أعطى الموقع المتميز لجدة باعتبارها بوابة الحرمين الشريفين لجميع القادمين للأراضي المقدسة للحج والعمرة والزيارة بحراً وبراً وجواً الضوء الأخضر لازدهار الحركة التجارية وتناميها وأصبحت الحلويات والملابس الرجالية والنسائية هي الأكثر طلبا من المواطنين والمقيمين والزوار استعدادا لعيد الفطر السعيد. وفرض الواقع التجاري لجدة تنامي نهوض النقل والمناولة والأسواق والمراكز التجارية في ظل نهضة حركة الاقتصاد السعودي وأصبحت جدة تضم أكثر من مائتي مركز تجاري ضخم وتواجه الأسواق والمراكز التجارية إقبالا شديداً من قبل المواطنين والمقيمين والمعتمرين لشراء احتياجات متطلبات العيد خاصة مع قرب انقضاء أيام وليالي شهر رمضان المبارك. واستنفرت الأسواق طاقاتها لتلبية الإقبال الشديد على الشراء في فترة ما قبل العيد واستعدت من خلال تجهيز وعرض كميات كبيرة ومتنوعة من السلع التي يتم الاقبال عليها في مواسم الأعياد والتسابق في العرض والترويج لسلعها وابتكار الوسائل اللافتة للنظر سواء أكانت لافتات مكتوبة أو دعوات مباشرة للزبائن أو زينات مضيئة وملونة لاستقطاب المشترين كما أن بعض المحال والمراكز التجارية استخدمت الليزر الذي يضيء في الواجهات او يرسل حزماً ضوئية متحركة لجذب المتسوقين. وتزدهر في هذه الفترة من العام عملية شراء الملابس الجاهزة كالثياب والغتر والطواقي والأشمغة والعطور بالنسبة للرجال في حين يلاحظ الإقبال المتزايد من قبل النساء على شراء الفساتين والعباءات والعطور وتجهيزات المنزل من الأثاث وبعض التجهيزات الخاصة بالعيد إلى جانب اقبال الأسر على محلات بيع الحلويات والمكسرات في الأسواق الشعبية والحديثة المنتشرة في جدة حيث يلاحظ ذروة هذا الإقبال بعد صلاة التراويح إلى قبيل صلاة الفجر. وكالة الأنباء السعودية رصدت تحركات التسوق وكان من الملاحظ تباين اتجاه الأسر في الشراء تبعا للوضع المالي لكل منهم ففي الوقت الذي يذهب عدد لا يستهان به إلى المحلات ذات الماركات العالمية يجد آخرون طريقهم إلى المراكز التجارية ذات الأسعار المتوسطة بينما يتجه ذوو الدخل المحدود إلى المراكز ذات الأسعار المنخفضة. وتشهد محلات الأشمغة والملابس الداخلية والملابس الجاهزة إقبالا كبيرا استعدادا لعيد الفطر حيث قدر متعاملون زيادة حجم المبيعات هذه الأيام بما يتراوح بين 40 و50% مشيرين الى أن شهر رمضان تنتعش فيه الحركة ولذلك حرصت الشركات والمؤسسات قبل بدايته على جلب كل ما هو جديد لدى الشركات الموردة لهذه المستلزمات وتوفير كل ما يطلبه الزبون بتأمين ما يحتاجه. وتتعدد المعروضات التي تحرص المحلات على جلبها لتلبية احتياجات الزبائن بين الملابس الداخلية والثياب الجاهزة والأشمغة الحمراء والغتر البيضاء التي كثرت أصنافها وتعددت أشكالها اضافة الى الأحذية. وأوضح نائب رئيس لجنة النقل العام بالغرفة التجارية الصناعية بجدة سعيد بن علي البسامي أن السوق السعودية شهدت تنوعاً كبيراً فيما يتعلق بتوفير متطلبات العيد لكافة الأسر وبالأخص محلات الحلويات التي تضع نكهة مميزة على أيام العيد إذ أنها تعد عنصرا أساسياً للإحتفال