تتحول المدن الكبرى والصغرى أيضاً لحظة رؤية الهلال إلى ضوضاء وازدحام بسبب تذكر الناس ما كان ينقصهم من ملبس ومأكل ومشرب، وذلك في اللحظات الأخيرة من نهاية شهر رمضان واستقبال عيد الفطر المبارك، فنرى الناس طوابير عند محلات المكسرات والملابس ودكاكين الحلاقة، وكأن هذا اليوم هو اليوم الوحيد الذي أفاق فيه الناس من غيبوبتهم. وننتقل قبل هذا إلى حالهم قبل الإفطار باليوم التاسع والعشرين من الشهر تكون المساجد مكتظة ومزدحمة بالمصلين فتجدهم في كل ركن يترقبون رؤية هلال الشهر، وعند رؤية الهلال الجديد تنتشر الأخبار في المدينة انتشار النار في الهشيم وفي الحال تبدأ ضوضاء الشهر كلها كأنها تركزت في ليلة واحدة. فيبدأون بوضع اللمسات الأخيرة من النظافة للمنازل من قبل السيدات وإنهاء مستلزمات العيد من ملابس مكسرات وحلويات وهدايا الأولاد والعيديات. (تكاسل وتأجيل) "الرياض" استطلعت آراء بعض أرباب الأسر والسيدات. في البداية تحدث أبو محمد - أب لستة من الأبناء والبنات - يقول: بالفعل نحن لا نتحرك إلا بالساعات الأخيرة من اقتراب العيد مع أن هناك فسحة كبيرة لإنهاء كل حاجياتنا ومستزماتنا قبل نهاية الشهر، ولكن التكاسل والتأجيل يضعنا بمأزق وخاصة بأن الأسعار ترتفع في نهاية الشهر، ونحن مضطرون للشراء كي ندخل البهجة والسرور على أطفالنا ولكي نشعر بفرحة العيد. (عادة متبعة) أما يوسف الفهيد - أب لطفلتين - فيقول: هذه العادة أصبحت متبعة من قبل الجميع لأن أغلب الباعة وأصحاب المحلات لا تصل بضائعهم الجيدة إلا بقرب انتهاء الشهر وما علينا نحن المستهلكين إلا الانتظار للجيد وخاصة بأن ملابس الفتيات تحتاج الكثير من البحث لاختيار الأجمل.. فهن يختلفن بوجهة نظري عن الأولاد لذلك فأنا ممن يؤجل شراء مستلزماته لآخر الشهر وقبل العيد بيوم أو يومين. (الشراء مبكراً) أما سلمان القرشان فيختلف بعض الشيء، حيث يقول: بالنسبة لي أقوم بشراء المستلزمات منذ اليوم الخامس عشر من الشهر لكي أخفف على نفسي وعلى أسرتي عناء الزحام وغلاء الأسعار بآخر الشهر.. ويضيف سلمان: أنا أب لخمسة من الأبناء ولذلك كنت أخصص كل يوم لواحد منهم حتى أنهيت جميع متطلباتهم في وقت مبكر وأيضاً استغللت الفرصة في تذكر كل ما يلزمني قبل الاصطدام بالزحمة ونسيان الضروريات في الوقت الضائع. أم أروى صاحبة محل ملابس وأم لستة من الأبناء تقول: في الأيام الأخيرة من الشهر وخاصة من يوم الخامس والعشرين من الشهر يبدأ الزحام ولكنه باليومين الأخيرين يزداد بشكل ملاحظ ويستمر للساعات الأولى من صباح يوم العيد، لذلك فأنا أجهز نفسي لهذه الزحمة وأنهي كل متطلباتي ومتطلبات أسرتي قبل يوم الخامس والعشرين. (تقاسم احتياجات الأبناء) أما سعاد المحسن فتقول: بالنسبة لي فقد تقاسمت مع زوجي احتياجات الأبناء فأنا أقوم بشراء مستلزمات البنات وهو الأولاد وبذلك ننتهي بوقت قياسي، على الرغم من أننا لا نستعد للعيد إلا بالأيام الأخيرة من الشهر وتأخرنا يعود لارتباطاتنا العائلية وواجباتنا الدينية، أضف إلى ذلك بأننا لا نهتم بذلك كثيراً إلا باللحظات الأخيرة. (أثاث المنزل) من جهة أخرى تقوم بعض السيدات بتغيير أثاث المنزل لذلك تجد باليوم الأخير حالة استنفار بالبيت وحظر بعدم دخول المنزل قبل الفجر وهذا ما تقوم به السيدة نجلاء عسيري، فتقول: أحب أن أستقبل ضيوفي يوم العيد وبيتي يلبس أبهى حلة وهذا يشعرني بأنني أحتفي بالعيد ولكن على طريقتي. وعن سر اختيارها لتغير أثاث البيت في آخر يوم من رمضان تقول: كي يبقى لكل شيء رونقه وجماله ولرائحة الموكيت الجديد رائحة العيد.