حققت شركة الأسمدة العربية السعودية "سافكو" أرباحاً صافية تجاوزت 1.91مليار ريال خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2008، مقارنة بنحو 850مليون ريال عن نفس الفترة من عام 2007، بزيادة بلغت نسبتها 125في المائة، أي أكثر من الضعف، وبذلك بلغ ربح السهم للنصف الأول من عام 2008، نحو 7.66ريال، مقابل 4.25ريال للفترة المماثلة من العام السابق. كما قاربت الأرباح التشغيلية عن نفس الفترة 1.7مليار ريال، مقابل 820مليون ريال، بزيادة بنسبة 107في المائة، أو ما يناهز الضعف بقليل. ونتج عن ذلك أن بلغ صافي أرباح النصف الأول من عام 2008ما يزيد على 1.19مليار ريال، مقارنة بنحو 530مليون ريال للنصف الأول من عام 2007، بزيادة تجاوزت نسبتها 124في المائة، وجاء ذلك بسبب تحسن أسعار بيع المنتجات الرئيسية وحجم المبيعات، ولهذا وزعت "سافكو" أرباحا بواقع ستة ريالات عن النصف الأول من العام 2008.هذا النوع من الأداء هو مطلب كل مستثمر، فالعائد على السهم إذا ما أخذنا في الاعتبار القيمة الاسمية هو 60في المائة عن ستة أشهر، وإذا أخذنا متوسط سعر السهم للعام 2008يكون العائد 3.19في المائة عن ستة أشهر أو 6.38في المائة عن عام كامل في حال واصلت الشركة مسيرتها على نفس المنوال. تأسست "سافكو" بموجب المرسوم الملكي رقم م/ 13وتاريخ 1385/05/11، الموافق 1965، برأس مال قدره 100مليون ريال سعودي مقسم بين الدولة والقطاع الخاص، وكانت نسبة حصة الدولة آنذاك 51في المائة من رأس المال ونسبة القطاع الخاص 49في المائة، وحاليا تجاوزت نسبة القطاع الخاص 85في المائة. ونتيجة للتطور و النجاح الذي حققته الشركة، رأت الدولة في عام 1399، بيع نسبة 10في المائة من حصتها للعاملين السعوديين في الشركة تشجيعا منها للصناعات الوطنية وتقديراً للعاملين الذين لم يألوا جهداً لتطوير وازدهار الشركة، وتمت مضاعفة رأس المالية عدة مرات، وحاليا يبلغ رأس مال الشركة 2.50مليار ريال؟ تركز الشركة على تصنيع الأسمدة بجميع أنواعها، إنتاج الأمونيا والكبريت الخام ومستخرجاتهما ومشتقاتهما وتسويقها داخل المملكة وخارجها. ويندرج ضمن نشاطات الشركة، التوسع في مجالات عمل الشركة بإنشاء الصناعات الكيماوية وغير الكيماوية، وشراء مصانع عاملة في هذا المجال كلياً أو جزئياً. ونظراً لقوة مركز الشركة المالي، بدأت "سافكو" في الاستثمار في مشاريع صناعية مختلفة، فقد تم إنشاء الشركة الوطنية للأسمدة الكيماوية "ابن البيطار" في مدينة الجبيل الصناعية مناصفة بينها وبين الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك" لإنتاج الأسمدة الكيماوية باختلاف أنواعها لتلبية الاحتياجات الوطنية والدولية، علاوة على ذلك تمتلك "سافكو" نسبة 8.86في المائة من رأس مال شركة "ابن رشد" و نسبة 5في المائة من رأس مال شركة سبائك. وخلال عام 1994تم دمج الإدارة والتشغيل لكل من "سافكو" و "ابن البيطار" للاستفادة من الخبرات الفنية والإدارية، لتقليل التكاليف، دون أي تأثير على الشكل القانوني لكل من الشركتين. وحسب أقفال سهم "سافكو" الأسبوع الماضي، 7شوال 1429، الموافق 8أكتوبر 2008، على 141.50ريالا، بلغت قيمة الشركة السوقية 35.375مليار ريال، موزعة على 250مليون سهم. ظل نطاق سعر السهم خلال الأسبوع الماضي بين 141.50ريال و 272.50، وتراوح خلال عام بين 103.75ريالات و272.50، وكان متوسط كميات الأسهم المتبادلة يوميا 550ألف سهم. من النواحي المالية، أوضاع الشركة النقدية ممتازة، فبلغ معدل المطلوبات إلى حقوق المساهمين 33.67في المائة، والمطلوبات إلى الأصول 25.19في المائة، وعند مقارنة هذه النسب مع معدلات السيولة الجارية البالغة 3.07، والسيولة النقدية عند 2.14، يتضح لنا مدى حصانة الشركة المالية، ما يجعلها قادرة على مواجهة أي التزامات مالية قد تواجهها على المدى القصير. وفي مجال الإدارة والمردود الاستثماري، جميع أرقام الشركة تضعها في مركز متقدم، فقد تم تحويل جزء جيد من إيراداتها إلى حقوق المساهمين، لتبلغ نسبة نمو حقوق المساهمين 26.88في المائة عن العام الماضي ونسبة 11.82في المائة عن السنوات الخمس الماضية، كما حققت الشركة نموا في الإيرادات بلغت نسبته 92في المائة عن العالم الماضي، ونسبة 37.57في المائة للسنوات الخمس الماضية، وهي نسب ممتازة. وللربحية نصيب لا يستهان به ضمن نشاطات "سافكو"، فقد حققت الشركة أرباحا سنوية، بلغت 13.10ريالا لكل سهم عن الفترة المنتهية في 30يونيو 2008، أي ضعف الأرباح التي حققتها عن الفترة المماثلة للعام 2007، وهو معدل ممتاز، والمأمول أن تواصل الشركة نفس المسيرة. في مجال السعر والقيمة، بلغ مكرر الربح 10.88ضعفا للعام 2008، وهو مكرر ممتاز إذا أخذنا في الاعتبار مكرر الربح على النمو الذي يبلغ 0.28، كما بلغت قيمة السهم الدفترية 30.26ريالا، أي أن مكرر القيمة الدفترية 4.68أضعاف، ويمكن قبول هذا المكرر المرتفع إذا أخذنا في الاعتبار أداء الشركة الجيد. وبعد دمج ومقارنة جميع مؤشرات أداء السهم والنسب الجيدة التي حققتها الشركة، والعائد على حقوق المساهمين والأصول، ربما يكون هناك ما يبرر سعر السهم عند 141.50ريال. هذا التحليل لا يعني توصية من أي نوع، ويقتصر الهدف الرئيسي منه على وضع الحقائق أمام القارئ الذي يتحمل تبعة ما يترتب على قراراته الاستثمارية.