المتاجرون بأرواح البشر أصناف،فمنهم من يتذاكى وسرعان ما يفتضح أمره فيتحاشاه الناس ومنهم (المندسّون) في نسيج المجتمع حيث يسري ضررهم كالسم الخفيّ القاتل ولأنهم بلا ضمير فهم لا ينتهون عن أفعالهم ما لم تكشفهم الصدفة أو يقعون بيد مُفتّش مخلص تحمّس بعدما أصابه الضرر أو أحد معارفه أو أقرباءه أو تبنى كشفهم بدافع ذاتي وقوده حب الخير للغير، وأبشع أنواع المتاجرة بالأرواح الغش في أقوات الناس وما يأكلون أو يشربون أو يتداوون به وقد سمعنا عمن يسوّق أطعمة فاسدة مُتسممة أو أغذية مُسرطنة أو حليب أطفال غير صالح للاستهلاك البشري هذا غير الأدوية منتهية الصلاحية مع العلم يقيناً بضررها ومع هذا يسوّقها الغشّاش بقلبِ مُطمئن وضمير ساكن تراهُ ينام قرير العين متنعماً بالأموال التي جمعها من صديد الغش دون خوف من انفضاح بعد أن تبين لهُ غياب الرقيب وكسر العصا! لم يترك الغشاشون باباً إلا وقد طرقوه بل فتحوه عنوة ليدلفوا إلى تفاصيل حياتنا ويشبعوها إفساداً وفساداً فمن كان يتخيّل بأنهم سيصلون إلى إطارات ،كفرات ، عجلات السيارات(سمّوها ما شئتم) يقومون بترميمها وتسويقها على أنها إطارات جديدة صالحة للاستعمال وما أن يسير بها مُشتريها بضعة كيلومترات إلاّ وتنفجر متسببة في مجازر بشرية خصوصاً حين يقع مثل هذا النوع من الحوادث على السيارات العائلية التي تحمل أعداداً من النساء والأطفال ولدى إدارات المرور العِلم اليقين عن هذا النوع من الحوادث الذي يُسجل تحت خانة "انفجار الإطارات" أما القاتل الحقيقي فهو ذلك الذي سوّق الموت خفيةً ! قرأت في هذه الصحيفة يوماً بأن فرق التفتيش في مدينة واحدة (فقط) من مدن بلادنا قد اكتشفت بضعة آلاف ..نعم آلاف من الإطارات المُستعملة غير الآمنة تسوّقها عمالة وافدة بالتضامن مع بعض المواطنين عديمي الضمير وهذا التحرك أتى بعد أن دلّت المؤشرات على ارتفاع نسبة وقوع حوادث السيارات المميتة بسبب انفجار الإطارات فانكشف المستور ثم ماذا ؟؟ قيل بأن أولئك الغشاشين سيخضعون للتحقيق وستتخذ بشأنهم العقوبات الواردة بالنظام ومنها التشهير عبر الصحف المحليّة على حسابهم الخاص فهل قرأتم يوماً عن التشهير بتاجرٍ أو صاحب ورشة سوّق كفرات مغشوشة ؟؟ أراهنكم أن لاشيء من ذلك قد حدث .. قيل من يترددء في إنزال العقاب يُضاعفء عدد الأشرار.