بهذه الأيام السعيدة. وأفاد أن عدد محلات الحلويات الشرقية والغربية قد ازدادت بجدة الأمر الذي أدى إلى تضاعف العرض ليمنح ذلك المستهلك خيارات أوسع وسط تفاوت للأسعار بحسب بلد الصنع ونوعية العناصر التي تدخل في تكوينها مضيفا أن الإقبال الكبير والمتزايد في السنوات القليلة الماضية على الشوكولاته والحلويات بأنواعها جعل باعة الحلويات الشعبية يطورون بضاعتهم لتدخل سوق المنافسة بإعداد الحلويات الشعبية بطريقة لا تقل جمالاً وجاذبية عن تلك المستوردة وتنافس الحلويات الأخرى في أسعارها. وقدر البسامي حجم السوق السعودية للحلويات بأنه يتجاوز 1.5مليار ريال سنويا وأن المواسم ترفع الطلب بما لا يقل عن 80% فيما تقدر الصناعة الوطنية من الحلويات بنحو ألف طن سنويا 700 طن منها حلويات شرقية والتي تعد الأكثر طلبا في المواسم متوقعا ضخ مزيد من الاستثمارات الجديدة في هذه الصناعة في ظل ضخامة حجم السوق السعودية ومعدلات نموها المتصاعدة سنويا مما دفع الشركات الأجنبية للدخول ومنافسة الشركات السعودية على كعكة السوق التي يصل حجمها إلى ملياري ريال. وأكد أن الصناعة الوطنية استطاعت أن تنافس مثيلاتها المستوردة بقوة في ظل جودتها العالية واعتدال أسعارها ناهيك عن إقبال المستهلك عليها بنسبة 80% مفيدا أن حجم المبيعات في الحلويات يصل إلى نحو 100 مليون ريال في شهر رمضان المبارك والعيد. وقال ان سوق الحلويات في السعودية مقبلة على تطورات كبيرة من أبرزها طرح الامتياز التجاري الذي يفتح المجال ويعطي الفرصة للشباب السعودي في الاستفادة من هذه الأسماء التجارية وخبرة وأنظمة عمل تلك الشركات المرموقة عن طريق نظام الامتياز التجاري التي شرعت في طرحه العديد من الشركات المتخصصة في هذا المجال. من جانبه قال فارس القحطاني أحد المتسوقين إن حركة البيع وازدحام المتسوقين لا تظهر إلا في رمضان مشيرا الى انه يقوم بتأمينه احتياجاته وأولاده من الملابس قبل العيد بأسبوعين تقريبا تفاديا للزحام وأنه من الملاحظ المبالغة في السعر في بعض الأصناف خصوصا الأشمغة الرجالية حيث وجد في بعض المحلات أشمغة بأسعار تتجاوز 250 ريالا. وقال عادة ما تشهد أسواق الشوكولاته والحلويات في مدينة جدة حركة نشطة وإقبالا كبيرا من قبل المستهلكين مع بداية العد التنازلي لانقضاء شهر رمضان المبارك وحلول عيد الفطر ويميل عادة المتسوقون إلى شراء الحلويات أولا لأنها تشعرهم بمعايشة نكهة العيد السعيد. من جانبه يقول على الزهراني أن ذائقة السعوديين كلاسيكية تماماً فيما يتعلق بالشوكولاته ولذلك فان الأكثر مبيعاً هي الشوكولاتة السوداء تليها البني وتأتي في المرتبة الثالثة أنواع الشوكولاتة المحسنة باستخدام نكهات التوفي والكراميل والقهوة ومذاقات الفواكه المختلفة والمكسرات. وبين أحمد حزام من الجالية السودانية أن راتبه محدود ولذلك غالبا ما يبحث عن محلات ذات قيمة توازي راتبه مضيفا أن احتياجات أسرته الكبيرة لا تتوفر إلا في أماكن بيع الجملة والأسواق التي تتخذ من التخفيضات عنصرا أساسياً في جلب الزبون وخاصة مع قرب حلول العيد السعيد الذي تشهد معه أسواق جدة