لاحظ المتابعون تميز سيناريو "كلنا عيال قرية" ذي النفس الطويل وتفرده عن ما قدمه النجمان عبدالله السدحان وناصر القصبي في الأعوام الماضية في "طاش ما طاش" ويعود الفضل في هذا التميز إلى اعتماد سيناريو المسلسل على "ورش الكتابة" بدلا من قيام كاتب نص واحد بتأليف جميع أحداث السيناريو. ويمكن ملاحظة هذا التغير من خلال الحلقات الأولى للعمل والتي بدأت أحداثه تتصاعد دراميا بشكل منطقي ومتماسك مع وضوح خطوطه الدرامية والتي قام بتأليفها بشكل جماعي كل من عبدالرحمن الوابلي وناصر العزاز وعنبر الدوسري وعبدالله السدحان وناصر القصبي. وعن مفهوم ورش العمل في الكتابة التلفزيونية تحدث الدكتور عبدالرحمن الوابلي بقوله"ورش الكتابة تتكون في الغالب من أربعة إلى ستة أشخاص، يجتمعون لمناقشة الخطوط العريضة للعمل أولا وبعد الاتفاق عليها يتم بشكل يومي تأليف كل حلقة بالاعتماد على طريقة "العصف الذهني" ليطرح كل كاتب فكرة ونناقشها ونطورها، وكل ذلك يكون تحت إشراف عبدالله السدحان وناصر القصبي". وأوضح الوابلي أن ورش الكتابة لاقت نجاحا باهرا بعد تطبيقها في بعض حلقات طاش ما طاش في الأعوام السابقة ولذلك تم التوسع فيها هذا العام.ويتم في ورش الكتابة توزيع بعض الحلقات على الكتاب، فالحلقات الأولى ل "كلنا عيال قرية" كان الوابلي من يقف خلفها من خلال التعريف بالشخصيات والبناء لها، وعند سؤالنا للوابلي عن آلية توزيع الحلقات على الكتاب قال "كل كاتب يكتب الحلقات التي تناسب أسلوبه، فحلقة مزايين الأبل كانت من نصيب عنبر الدوسري، والحلقات التي تحتوي على فانتازيا تناسب أسلوب ناصر العزاز، والحلقات التي تحتوي على أفكار فكرية تكون بالعادة من نصيبي". وأشار الوابلي أن الممثل محمد الطويان هو المسئول بالكامل عن كتابة حوارات شخصية "أبو ضاري" لمعرفة الطويان كثيرا في نفسية وطريقة تفكير شخصية "أبو ضاري". "كان الطويان يعارضنا أحيانا إذا ما طرحنا فكرة ما يقوم بها "ابو ضاري" لمعرفة الطويان بتعارضها مع شخصيته على حد وصف الوابلي .وعن ولادة الفكرة الرئيسية للعمل يقول الوابلي "الفكرة الرئيسية لكلنا عيال قرية كانت موجودة منذ ثلاث سنوات باسم "الدور السابع"، ولم نبدأ بالتفكير الجدي بتنفيذها إلا بعد إتخاذنا قرار توقيف طاش ما طاش". وأوضح الوابلي مدى إختلاف النص الأصلي ل "الدور السابع" عن "كلنا عيال قرية" في وجود جميع الشخصيات الرئيسية في عمارة واحدة يكون المسئول عنها هو "الخال" وتم تغيير ذلك وإضافة "الاستراحة" كموقع يتواجد فيه بطلا العمل "كريم" و"سليم" واستحداث شخصية جديدة تكون المسئولة عن العمارة وخروج الخال إلى شقة خارج العمارة. وعن توقع المشاهدين في وجود الوابلي خلف فكرة مشهد الهيئة التي ظهرت في الحلقة الثانية من المسلسل يقول "أتحمل 70% فقط من فكرة الهيئة ووجود الهيئة في السيناريو كان مبرراً درامياً لضرورة ذهاب الخال للسجن أو مركز الهيئة لكفالة "كريم" و"سليم" ولا يوجد فرق بين الهيئة أو الشرطة فجميعهم أجهزة حكومية". ويعترف الوابلي بأن ردود فعل الجماهير على العمل كانت متوقعة منذ البداية لعدم تعود المشاهدين على هذا الأسلوب في التمهيد البطيء والبناء الدرامي على العكس من طاش الذي كان يوجد فيه تمهيد وتصاعد وذروة في كل حلقة من حلقاته، وفي الختام وعد الوابلي بوجود العديد من الأحداث الجريئة في الحلقات القادمة من "كلنا عيال قرية".