ليس التسوق وحده ولكن الزحام وزخم المتسوقين أيضاً هو ما يجذب العديد من العائلات لتأخير شراء مستلزمات الأعياد إلى اليوم الأخير من المناسبة، على الرغم من ارتفاع الأسعار في تلك الفترة، وتأثير ذلك على جيوب أولياء الأمور. ويرى العديد من أفراد الأسر الذين التقتهم "الوطن" أن غالبية العائلات لا تلجأ إلى شراء هذه المستلزمات إلا قبيل العيد بأيام قليلة، فتزدحم الأسواق، وترتبك المنازل، وتتعطل بعض المشاريع بسبب عدم الانتهاء من شراء أغراض العيد المتنوعة من هدايا وملابس وحلويات وإكسسوارات وأثاث. ويجدها أصحاب المحلات مناسبة لرفع الأسعار، في حين من المفروض أن هذه الفترة تعتبر في العادة موسماً وأعياداً تكثر فيها التخفيضات والعروض، ولكن خلافا لذلك ترتفع الأسعار، وتستمر فيها حركة الشراء دون توقف. تقول مزنة مطير إن التسوق قبل العيد بأيام قليلة أصبح عادة لديها، وإنها تستمع بذلك، وعلى الرغم من ضيقها من ارتفاع الأسعار، إلا أنها تجد نفسها مضطرة للشراء بسبب المناسبات العائلية التي تحضرها في العيد، وتابعت "لا بد من شراء هدايا لأطفال العائلة بسبب الاحتفالات التي ننظمها في أيام العيد، ولكن محلات أبو ريالين حلت لنا هذه المشكلة". وتضيف لطيفة محمد أن "عادة التسوق مع اقتراب العيد أصبحت متلازمة مع معظم أفراد العائلة من النساء والرجال، نظراً إلى متعة التسوق في الزحام والشعور بقصر الوقت، مشيرة إلى أن النساء لا يختلفن في ذلك عن الرجال، فمثلما يؤجلن التسوق للعيد، يؤجل الرجال أيضاً شراء الأضاحي للحظة الأخيرة، ويضطرون عندها لفعل ذلك بعد أن تصل الأسعار إلى حدود خيالية". ويوضح صالح عبدالله أن الاتكال على شقيقه في شراء الأضاحي أسهم في التأخير، لأن عليه أن يقوم بهذا الدور في هذا العام، إلا أنه لم يلتزم، فوجد نفسه مضطرا لشرائها قبل العيد بيومين وبسعر مضاعف. وإن كانت عادة الشراء قبيل العيد تكثر لدى العديد من الأسر والعائلات، إلا أن القليل يرفض ذلك، ويؤجل الشراء برمته إلى ما بعد العيد، تقول سمر عبدالله التي تؤجل الشراء لما بعد العيد إنها ليست ساذجة لتسمح لأصحاب المحلات باستغلالها برفع الأسعار. وتروي سمر كيف أنها شاهدت ثوبا قيمته 40 ريالاً قبل أسبوع واحد من العيد ليرتفع سعره في العيد ليصبح 120 ريالا.