ضخامة كبيرة في إقبال المتسوقين. وتقول المواطنة السعودية أم نواف أن متابعة آخر صيحات الموضة في العيد أمر مهم للسيدات بالنظر إلى أهمية أول يوم بالعيد ورغبة الجميع في التميز ولفت الانتباه مشيرة الى انها لا تولي الاهتمام بمسألة الماركات وتحرص على متابعة التخفيضات التي تقوم بها بعض المراكز والتي يؤمها معظم المواطنين. وأشارت إلى أن المراكز التجارية خلال شهر رمضان والمناسبات ترفع أسعارها فحتى الملابس القطنية المعروفة بأسعارها المعتدلة تباع بأسعار مبالغ فيها وهناك محلات كثيرة تعلن عن تخفيض على واجهات المحلات وهي ليست تخفيضا حقيقيا بل استغلالا. وأوضح مدير مبيعات أحد مراكز التخفيضات بجدة عادل طالب أن الازدحام الشديد الذي تشهده الأسواق وخاصة مراكز التخفيضات هذه الأيام يدل على وعي المستهلك الذي يقارن بين أسعار محل وآخر حتى يقرر شراء ما يريد وبالسعر الذي يناسبه مع مراعاة درجات الجودة مشيرا إلى أن غالبية الزبائن يتهافتون وراء شراء السلع والأزياء الرخيصة وهناك القلة التي تبحث عن شراء الماركات. وأكد مدير تسويق أحد المراكز التجارية بجدة علي آل حمد أن انتشار محلات التخفيضات الخاصة بالملابس ساعد الكثير من المستهلكين على توفير ملابس العيد بأسعار مخفضة ومناسبة لذوي الدخل المحدود لافتا إلى أن المنافسة رفعت من مستوى السلع المعروضة. وأوضح انه يتم جلب البضائع بكميات كبيرة من دول شرق آسيا التي تتسيد بضائعها السوق هذه الأيام لحقبق طلبات الزبائن في توفير أسعار تكون في متناول الجميع خصوصا وأن تلك البضائع عادة ما تتميز إضافة إلى سعرها المعقول بالجودة والتميز في صناعتها بمختلف الموديلات. وأضاف محمد رؤوف أحد العاملين في مركز تجاري آخر أن التخفيض قد يكون 10 ريالات ويصل أحيانا إلى 20 ريالا على القطعة وخاصة في أوقات المناسبات كشهر رمضان والأعياد لجلب أكبر عدد من المشترين الذين يفضل معظمهم الصناعات التركية والصينية والتايلندية مشيرا إلى أن مراكز تخفيض الأسعار لها طابع خاص لدي الكثير من المستهلكين لقناعتهم بوجود هامش ربح بسيط على السلعة وهذا يجعل نسبة المبيعات تفوق 80%. ويقول صالح القباص أحد مرتادي الأسواق أن الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان في كل عام هي الأيام الأكثر سعادة بالنسبة لباعة الحلويات والسكاكر في جدة حيث تمتد في منطقة البلد وسط جدة عربات الحلويات والسكاكر على مسافة كيلومترات استعداداً لموسم العيد وهو أكثر المواسم نشاطاً بالنسبة لسوق الحلويات في السعودية حيث تتألق أضواء محلات الحلوى والشوكولاته أكثر من المعتاد وتبرق واجهاتها لتكشف عن أصناف الحلوى المعدة لتغري مستهلكاً خرج في الأساس بحثاً عنها. وأفاد المدير التنفيذي لإدارة السياحة والفعاليات بالغرفة التجارية الصناعية بجدة محمد الصفح أن الجانب الأهم في حياة الناس خلال العيد وهي تدخل ضمن سلع اقتصاديات العيد الحلويات بمختلف أنواعها التي تأتي من مدن كثيرة من العالم العربي فهناك منتجات من سوريا ولبنان والأردن ومن البحرين وعُمان ومن المغرب ومصر مشيرا إلى أن السوق السعودي سوق جيد.