين من شهر سبتمبر 2008م النسخة الجديدة من الدستور والتي تكفل الحقوق الديمقراطية الكاملة لكل مواطن لأجل تهيئة الظروف الضرورية للحياة الحرة والعمل والإبداع للشعب. وأوضح معاليه أن التعاون مع الأممالمتحدة يمثل عاملاً حاسماً في سياستنا الخارجية. وفي هذا السياق يجمل التنويه بأن تركمانستان شهدت في اليوم العاشر من شهر ديسمبر من عام 2007م افتتاح مركز الأممالمتحدة الإقليمي للدبلوماسية الوقائية بمنطقة آسيا الوسطى حيث يعد ذلك بمثابة خطوة نوعية جديدة في بلادنا ولدى جيراننا لترسيخ دعائم السلام والاستقرار في المنطقة. ونتيجة للإصلاح التدريجي خلال فترة السبعة عشر عاماً الماضية منذ الاستقلال، تعزز الوضع الاقتصادي للبلاد بصورة ملحوظة. فقد تم خلال تلك الفترة حل العديد من المشاكل وتحديداً في مجال الاستقلال والأمن الغذائي وإيجاد هياكل الادارة العامة المتكاملة. وأشار معالي السفير ان تركمانستان تنتج سنوياً ما يتراوح بين 70و 80بليون متر مكعب من الغاز و 10ملايين طن من النفط وأكثر من 1.5مليون طن من القمح ومليون إلى مليون ونصف المليون طن من القطن. وارتفع إجمالي الناتج المحلي الكلي إلى ما مقداره 8300دولار في العام للفرد الواحد. ومنذ استقلال تركمانستان نشأت علاقات ودية بينها وبين المملكة تميزت بالثقة المتبادلة والنجاح الذي يظهر علاقة الصداقة والتفاهم العميق بين قادة البلدين. وقد كانت زيارة وزير الخارجية السعودي صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل الى عشق أباد في 22فبراير 1992الخطوة الأولى نحو اقامة علاقات ثنائية بين المملكة وتركمانستان. وقد تم خلال الزيارة توقيع إعلان مشترك لإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين. وفي سبتمبر 1995استقبل رئيس تركمانستان أحمد محمد باديب مبعوث خادم الحرمين الشريفين الملك فهد. وخلال اللقاء تبادل الجانبان وجهات النظر حول السبل الكفيلة بتعميق التعاون الثنائي بين تركمانستان والمملكة. وتم خلال ذلك اللقاء الاتفاق على إنشاء سفارات للبلدين في كل منهما كانت شاهداً على ايجابية التعاون بين الرياض وعشق اباد. وكانت الخطوة التالية لتطبيق هذا الاتفاق هي افتتاح سفارة خادم الحرمين الشريفين في عشق أباد في مايو 1997وكانت أول تمثيل دبلوماسي عربي في تركمانستان. وقد ازدهرت علاقات التعاون والشراكة بين البلدين بفضل علاقتهما الراسخة المتينة. وتوجت هذه العلاقات بزيارة رسمية قام بها الرئيس قربان قول محمدوف بيردي للمملكة خلال الفترة من 13الى 16ابريل 2007تم خلالها توقيع اتفاقية عامة للتعاون بين البلدين في كافة المجالات. وقام الملك عبدالله خلال اللقاء بتقديم وسام الملك عبدالعزيز لرئيس تركمانستان. وخلال هذه الزيارة تم الاتفاق على إقامة سفارة لتركمانستان في المملكة والتي باشرت مهامها في ابريل 2008.وفي يونيو هذا العام جرى نشر كتاب بعنوان "المملكة وتركمانستان: على طريق الصداقة والتعاون". وقال معالي السفير محمد أبا الكوف: "أود في هذه المناسبة التأكيد على عمق العلاقات التعاون والصداقة بين بلدينا لمصلحة شعبينا تحت القيادة الرشيدة لبلدينا. وأود كذلك التعبير عن أمنياتي بالسلام والرخاء والرفاهية لشعب المملكة الشقيق".
