تحسنت ربحية شركة الأحساء للتنمية عن النصف الأول من العام الجاري بنسبة 54.1في المائة، إذ أظهرت القوائم المالية الأولية أرباحاً صافية قدرها 13.87مليون ريال عن الفترة من مطلع العام وحتى 30من شهر يونيو 2008، مقابل تسعة ملايين لنفس الفترة من العام السابق، وبلغ صافي الربح من العمليات عن نفس الفترة 17.17مليون ريال مقارنة بنحو 12.23مليوناً في الفترة المماثلة من العام السابق، بنسبة زيادة قدرها 40.39في المائة، وانعكس ذلك على ربح السهم خلال الفترة الذي قفز من 0.21ريال إلى 0.32ريال، بزيادة بنسبة 52.40في المائة، ونتج عن ذلك زيادة في حقوق المساهمين إلى 521.90مليون ريال من 446.90مليون للفترة المماثلة من العام السابق، أي بزيادة بنسبة 16.8في المائة. ومع أن التحسن في الربحية جاء أقل من المتوقع، خاصة في ظل انعدام أي نمو في الأداء خلال السنوات الخمس الماضية، إلا أن في هذا ما يشير إلى أن الشركة تسير في الاتجاه الصحيح، والمأمول أن تواصل حتى نهاية العام الجاري على هذا المنوال. تأسست شركة الأحساء للتنمية بتاريخ 1414/06/01، الموافق 1993/11/14، برأسمال قدره 300مليون ريال سعودي، موزعة على ستة ملايين سهم بقيمة اسمية لكل سهم قدرها 50ريالاً، وبعد ذلك تم رفع رأسمال الشركة إلى نحو 428.75مليون ريال عن طريق توزيع سهم لكل أربعة أسهم. كان الهدف الرئيسي من إنشاء الشركة هو الاستثمار في المشاريع التنموية، الصناعية، والخدمات سواء كان ذلك بتطويرها، تشغيلها، المساهمة مع شركات أخرى محلية أو عالمية وذلك، للقيام بدور فعال في تعزيز التنمية الصناعية، تشجيع بدائل الاستيراد والتسويق العالمي للمنتجات، إقامة صناعات جديدة اعتماداً على التقنية الحديثة بالامتلاك أو التعاون مع شركات عالمية، تعزيز موجودات الشركة بإقامة المشاريع وتحقيق عوائد مجزية على الاستثمار، تنمية الكوادر الوطنية وتدريبها لتتولى المسؤولية، تقديم خدمات المساندة والاستشارات للمصانع والشركات التي تؤسسها شركة الأحساء للتنمية، إقامة المشروعات الصناعية وتملك العقارات والأراضي واستثمارها، إقامة مخازن التبريد، أساطيل النقل، محطات الوقود، أعمال الصيانة، وإدارة وتشغيل المدن الصناعية والتجارية والسكنية. واستنادا إلى إقفال سهم "الأحساء" الأسبوع الماضي، 17رمضان الموافق 17سبتمبر 2008، على 13.2ريال، بلغت القيمة السوقية للشركة 565.95مليار ريال، موزعة على 42.875مليون سهم،مملوكة بالكامل للمؤسسين والمستثمرين من شركات وأفراد. ظل مجال سعر السهم خلال الأسبوع الماضي بين 11.60ريال و 16، بينما تراوح خلال عام بين 11.6ريال و 37.5، وبهذا بلغ تذبذب السهم السنوي 105.50في المائة، ما يصنف السهم ضمن الأسهم العالية المخاطر. من النواحي المالية، يبدو أن أوضاع الشركة النقدية آخذة في التحسن، خاصة أداء الشركة للعام 2007ومنتصف عام 2008، فبلغ معدل الخصوم إلى حقوق المساهمين نسبة جيدة عند 39.54في المائة، ومعدل المطلوبات إلى الأصول نسبة 28.33في المائة، وهما جيدان، وفي حدود المقبول، وعند دمج هذه النسب من المطلوبات مع معدل السيولة النقدية عند 0.98، والجارية عند 1.18، يكون هناك ما يدعم قدرة الشركة على مواجهة أي التزامات مالية قد تواجهها على المدى القريب. وفي مجال الإدارة والمردود الاستثماري، بدأت الشركة تدخل مراحل الأرباح التشغيلية، وهذا أمر يبشر بالخير، ونتيجة لذلك طرأ تحسن ملحوظ على القيمة الدفترية والجوهرية للسهم، ولكن نتائج الشركة نهاية العام الجاري 2008، ستكون الفيصل. وفي مجال السعر والقيمة، انخفض مكرر الربح من 30.69ضعفا خلال العام الماضي 2007إلى 13.89ضعفا حتى منتصف العام 2008، وهذه نتيجة ممتازة، تحسب لصالح الشركة، وطرأ تحسن هامشي على قيمة السهم الدفترية التي ارتفعت إلى 12.17ريالاً من 12.15ريالاً للعام الماضي، وبهذا جاء مكرر القيمة الدفترية عند 1.08، هو معدل ممتاز جدا. وعند دمج مؤشرات أداء السهم مع ما توافر لدينا من بيانات عن أداء الشركة، ربما يكون هناك ما يبرر سعر سهم "الأحساء" عند 13.20ريالاً. هذا التحليل لا يعني توصية من أي نوع، بل يقتصر الهدف الرئيسي منه على وضع الحقائق أمام القارئ الذي يتحمل تبعة ما يترتب على قراراته الاستثمارية.