رحماك ومغفرتك ربي لأخي سليمان بن إبراهيم الخليفي "أبو وليد" الذي انتقل إلى رحمة الله قبيل شهر رمضان الكريم لعام 1429ه بأيام معدودة. انتقل إلى جوار ربه بعد معاناة شديدة لمرض تمكن منه وأقعده، كانت مقاومته للمرض فوق طاقته بحيث أصبح عاجزاً عن التعبير فكان التجاوب معه حسب الاستطاعة. إليك يا من عانيت وعانيت.. إليك أخي الحبيب. لقد افتقدناك قبل أن ترحل.. افتقدك الأهل والأحباب.. وأهل الحي والرفاق.. حتى الحديث معك فقدناه.. أين منا ما يروق لك إطراؤه؟ تلك الذكريات الحبيبة لقلبك عن ذاك الحي الذي قضيت فيه جلى سنوات شبابك.. ذاك هو حي الملز فكل ما يجول في خاطرك من صور الترابط والتسامح والمحبة والالفة تراها في ذاك الحي... كم تذكرنا الجيران والأحبة... كم تذكرنا ما كان وصار. كم افتقدنا هذا الإطراء الجميل؟. وأكثر ما افتقدك جامع الحي الذي تسكنه والذي شهد ركوعك وسجودك جماعة.. فلا تنقضي فريضة إلا وتنتظر ما بعدها.. أخي الحبيب ما أعظم أن يكون للإنسان ذكرى عطرة تميزه.. وأي ذكرى أطهر وأنقى واسمى من حرصك التام على أداء الصلاة جماعة.. كان هذا سبيلك لم تتعبك الدروب ولا الظروف حتى أعجزك المرض فترجلت مجبراً لا مختاراً. فمن كان هذا كيانه فلا عجب بمكارم أخلاقه وحبه للناس وتعلقهم به... لقد افتقدناك بكل الأحوال يا أبا وليد. ومع تلك الحالة القاسية من المرض تجلى فيها صبرك وجلدك وما أعظم الصبر في المحن،..، صبرت وصابرت إلى أن فاضت روحك الطاهرة إلى بارئها سبحانه وتعالى. كنت نوراً وإشراقاً في الوجه والجسد.. فتلك من بشائر القبول الحسن إن شاء الله. هي إرادة الله في كل شيء فلكل أجل كتاب بتقدير العلي العظيم. هنيئاً لك أبا وليد.. هنيئاً لك جزاء الصابرين، هنيئاً لك جنات الفردوس الأعلى إن شاء الله. اللهم اجعل مرضه كفارة لذنوبه وارحمه واعفو عنه، اللهم اطعمه واسقه من الجنة اللهم أره مكانه في الجنة. فجنات النعيم مثوى للمؤمنين المتقين الصالحين فأنت إن شاء الله منهم. وكأني بوالدتك "رحمها الله" وهي تحتفي مستبشرة بمقدمك ويحتفي معها الوالد "رحمه الله" والخالات أم عبدالله وأم إبراهيم وابن العم "أبو محمد" - رحمهم الله جميعاً - وهم سبقوك إلى الرفيق الأعلى خلال السنوات الأربع الأخيرة ومعهم السابقون من الأهل والأقارب. اللهم في هذه الليالي الشريفة المباركة من شهر رمضان اغفر لهم جميعاً وارحمهم واعفو عنهم وأكرم نزلهم واجعلهم في جنات الفردوس الأعلى وجميع موتى المسلمين آمنين. أختك (أم فراس) الخليفي الرياض